وارسو: نتنياهو «نجم المؤتمر»… و«القادة العرب والإسرائيليون» في الغرفة نفسها

حجم الخط
1

لندن ـ «القدس العربي»: انتهى أمس مؤتمر وارسو لـ«السلام والأمن في الشرق الأوسط» الذي دعت إليه وزارتا الخارجية الأمريكية والبولندية، وشاركت فيه نحو 60 دولة من بينها تسع دول عربية، وأطلق عليه معلقون إسرائيليون مؤتمر بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بامتياز، لأنه يصب في خدمة حملته للانتخابات العامة المقررة في 9 أبريل/ نيسان المقبل.

وما يؤكد ذلك أن نتنياهو الذي كان نجم المؤتمر هو رئيس الوزراء الوحيد المشارك، بينما تمثلت الدول الأخرى بوزراء خارجيتها او وزراء دولة.

خالد آل خليفة: العلاقات ستقام قريبا… ووزير خارجية اليمن يتبرع له بميكروفونه

واستغل نتنياهو هذا المؤتمر للتطبيع مع الدول العربية المشاركة من خلال لقاء او مصافحته أكبر عدد ممكن من ممثلي الدول العربية التسع، وهي مصر والأردن والسعودية وعمان والكويت والبحرين والإمارات واليمن والمغرب، وسط مقاطعة السلطة الفلسطينية التي اعتبرت هذا المؤتمر محاولة للالتفاف على القضية الفلسطينية ومبادرة السلام العربية.
وقالت الرئاسة الفلسطينية أمس إن أي مؤتمرات دولية بشأن الشرق الأوسط لن تنجح دون ضمان حل القضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية. وصرح الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، في بيان، أن قضية الشرق الأوسط هي سياسية وليست أمنية، ومفتاح تحقيق الأمن والاستقرار هو حل القضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وأشاد نتنياهو أمس بالمؤتمر، معبرا عن الأمل في أن تمهد «وحدة الموقف» (بين إسرائيل والدول العربية المشاركة) الطريق أمام تطبيع أكبر في العلاقات. وانتهز هذا المؤتمر للقاء أكبر عدد ممكن من ممثلي الدول العربية، وبدأ اللقاءات مع وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي بن عبد الله، أول أمس. وأعلن أنه سيلتقي وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير.
وقال وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن حمد آل خليفة المشارك في المؤتمر، إنه يؤمن بأنه ستقام علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل مستقبلا. وجاء تصريح الوزير البحريني ردا على سؤال حول موعد الانفراج في العلاقات بين إسرائيل والبحرين، ودعوة نتنياهو لزيارة البحرين، حيث أجاب أنه «سيحدث ذلك عندما يحدث». وحين سئل إن كان هذا سيكون قريبا أجاب: «سيحدث هذا في نهاية الأمر».
ونشر نتنياهو على حسابه في «تويتر» خبرا يتضمن صورة له إلى جانب اليماني، وكتب فوقها بالعبرية «نصنع التاريخ». وفي حادثة ليس معروفا إن كانت مخططة او تلقائية بادر وزير الخارجية اليمني خالد اليماني بإعارة مكبر الصوت الخاص به خلال المؤتمر لنتنياهو عندما توقف عمل المكبر الموجود أمامه.
وكشف عن تفاصيل واقعة مكبر الصوت مساعد الرئيس الأمريكي والمبعوث للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات في تغريدة من داخل غرفة الاجتماع. وكتب غرينبلات «لحظة تشرح القلب، لم يكن ميكروفون نتنياهو يعمل فقام وزير الخارجية اليمني بإقراضه».
وأضاف أن «نتنياهو رد مازحا بشأن التعاون الجديد بين إسرائيل واليمن… خطوة بخطوة. إنها بداية التعاون بين اسرائيل واليمن». وتابع غرينبلات «من المذهل أن تكون جالسا على بعد مسافة صغيرة من وزراء خارجية اليمن، وقطر، وعمان، والإمارات، والبحرين ونتنياهو (آخرون في المنطقة هنا أيضا)، أجروا حديثا صريحا حول التحديات الإقليمية العديدة» . واختتم غرينبلات بالقول: «وكدليل على جدية هدفنا، أود أن أشير إلى العشاء التاريخي الذي حدث الليلة الماضية. كان القادة العرب والإسرائيليون في الغرفة نفسها، يتشاركون وجبة، ويتبادلون وجهات النظر».
واستنكرت الحركة التقدمية الكويتية مشاركة نائب وزير الخارجية خالد الجار الله في صورة جماعية خلال المؤتمر ضمته وآخرين إلى جانب نتنياهو.وجاء في بيان إن «مشاركة الجار الله في الصورة الجماعية التي يتصدرها نتنياهو خلال ما يسمى مؤتمر الأمن والسلام في الشرق الأوسط المنعقد في وارسو، تمثل خطوة مرفوضة جملة وتفصيلاً، فهي تتعارض مع الموقفين الكويتي الشعبي والرسمي في رفض التطبيع مع العدو الصهيوني».
وأضاف البيان: «تحذّر الحركة التقدمية الكويتية من أن تكون هذه الخطوة ذات الدلالات السلبية الخطيرة سياسياً ومعنوياً هي محاولة لتمرير بالون اختبار يكون بداية لانجرار الدبلوماسية الكويتية نحو مستنقع التطبيع مع الكيان الصهيوني».
وتابع: «تؤكد الحركة التقدمية الكويتية استنكارها ورفضها الكامل لأي توجه نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب، الذي يواصل احتلاله للأراضي العربية في فلسطين والجولان وما تبقى من الأراضي اللبنانية التي لم يتم تحريرها، ويستمر في تنكّره للحقوق الوطنية المشروعة للشعب العربي الفلسطيني، ناهيك عن تحلله من القرارات الدولية المتصلة بالقدس وعودة اللاجئين، وقمعه الإجرامي لأهلنا الصامدين بوجه الاحتلال».
وهذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها قائد إسرائيلي رفيع المستوى ومسؤولون عرب رفيعون في مؤتمر دولي حول الشرق الأوسط منذ مؤتمر مدريد للسلام عام 1991، الذي مهد الطريق إلى معاهدات أوسلو التاريخية بين إسرائيل والفلسطينيين.
ومن بين القضايا الرئيسية التي تناولها المؤتمر إلى جانب الموضوع الإيراني الملفان السوري واليمني، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، إضافة إلى المشاكل الإنسانية، وانتشار أسلحة الدمار الشامل، والإرهاب، وأمن الطاقة والتهديدات السيبرانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محمد العربى طرابلس:

    الفلسطينيون جربو التفاوض مع هذا العدو الغاصب وهم اولى بان يتبعو
    ومهما فعل المجتمعون مع الصهيونى فلا لهم وزن ولاتأثير وهم فقط ينفذون اوامر تملو عليهم

إشترك في قائمتنا البريدية