لندن – “القدس العربي”:
علقت صحيفة “واشنطن بوست” على خطاب الرئيس رجب طيب أردوغان أمام البرلمان التركي أمس الثلاثاء. وكان الرئيس التركي وعد بكشف “الحقيقة العارية” في قضية اختفاء ومقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي قائلة إنه “فشل في الوفاء بوعده وبدا غير مستعد للكشف عما حدث للصحافي السعودي أكثر من استخدام عملية القتل لتحقيق مكاسب سياسية وهو ما يدعم النقاش من أجل تحقيق دولي”.
وأضافت الصحيفة أن أردوغان ناقض وبشكل واضح الرواية السعودية من أن خاشقجي كان ضحية “عملية مارقة” قائلا إنه كان ضحية عملية “قتل وحشية” تم التخطيط لها مقدما. وقدم أردوغان وبشكل موجز الرواية التركية عن الأحداث والتي وصلت بالقطارة إلى الإعلام التركي خلال الأسبوعين الماضيين ولم يقدم الأدلة لكي يدعمها. ولم يأت الرئيس التركي على ذكر دليل التسجيل المصور لعملية القتل الذي يقول المحققون الأتراك إنه بحوزتهم، وقالوا إن المخابرات الأمريكية (سي آي إيه) استمعت له. وقال أردوغان إن تركيا ليست راضية عن تحميل المسؤولية لعدد من عناصر المخابرات السعوديين، ودعا إلى “تحديد المسؤولين من القمة إلى الأسفل وتقديمهم للعدالة” ولكنه لم يشر بإصبع الاتهام لولي العهد محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للبلاد والشخص الذي قام على أكثر احتمال بالإشراف عن العملية.
وعليه فقد ترك المجال للسعوديين وحلفائهم في إدارة دونالد ترامب لحماية ولي العهد وإبعاده عن المسؤولية. فرغم التصريحات المتناقضة يبدو دونالد ترامب مرتبطا بهذا الهدف. وفي مقابلة مع صحيفة “يو أس إي توداي” وصف قتل خاشقجي بـ”العملية التي انحرفت عن هدفها”.
وعلقت الصحيفة أن العقوبات التي أعلنها وزير الخارجية مايك بومبيو يوم الثلاثاء ومنع منح 21 سعوديا تأشيرات لدخول الولايات المتحدة موجهة على ما يبدو ضد من تم اعتقالهم في الرياض.
وترى الصحيفة أن الروايات المتضاربة والحسابات السياسية التي تقف خلفها تشير للحاجة الماسة وأكثر من أي وقت مضى لتحقيق مستقل. ودعا أردوغان نفسه إلى هذا التحقيق ويجب أن يطلب من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش تشكيل لجنة تحقيق وهو ما يسمح للأتراك تقديم ما لديهم من أدلة بما فيها التسجيلات الصوتية والمصورة التي تساعدهم على تجاوز الحسابات السياسية التي يبدو أنها تمنعهم من الكشف عنها الآن.
وتشير الصحيفة إلى أن هناك العديد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها، مع أن البعض أثنى على أردوغان: كيف مات خاشقجي؟ يزعم السعوديون أنه خنق بعدما تطور نقاش إلى “مشاجرة” فيما تقول التسريبات المخيفة من الرواية التركية أن أصابعه قطعت قبل أن يحقن ويقطع على يد خبير تشريح وصل إلى اسطنبول ومعه منشار للعظام. وقالت الصحيفة إن الشريط المسجل قد ينهي المسألة.
أما السؤال الثاني، أين جثة خاشقجي؟ فأشار أردوغان إلى زعم السعوديين تسليمهم الجثة إلى “متعاون محلي”، ولو كان الأمر كذلك، فيجب الكشف عن هويته.
وماذا عن شبيه خاشقجي الذي يشبه الصحافي وظهر وهو يغادر القنصلية مرتديا ملابس خاشقجي، وأين كان؟ وأهم سؤال هو من أمر بهذه العملية؟ و”كما كتبنا في السابق فكل الأدلة المتوفرة تشير إلى محمد بن سلمان. وعند هذه النقطة فالعبء هو على السعوديين وإثبات أنه لم يكن مسؤولا… ويجب أن يعامل في هذا الوقت كمنبوذ” حتى يثبت العكس.