واشنطن بوست: أمام التقدم الأوكراني على حساب الروس.. ماذا سيفعل بوتين؟

إبراهيم درويش
حجم الخط
8

 لندن ـ “القدس العربي”:

كيف سيغير التقدم الأوكراني الأخير في شمال شرق البلاد معادلة الحرب للرئيسين فلاديمير بوتين وفولدومير زيلينسكي؟

يعلق ديفيد إغناطيوس في صحيفة “واشنطن بوست” أن المعادلة الجديدة بعد التقدم الذي حققه الجيش الأوكراني تضع زيلينسكي في موقع القوة، فقد رفض في الماضي التفاوض من موقع الضعف.

 فالصورة الحالية هي أن طرفا في الحرب حقق انتصارا باهرا وتكبد الطرف الآخر هزيمة منكرة.

فمن جانب الرئيس الأوكراني فهو بطل، فهو ممثل ومقدم برنامج تلفزيوني سابق، حيث اندمج حضوره المسرحي بشجاعته عندما وقف ضد موسكو، واستمع لقادته العسكريين عندما قاموا بالسخرية، ووضع الغزاة الروس في مصيدة، وحشد مواطنيه من أجل مواجهة الروس بشجاعة. وتملق وانتقد الغرب من أجل تقديم الدعم العسكري له. وخطط جيش زيلينسكي للعملية بذكاء، وكان الهجوم الأول على مدينة خيرسون في الجنوب مجرد خدعة. وكانت محاولة لدفع الروس بعيدا عن نهر دنيبر. وقام الأوكرانيون وبذكاء بالتحرك نحو منطقة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا حيث كان الروس نائمين. ولم يتعجلوا الهجوم وانتظروا حتى الأسبوع الماضي عندما أضعفوا الدفاعات الروسية وقاموا بهجوم صاعق على الروس دفعهم للانسحاب المتعجل واستطاعوا السيطرة على 1.100 ميل.

ورفض زيلينسكي التفاوض من موقف الضعف، وحتى بعد سبعة أشهر مضنية، وهو الآن في موقع قوة، وبدأ بالحديث إلى بلده، عن خططه لتحرير كامل الأراضي، لكن عليه أن يكون واقعيا.  وقد حان الوقت عندما يقوم من موقع القوة بفتح الباب أمام الدبلوماسية. حتى لو رفض الروس اللفتة، فستعزز صورة زيلينسكي بأنه يملك اليد العليا.

هذا عن الرئيس الأوكراني، فماذا عن الرئيس فلاديمير بوتين؟ هو الخاسر هنا في الجولة الأخيرة ولكنه ليس الرجل الذي يتقبل الهزيمة.

وماذا كان بوتين يفعل عندما خسرت قواته مناطق في خاركيف؟ كان يفتتح مدينة ألعاب ويحتفل بمناسبة في موسكو. وكان بوتين يريد أن يجعل أوكرانيا ساحة حرب مستمرة، أمر يريد بوتين أن يشاهده الروس عبر التلفزيون مثل الحرب في الشيشان وداغستان. ولم تكن في الحقيقة حربا حقيقية بل واسمها “العملية العسكرية الخاصة” ضد دولة قال بوتين إنها ليست موجودة. وهناك الكثير من الروس دعموا تظلمات بوتين وحملوا الناتو والأمريكيين المسؤولية.

والآن سيرى الروس في موسكو وسانت بطرسبرغ أن عملية بوتين الخاصة مهزلة. ويقول داعموه في تيلغرام وحتى أنصاره عبر التلفزيون الرسمي إن القوات الروسية هزمت. وبدأت أصابع الاتهام توجه والسكاكين تشحذ  وتوجه إلى ظهر الجنرال فاليري جيراسيموف، قائد هيئة الأركان الروسية ولظهر سيرغي شويغو وزير الدفاع، لكنها لم توجه بعد إلى بوتين. وهذه هي طبيعة النظام الذي أقامه، فلا أحد هناك ليخلفه، فعليا.

 ولو انقلب عليه غدا أحد فسيكون رئيس الوزراء ميخائيل ميشستين، مدير هيئة الضريبة الروسية السابق، هل سمعت به أبدا؟ يتساءل الكاتب، ويجيب: لا وهذا هو الهدف، وماذا سيفعل القائد المنتصر أبدا عندما يخسر؟ فقد توقع بوتين انتصارا سهلا في أوكرانيا وكان عليه الانسحاب. ثم توقع السيطرة على منطقة دونباس وحصل على جمود. والآن أعطى الأوكرانيون الروس درسا في المناورة في خيرسون وخاركيف، فما هو رد بوتين؟ وهذا هو السؤال الذي سيقلق بال المسؤولين في سي آي إيه ومجلس الأمن القومي.

فقد حدد بوتين عمليته الخاصة من خلال تخفيض التوقعات، وقد يقول إن العملية العسكرية الخاصة لم تكن أبدا عن خاركيف أو خيرسون، بل هي لحماية دونستيك ولوغانسك المدينتين اللتين يعيش فيهما متحدثون بالروسية وسيطر عليهما بوتين عام 2014، وربما قال إنها لحماية شبه جزيرة القرم التي ضمها للأراضي الروسية. وربما رد بوتين بالتصعيد ضد أوكرانيا وحلفائها الغربيين. ولكن بوتين وضع عددا من الخطوط الحمر التي تم خرقها، فقد حذر من تزويد كييف بأسلحة فتاكة، وهو ما فعلته إدارة جو بايدن. وحذر من تزويد أوكرانيا بصواريخ دقيقة مثل هيمارس والتي قد تضرب مراكز القيادة الروسية، إلا أن إدارة بايدن فعلت هذا. لكن ماذا بعد؟ فعلى زيلينسكي تجنب توسيع المعركة. فبوتين المعروف بتهوره وخطورته يستطيع عمل المزيد. وهو ما أشار إليه رئيس هيئة الأركان الأوكراني فاليري زالوجي الأسبوع الماضي أن الروس قد يصعدون الحرب إلى “حرب نووية محدودة”. وتحدث عن معركة حاسمة قبل عام 2023. وكانت رسالته أن أوكرانيا تحضر لحرب طويلة.

 وبالنسبة لإدارة بايدن فقد أكدت على ثلاث نقاط بشأن الحرب. فهي ملتزمة بدعم أوكرانيا بالسلاح الذي تريده للدفاع عن نفسها ولا تريد حربا مع روسيا وتؤمن بتسوية النزاع عبر الحل الدبلوماسي. ويجب أن يتم التركيز على الأهداف الثلاثة في ضوء التقدم الأوكراني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول كريم إلياس /الجمهورية الفرنسية:

    و ما الجديد الذي سيُقدمه، الدب الروسي الأبله الغبي،غير المزيد من الخيبات و الانتكاسات ،بفعل سياساته المفلسة و نزواته التي لا تمت للواقع بِصِلة ،هذا الحالم لا يمكن له ان يقود روسيا و شعبها الى بر الإمان ،لانه بكل بساطة لا يملك رؤية واضحة للخروج من ورطته في اوحال اوكرانيا ،التي اراد إحتلالها و اخضاعها بقوة السلاح ،،تحت مبررات واهية لا يتقبلها عقل عاقل..الحل يكمن في التخلص من هذا الشرير المعتدي ..و السلام

    1. يقول spoko:

      أنت لا تفهم عقليّة الرّوس و تكتيكاتهم. رأينا عقليّة الرّوس و تكتيكاتهم في حرب الشيشان. من الواضح أنّ خاركيف لم تكن يوما من أهداف بوتين المهمة. عندما سمّى بوتين العمليّة بالخاصّة فهو بذلك وضع لها أهدافا قابلة للتحقيق. ماذا سيفعل بوتين؟ بوتين سيجعل نهر دنيبرو حدودا طبيعية بين جمهورياته الحديثة و أوكرانيا وسيقوم بإعلان جمهورية أخرى في خرسون و إذا لزم الأمر سيعيد ٱحتلال خاركيف لعدم بعدها عن روسيا و قصف تدمير مزيد من أوكرانيا. أو على الأقل، جعلها جحيما غير قابل للعيش.

  2. يقول لا تتحدثوا بلساني للتلفيق:

    لا تفرح أمريكا كثيرا بالنصر المؤقت ففي الغد هناك المفاجآت ???

  3. يقول إبسا الشيخ:

    ماذا بقي للقيصر الواهم إلا تلك الأسلحة التي يهدد بها العالم

  4. يقول موسى الجزائري:

    كم قتلتم من اخواننا السوريين من اطفال ونساء وشيوخ وعبثتم بسوريا وجربتم كل انواع اسلحتكم وقالها السوربون ما لنا غيرك يا الله يمهل ولا يهمل

  5. يقول جزائري:

    نعم انها هزيمة معركة لروسيا و لكن لا تستطيع مواجهة دولة تمتلك الحديد و النفط و الغاز …روسيا استعملت كلمت الحرب لاول مرة في مجلس الدوما ما يعني ان كمية الصواريخ و نوعية السلاح الذي سيستعمل سيكون حمام دم اوكراني … مخرجات الحرب واضحة

  6. يقول محمد حسونه:

    لم يكن يتوقع الروس حجم الرد الاوكراني بالرغم من كل التنبيهات والمعرفه بتحضيرالاكرانيين له .الروس الذين يدركون مدى الدعم الغربي والامريكي سيوسعو من دائرة الهجوم والدفع بهجرة عكسيه وموجه لاجئين جديده وربما التهديد باحتلال كييف ولكن التحرك على الارض وعلى جبهات طويله سيدفع بوتين الى اعلان التعبئه العامه فالعنصرالبشري اثبت دوره في جبهه خاركيف وازيوم والروس اليوم سيركزو على الضربات الجويه لانهاك الجيش الاكراني كما فعلت امريكا بالعراق اليوم سيعتمد الروس وبشكل كبير على القوه الجويه التي يتفوقو بها …اما سيناريو الحرب النوويه فهذا وارد في حال حدوث كارثه نوويه واستهداف لمحطة زاباروجيا فالروس لن يتركو زيلنسكي يتذوق طعم المرارة في حال خربت الامور وخرجت عن السيطرة ….كل شيء في الحرب والحب مباح والي بيعيش بيشوف

  7. يقول Tahsin Hassan:

    الحرب النووية هي [[[[[[ حتمية التصنيع من اجل الاستعمال ]]]]]] وافضلها البعيدة عن حدود امريكيا ، وهي منطقة وسط اليابسة الاوروبية . المعارك النووية لن تنتشر شرقا الى ألاسكا ، وستنتشر غربا الى بريطانيا. اذن الاتحاد الأوروبي هو مسرحها . [[[ لا يفهم الانسان خطرا ان لم يجرب خطرا ]]]. هيروشيما كانت احادية البعد . اكرانا هي متعددة الأبعاد. لهذا سحب اسلحة الدمار الشامل تمر من خلال استعمالها لهدم الاتحاد الأوروبي وموافقه على تسليم النووي

إشترك في قائمتنا البريدية