لندن ـ “القدس العربي”:
تحت عنوان “ترى الولايات المتحدة إبادة تاريخية وترى تركيا ثأرا سياسيا”، نشرت صحيفة “واشنطن بوست” مقال رأي علق فيه إيشان ثارور على قرار جوزيف بايدن الاعتراف بأن ما حدث للأرمن في أثناء الحرب العالمية الأولى كان إبادة.
وقال إن الرئيس قرر في نهاية الأسبوع عمل ما لم يفعله أسلافه، حيث أصدر بيانا في ذكرى المذابح التي تعرض لها الأرمن الذين كانوا يعيشون داخل الدولة العثمانية قبل قرن وأنها كانت “إبادة”. وجاء القرار بعد سنوات من الضغط الذي قام به الأرمن في أمريكا والمتعاطفون معهم من المشرعين في الكونغرس.
جاء القرار بعد سنوات من الضغط الذي قام به الأرمن في أمريكا والمتعاطفون معهم من المشرعين في الكونغرس
لكنه قاد لردة فعل غاضبة من السلطات التركية وبدعم من الرأي العام الذي عارض محاولات التدخل الخارجي وإصدار أحكام على أحداث دموية. وكتب تشاوش مولود أوغلو في تغريدة “لا يوجد ما نتعلمه من الآخرين حول ماضينا”، مضيفا أن “الانتهازية السياسية هي أعظم خيانة للسلام والعدل”. واستدعت وزارة الخارجية التركية السفير الأمريكي للاحتجاج على قرار بايدن. وانضمت كل الأحزاب السياسية بما فيها الأحزاب المعارضة لرجب طيب أردوغان في شجب قرار الولايات المتحدة. ويرى الكاتب أن التحرك الأخير يعكس رغبة الإدارة الحالية التحرك بشكل واضح ومنسجم على المسرح العالمي كحامية لحقوق الإنسان.
وحاول بايدن تأطير الاعتراف من خلال الصدمة والجراح التي حملها المهاجرون الأرمن معهم إلى أمريكا. وقال “نتذكر حياة من ماتوا في الإبادة الأرمنية أثناء العهد العثماني ونعيد الالتزام بمنع حدوث مذبحة كهذه مرة أخرى”.
ولاحظ الكاتب أن بيان بايدن تمت صياغته بطريقة تتجنب تحميل الجمهورية التركية المسؤولية. وأشار إلى حملة إبادة قامت بها الدولة العثمانية قتل فيها مليون ونصف أرمني. وظلت الإدارات السابقة ولعقود تتجنب اتخاذ مواقف في المسألة خشية عدم تعرض علاقاتها مع حليفتها في الحرب الباردة وحلف الناتو. ويشير معظم المسؤولين الأتراك والمؤرخين إلى أن ما حدث للأرمن هو جزء من الاضطرابات التي رافقت سقوط الدولة العثمانية. فقد قتل حوالي 5 ملايين تركي في الفترة ما بين 1914- 1922 وهي فترة بشعة شهدت عمليات تهجير جماعية للأتراك واليونانيين وغيرهم من الأقليات العرقية. وعلى صفحة وزارة الخارجية التركية تقول “لا يوجد هناك رابط منطقي” بين الهولوكوست و”التجربة الأرمنية العثمانية”.
لاحظ الكاتب أن بيان بايدن تمت صياغته بطريقة تتجنب تحميل الجمهورية التركية المسؤولية
وقال هاوارد إيسيسنتات، أستاذ تاريخ الشرق الأوسط بجامعة سانت لورنس “ترتبط الإبادة الأرمنية بلحظة تصور تركيا وهي مرتبطة بشكل قريب بولادة الجمهورية” و”القبول بها يحتاج لإعادة التفكير بالرواية الأساسية للنشوء والواقعة في قلب القومية التركية”. ولكن من الصعب تجاهل تجربة الأرمن. وكتب المؤلف البريطاني أليكس دي وال “في عام 1913 كان هناك حوالي مليوني أرمني في داخل الدولة العثمانية وعندما اندلعت الحرب العالمية الأولى، وبعد نهايتها لم يبق منهم إلا العشر، حيث قتل البقية أو هجروا”.
ويقول الكاتب إن القانوني اليهودي- البولندي رفائيل ليمكين الذي كان وراء صياغة مصطلح الإبادة أخذ من التجربة الأرمنية وتحدث في تعريفه عن عملية منسقة تهدف لتدمير أساس الحياة لجماعات وطنية بهدف إبادة الجماعات نفسها. وعندما تناولت أمريكا المعاصرة المذابح أشار كتابها إلى حملة “منسقة” لتدمير المجتمعات الأرمنية التي رآها المسؤولون العثمانيون المؤثرون “طابورا خامسا” تتعاون مع الروس الذين كانت تحاربهم الدولة أثناء الحرب العالمية الأولى.
وفي المقابل يريد المسؤولون الأتراك معاملة بالمثل وشجبا دوليا لقتل روسيا الأتراك والأكراد وبقية المسلمين في ذلك الوقت. وفي برقية كتبها هنري مورغيناثو، السفير الأمريكي للدولة العثمانية عام 1915، تحدث فيها عن “تقارير من المناطق المتفرقة تكشف عن محاولات منظمة لاقتلاع السكان الأرمن المسالمين عبر الاعتقالات التعسفية والتعذيب البشع والطرد الجماعي من طرف الإمبراطورية إلى آخر، وترافق مع الاغتصاب والنهب والقتل مما حوله إلى مذبحة من أجل جلب الدمار والتشريد عليهم”.
وأضاف أن هذه الإجراءات لم تكن ردا على مطالب شعبية متطرفة بل وباسم الضرورة العسكرية وفي مناطق لم تحدث فيها عمليات عسكرية. ووثق القنصل الأمريكي في حلب ببرقية 1916 كيف أجبر الأرمن على المشي من الأناضول إلى حلب ليموتوا في السهول حولها، وقال إنه تلقى معلومات عن دفن 6.000 منهم في سهول المدينة.
وتساءل الكاتب عن سبب القرار وتوقيته الآن؟ فهناك 30 دولة فقط اتخذت قرارا رسميا كهذا. وربما كانت الحساسيات التركية سببا في منع باراك أوباما الوفاء بوعد انتخابي قطعه والاعتراف بحدوث “إبادة”. وبعد عقد تبدو العلاقات الأمريكية- التركية في أدنى مستوياتها، وباتت مؤسسة صناعة القرار الأمريكية والكونغرس تتعامل مع أردوغان بشدة وتراه مستبدا خطيرا وبلاده تركيا الشاة السوداء في الناتو. وفي السنوات الماضية كانت وزارة الدفاع ومكتب أوروبا ويورو ـ آسيا في وزارة الخارجية ينصحان الرئيس بتجنب التصنيفات، لكن المسؤولين الأمريكيين وبالتحديد البنتاغون غاضبون على أردوغان لشرائه منظومة الصواريخ الروسية أس-400، والتي يقولون إنها ليست متوافقة مع المعدات العسكرية للناتو وتهديد أمني له. ويعتقد المسؤولون أن أردوغان لم يعد لديه ذلك التأثير كما في الماضي.
وكتب سونير تشاغباتاي، الباحث في معهد واشنطن “الشعور العام في داخل الحكومة الأمريكية أن أردوغان يرد أحسن على أسلوب قوي كبوتين وليس على عناق دافئ”، مضيفا أن أردوغان ليست لديه الخيارات لكي يستجيب لمطالب أمريكا، ويخفف قبضته وسط تراجع شعبيته وإلا تعاونت المعارضة الحذرة وأخرجته من السلطة.
وترى ميريف طاهروأغلو، الباحثة في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية، أن الثمن لبايدن ليس كبيرا، ذلك أن تدهور العلاقات الأمريكية – التركية في السنوات الأخيرة ساهم في قراره الاعتراف بالإبادة وأزاح عقبة سياسية أمام الاعتراف. وقالت إن الرئيس بايدن كان حذرا في صياغة بيانه وتجنب عسكرة التاريخ رغم الكراهية المتزايدة لأردوغان في واشنطن.
بدلا من معاقبة ايران على تفكيك دول عربية عديدة ؟!
السبب الاكبر لاتخاذ القرار بالاعتراف باباده الارمن والسخط على اوردغان الا وهو لان اوردغان لم يكن كالزعماء العرب منبطح على ظهره وبطنه وعلى راسه وهمه ارتقاء تركيا وقرارات مستقله وهذا مربط الفرس. الغرب يريدون كلاب لهم كما في الوطن العربي من اشباه قاده عرب عديمي الوطنيه والدين والاخلاق.
الحقيقة لا لون ولا دين لها . “وَلا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ” ؛ “قل الحقَّ ولو كان مرَّاً” .
الكيل بمئة مكيال عنوان سياسة بايدن ، وسياسة الغرب منذ سقوط دولة الإسلام يجتمعون على تفرقتنا وإدانتنا وحرقنا ، بعد سلسلة من التبريرات الكاذبة والمختلقة والمصنعة في كواليسهم ومختبراتهم ، تبا لهم ولزيفهم ولكذبهم
اصبت
القرار من الدولة العميقة ,بايدن لا يعرف التاريخ …..
غريب ان يقوم هذا العجوز باثارة موضوع الارمن لاثارة الاضغان بين الدول. وهل حقا يحتاج العالم لاثارة مزيد من البغضاء؟ يكفي صب الزيت على النار. لماذا لايتحدث عن بطش قوات اسرائيل في الاراضي المحتلة. لماذ يسكت عن بن سلمان في قضية الخاشقجي بعد ان طنطن العالم انه سيعمل كذا وكذا. لماذا لايصد توسع ايران الخ الخ. هو يذكرنا بتاريخ الارمن الاليم وينسى ان ايدي امريكا ملطخة بالدماء منذ بداية تاريخها ويضع وجهه مثل النعامة في التراب. غريب! غريب!
كلها تحكمها أمور سياسيه ليس لها علاقه بالانسانيه أو الأعتراف والتعاطف مع حقوق الأقليات التي دفعت الثمن .