لندن- “القدس العربي”:
قالت صحيفة “واشنطن بوست” إن إجراءات عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضرورية ومناسبة. وجاء في افتتاحيتها أن قرار مجلس النواب محاكمة الرئيس تمهيدا لعزله يوم الأربعاء، جاء بعدما عرقل ترامب اجتماعا في البيت الأبيض وأجّل مساعدة عسكرية لإجبار رئيس أوكرانيا على فتح تحقيق حول منافس سياسي له.
وكانت هذه محاولة صارخة من ترامب لإجبار الرئيس الأوكراني على دعم محاولات إعادة انتخابه ويجب ألا تمر دون عقاب، نتيجة رفض الرئيس التعاون في تحقيق يقتضيه الدستور، ورفضه الواضح الاستجابة للدعوات القضائية المكتوبة بتسليم وثائق أو السماح لمستشاريه الكبار بتقديم شهادات.
تحويل القضية الى مجلس الشيوخ قد يقود أو لا يقود لعزل ترامب من منصبه إلا أن الرئيس عانى من شجب لم يتعرض له سوى رئيسين من قبله.
وتقول الصحيفة إن تحويل القضية الى مجلس الشيوخ التي قد تقود أو لا تقود لعزله من منصبه، إلا أنه عانى من شجب لم يتعرض له سوى رئيسين من قبله. ويؤكد بندا الاتهام ما هو ضروري وواضح في الديمقراطية الأمريكية، وهو أن الرؤساء لا يمكنهم استخدام سلطاتهم للابتزاز السياسي من حكومات اجنبية، ولا يمكنهم في الوقت نفسه رفض المحاسبة الشاملة من الكونغرس. ولأن ترامب نفى أن يكون قد ارتكب خطأ فقد كان من الضروري أن يتخذ مجلس النواب قرارا بهذا الشأن.
وتعلق الصحيفة أن قرار الموافقة على عزل الرئيس يعتبر أمرا محفوفا بالمخاطر للكثير من الديمقراطيين، خاصة من فازوا في انتخابات العام الماضي في المقاعد المتأرجحة والتي كانت بيد ترامب ويخشون أن يؤدي التصويت للتأثير على مسيرتهم السياسية. وحيّت الصحيفة كلا من أبيغال سبانبرغر النائبة الديمقراطية عن فرجينيا، وإليسا سولكتين النائبة عن ميتشغان؛ لأنهما وضعتا الدستور فوق مصالحهما السياسية.
وأشارت إلى أن غياب الجمهوريين الداعمين لمحاكمة الرئيس عن التصويت الداعم لعزله يكشف عن الفساد الأساسي الذي سببه ترامب للحزب. ورغم اعتراف بعض نواب الحزب الجمهوري بأن أفعال الرئيس لم تكن مناسبة، لكن أيا منهم لم يظهر مبدئية وخرج عن الصف وصوّت لعزله. بل وتبنى العديدون منهم مواقف ترامب التي لا يمكن الدفاع عنها ونفوا وجود حملة ضغط مارسها ترامب على الرئيس الأوكراني الجديد.
وتمسك ترامب بنبرته المعروفة من خلال الصراخ والرسالة المليئة بالأكاذيب التي أرسلها إلى رئيسة المجلس النائبة نانسي بيلوسي، والتي كرر فيها أكاذيبه التي لم تعد تقنع أحدا، بأن جوزيف بايدن، نائب الرئيس الأمريكي السابق حاول التخلص من المدعي لحماية ابنه هانتر وشركة الغاز التي كان يعمل فيها.
وحتى وهو يواجه العزل، واصل ترامب هدفه الأول من ابتزاز الأوكرانيين، وهو تشويه منافسيه السياسيين في عام 2020.
وتختم الصحيفة بالقول إن رفض الرئيس الاعتراف بأخطاء واحتمال استمراره بخرق القوانين الديمقراطية يستدعي محكمة محايدة له في مجلس الشيوخ في الاتهامات الموجهة ضده. و”لسوء الحظ فإن زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل عبّر عن موقفه الواضح من أنه لن يسمح بمحاكمة كهذه. وقال بشكل واضح: “أنا لست محلّفا محايدا”.
وأكد ماكونيل يوم الثلاثاء أنه سيحاول إجراء اقتراع لرفض الاتهامات ضد ترامب قبل السماح بتقديم الشهادات، مع أن الشهود الرئيسيين في سلوك ترامب مثل جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق، ومدير طاقم البيت الأبيض ميك مولفاني لم يسمح لهما بالشهادة، ويجب ألا يقبل هذا النواب الجمهوريون الذين انتقدوا سلوك ترامب مثل ميت رومني، الذي قال إنه سيمارس واجبه كمحلّف مثل سوزان كولينز، ويجب عليهم إخبار ماكونيل أنهم لا يستطيعون الحكم ببراءة أو ذنب ترامب إلا بعد الاستماع للشهادات الرئيسية التي حاول ترامب قمعها.
وقد انتقد الجمهوريون الديمقراطيين بأنهم أنزلوا من قيمة الدستور في محاكمتهم لترامب. وفي حالة فشل الديموقراطيين بمحاكمة، ترامب فإنهم سيصبحون المتهمين بالتهمة الخطيرة وهي تدمير الدستور الأمريكي.
أكيد أكيد …..ضرورية و مناسبة ……
حتى و لم يعزل يكفي أنه سيدخل التاريخ…… من الباب الصغير …..