واشنطن بوست: الديمقراطيون أرادوا التركيز على الاحتفال بوحدتهم.. لكن غزة لن تغادرهم حتى يوم الانتخابات

إبراهيم درويش
حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”: كتب المعلق في صحيفة “واشنطن بوست” يوجين روبنسون مقالاً قال فيه إن مؤتمر الحزب الديمقراطي، المنعقد حالياً في شيكاغو، يريد أن يقدم مظهراً احتفالياً لوحدته وليس النزاع، أي حرب غزة، ولكنه لا يستطيع في النهاية تجاهل ما يحدث هناك.

وتحدث عن التظاهرات المؤيدة لفلسطين، والتي توقّع منظموها أن تكون حاشدة خارج قاعة المؤتمر، ولكن يوم الإثنين جاء وذهب ولم يلاحظ المشاركون والوفود والصحافيون أي شيء. وسيشعر بخيبة الأمل مَن توقّعَ أن تكون التظاهرات تكراراً لما حدث في مؤتمر الديمقراطيين عام 1968، أو حتى من أراد الشر بالحزب الديمقراطي.

الناشطة سارة محمود: لا يوجد ما نحتفل به في هذا الاجتماع. هذا الاجتماع يمثل الإبادة الجماعية والحرب

ومع ذلك، يقول روبنسون إن الخسائر الفادحة في الأرواح بين المدنيين في حرب غزة لا تعني أنها أقل خطورة على المرشحة الديمقراطية، نائبة الرئيس كامالا هاريس، أو زميلها المرشح لمنصب نائب الرئيس، حاكم ولاية مينيسوتا تيم والتز. إلا أن الحزب رغب بأن يقدم المؤتمر للناخبين صورة عن الاحتفال، وليس الصراع. وهنا في “يونيون بارك”، المكان المخصص رسمياً لتجمع الاحتجاجات، لم يكن هناك نقص في الغضب أو العاطفة. ولكن حتى الآن، كان عدد المتظاهرين أقل بكثير مما كان يأمله المنظمون ويتوقعونه.

ولا تبعد الحديقة سوى عدد من البنايات عن “يوينايتد سنتر”، حيث ينعقد المؤتمر، ولكن المنظمين والمحتجين توقّعوا “عشرات الآلاف” من المحتجين الذين سيجتمعون يوم الإثنين في تجمّع تعقبه مسيرة في الحي على طريق اتفق عليه مسبقاً.

لكن الحشود كانت أقل، حوالي 2,000 محتج، حسب تقدير صحيفة “شيكاغو تريبيون” السخي.

ووصف روبنسون قائلاً إن أكواماً من اللافتات المعدّة مسبقاً ليحملها المتظاهرون كانت على الأرض لم يهتم بها أحد أو يستخدمها.

وقال أحد المنظمين، وهو كوبي غيلروي، إن الاحتجاج الذي أطلق عليه “المسيرة إلى مؤتمر الحزب الديمقراطي 2024” كان نتاج تعاون مع حوالي 270 منظمة بمنطقة شيكاغو، وبالتأكيد كان حشداً انتقائياً.

ففي شيكاغو تعيش أكبر جالية فلسطينية في الولايات المتحدة، ولوّح المتظاهرون بالعلمين الأمريكي والفلسطيني. وشاركت منظمات تدافع عن المهاجرين، وتحمل يافطات تدعو لوضع قانوني لمن يعيشون في الولايات المتحدة بدون أوراق قانونية. وكانت هناك مجموعة من ستة أشخاص بطبل وبوق ويهتفون بـ “تدمير كل النظام”، وكان هناك أشخاص يحملون لافتات تدعو للعناية الصحية. وكان هناك مشاركون يظهر أنهم يهود أرثوذكس قالوا إنهم يمثّلون “اليهودية ضد الصهيونية”. لكن اللافتات الأكثر ظهوراً في الاحتجاج كانت الداعية لوقف الدعم الأمريكي إلى إسرائيل. وكانت هذه هي الرسالة الرئيسية التي أراد المحتجون توصيلها، وهي الرسالة التي سوف يسمعها الديمقراطيون بكل تأكيد طوال ما تبقى من الحملة الانتخابية.

وأشارت سارة محمود، واحدة من عرفاء المسيرة إلى “يونيانتد سنتر”، مركز مؤتمر الديمقراطيين قائلة: “لا يوجد ما نحتفل به في هذا الاجتماع. هذا الاجتماع يمثل الإبادة الجماعية والحرب”.

وقادت محمود، التي وصفت نفسها بأنها فلسطينية تفتخر بنفسها، الحشد في هتاف “من النهر إلى البحر”، الذي يسمعه الإسرائيليون كإنكار لحقهم في الوجود، ويسمعه الفلسطينيون من اليمين الإسرائيلي المتطرف كدعوة للتطهير العرقي.

وفي كلمته، أشار غيلروي إلى بايدن بأنه “جو الإبادة الجماعية”، وإلى هاريس بـ “كامالا القاتلة”. وتساءلَ: “بعد أكثر من 300 يوم، بماذا نحتفل؟”.

وبعد المظاهرة، سارت مسيرة الاحتجاج الرئيسية دون وقوع حوادث. وفي وقت لاحق من بعد الظهر، تمكّنت مجموعة صغيرة من المتظاهرين من اختراق الحواجز التي تحيط بيونايتد سنتر، وإن لفترة وجيزة، حيث أجبرتهم كتيبة من الشرطة على التراجع، ولم يقترب أحد من قاعة المؤتمر. إلا أن القضية اجتازت الحواجز والحراسات الأمنية ودخلت القاعة، حيث استمع الحاضرون فيها للنائبة الديمقراطية عن نيويورك، ألكسندرا أوكاسيو كورتيز  التي ألقت خطاباً نارياً تناولت فيه معاناة غزة.

الكاتب: في ظل عدم التوصل إلى اتفاق حتى الآن بشأن وقف إطلاق النار، ومع عودة الطلاب الجامعيين قريباً إلى حرم جامعاتهم، لن يمنح الديمقراطيون أي نوع من الحرية في ما يتعلق بغزة

وحاول مندوب من شيكاغو للمؤتمر رفع لافتة كتب عليها: “أوقفوا تسليح إسرائيل”.

وأشار الكاتب إلى أن بايدن ظل داعماً قوياً لإسرائيل، إلا أنه اعترف، في خطابه أمام المؤتمر، أن المحتجين لديهم وجهة نظر حيث قتل الكثير من الأبرياء على الطرفين.

ويقول روبنسون إنه من الواجب ألا تغض حملة هاريس-والتز الطرف عن الأمر، فهما محل أنظار الناس.

وفي ظل عدم التوصل إلى اتفاق حتى الآن بشأن وقف إطلاق النار، ومع عودة الطلاب الجامعيين قريباً إلى حرم جامعاتهم، لن يمنح الديمقراطيون أي نوع من الحرية في ما يتعلق بغزة.

يعتقد العديد من المهتمين بشدة بمعاناة الفلسطينيين أن عبارة “دونالد ترامب سيكون أسوأ” تبدو وكأنها ذريعة وليست سياسة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية