واشنطن بوست: السعودية قتلت خاشقجي وترامب لا يهتم

حجم الخط
0

لندن – “القدس العربي”: نشرت صحيفة “واشنطن بوست” مقالا افتتاحيا عن موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من جريمة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، في ضوء تقرير المقررة الخاصة لحقوق الإنسان التي وصفت الجريمة في القنصلية السعودية بإسطنبول العام الماضي، بالجريمة المدعومة من الدولة ودعت في التحقيق بالمتورطين فيها بمن فيهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. 

وجاء في الإفتتاحية “قبل اسبوعين تقريبا من اختفاء زميلنا جمال خاشقجي، وقبل أن يعرف الكثير عن مصيره، حذر الرئيس ترامب من عواقب “خطيرة جدا” لو ثبت تورط السعوديين بالجريمة”، و”بعد ثمانية أشهر رمى ترامب هذا التعليق ونحاه جانبا، وكان على ما يبدو واحدا من انفجاراته التي ربما نسيها أو لم يكن يعني ما يقول. وعلى العكس أصبح ترامب مدافعا ثابتا عن البلاط الملكي الذي أرسل فريقا من القتلة لاغتيال خاشقجي”. 

وتعلق الصحيفة: “إننا نعرف الآن، والشكر يعود إلى المقررة الخاصة لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة أغنيس كالامار أن عملية القتل كانت مدبرة ومقصودة. وكشفت عن قيام عنصرين في الفريق بمناقشتها قبل دقائق من دخول خاشقجي القنصلية، وقال أحدهم “يمكن تقطيع المفاصل بسهولة” مضيفا “ليست مشكلة، الجثة ضخمة، وهذه أول مرة أقوم بالتقطيع على الأرض، ولو استخدمنا أكياسا بلاستيكية، فسيكون أسهل وسنقطعها إلى قطع ونغلف كل واحدة منها”. وأكثر من هذا وصفت كالامار أن قتل خاشقجي “هو جريمة قتل خارج القانون تتحمل مسؤوليتها الدولة السعودية”. وكشف ترامب في مقابلة تلفازية بثت يوم الأحد ضمن برنامج “قابل الصحافة” أنه أجرى يوم الجمعة “مكالمة عظيمة” مع ولي العهد محمد بن سلمان الذي أرسل فريقه لتقطيع خاشقجي. 

وتتساءل الصحيفة، هل ناقش ترامب الجريمة؟ “لم أفعل” “لأنها لم تحضر في النقاش”. وقال ترامب إن مكالمته كانت من أجل بحث حملة الضغط التي يقوم بها ضد إيران بعد إسقاطها طائرة أمريكية مسيرة الأسبوع الماضي. ثم قام ترامب باستخدام اسلوبه المفضل قائلا إن إيران “قتلت الكثير من الأشخاص في يوم” وأن الشرق الأوسط هو “مكان شرير ومعادي”، “كما أن هذا الكلام كاف لتفسير قتل خاشقجي” تقول الصحيفة. ثم عاد ترامب إلى موضوعه الرئيس وهي صفقات السلاح مع السعودية مقدما تقديرات مبالغ فيها “السعودية هي مشتر كبير للمنتج الأمريكي” و “هذا يعني الكثير لي” “خذ أموالهم”. وسأله المحاور تشاك تود إن على مكتب التحقيقات الفدرالي التدخل في والتحقيق في وفاة خاشقجي، رد ترامب “أعتقد أنه حقق بها بشكل موسع” ولم يجب على السؤال. وفي الحقيقة لم يكشف السعوديون عن مكان الجثة المقطعة ولم يدينوا المدبرين لها. 

وفي يوم الإثنين كان وزير الخارجية مايك بومبيو في السعودية مبتسما للملك سلمان ومثنيا على “اللقاء المثمر” المتعلق بالتوتر الإقليمي. وتعلق الصحيفة “بلا شك لم يزعج بومبيو الملك ويثير حالة المعتقلات اللاتي تعرضن للتعذيب بسبب دفاعهن عن حقوق المرأة”. وتقول “واشنطن بوست” “هل هذه العواقب “الخطيرة جدا” التي عناها ترامب؟ فلا يهمه القتل المدبر لصحافي مساهم (في الصحيفة) آمن بالديمقراطية ولكنه يهتم بالمملكة الديكتاتورية التي أرسلت القتلة وتحصل على اهتمامه الكبير، وماذا تحصل الولايات المتحدة بالمقابل؟ التواطؤ في حرب اليمن ولطخة يتعذر محوها في سجلها الأخلاقي”.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية