لندن- “القدس العربي”: نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا أعده كريم فهيم، قال فيه إن صعود المشاعر القومية في تركيا أدى لزيادة المشاعر المعادية للمهاجرين، تماما مثل المواقف التي سُجلت في بقية الدول الأوروبية التي صعدت فيها الأحزاب القومية على ورقة معاداة المهاجرين.
وفي التقرير الذي أعده كريم فهيم قال إن حادث طعن فتى تركي في حي ألتن داغ في العاصمة أنقرة في آب/ أغسطس الماضي، دفع المهاجرين السوريين لإغلاق محلاتهم واختفوا في ليلة وضحاها. وكان التحذير من السلطات أن عليهم الاختفاء، فبعد طعن إبراهيم يالسين العام الماضي، قامت عصابات “الرعاع” التركية بحسب وصف الصحيفة، بالهجوم على الحي، حيث قامت بالتخريب ونهب محلات وبيوت وسيارات السوريين. وكانت تلك أعمالا صادمة في قسوتها لأنها حدثت على هامش العاصمة التركية وليس بعيدا عن القصر الرئاسي.
ووصف الناشط السوري أبو حذيفة الذي راقب الشغب من شرفة شقته، وتعرض للتهديد بالضرب، وصف المهاجمين بأنهم: “تعرضوا لغسيل دماغ”. وكانت أعمال الشغب في ألتن داغ تحذيرا لكل السوريين في تركيا بأن موسم الكراهية والعداء للأجانب قد حل. وأدت زيادة المشاعر المعادية للأجانب إلى سلسلة من العمليات القاتلة ضد المهاجرين في العام الماضي، في تحول صارخ لمجتمع طالما افتخر بنفسه وبما قام به من جهود لمساعدة اللاجئين السوريين الذين فروا من الحرب الأهلية، واستقبلت تركيا 4 ملايين لاجئ سوري وطالب لجوء، أي أكثر من أي دولة في العالم.
وأشارت الصحيفة إلى أن الغضب انبعث من السكان الخائفين من الأزمة الاقتصادية والقلق من المزاعم التي ينشرها المعادون للمهاجرين بأنهم يقومون بتغيير طبيعة وشخصية المجتمع التركي. ودفع بها سياسيون استخدموا لغة استفزازية أو عنصرية لاستثمار المخاوف العامة.
وتعتبر تركيا آخر دولة أوروبية تواجه مشكلة تصاعد السياسة المعادية للمهاجرين، لكن مشكلة اللاجئين فيها أنهم يعانون من مشاكل تمييز تتعلق بمحاباة الأتراك لبعض المهاجرين من البلقان مثلا على حساب القادمين من الشرق الأوسط. ونقل الكاتب عن الباحثة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أصلي أيدنطشباش: “انحرفت تركيا باتجاه القومية في كل الملامح”.
وتكافح حكومة رجب طيب أردوغان للرد على تصاعد المشاعر القومية المعادية للمهاجرين، فهي تتأرجح بين تثمين سياساتها التي رحبت بالمهاجرين والإجراءات التي تعمل على تخفيف ظهورهم في الفضاء العام. ولأن حكومته تواجه جولة انتخابية في العام المقبل، فقد أعلن عن خطة لإرسال أكثر من مليون لاجئ إلى سوريا، وهي خطة غير عملية وغير قانونية، ومع ذلك لم تؤد إلى تهدئة الجماعات القومية المطالبة بإجراءات أكثر.
ويشعر السوريون على طرفي الحدود بالمخاوف، وسط التقارير عن إمكانية تقارب بين النظامين التركي والسوري، وهي خطوة سترحب بها المعارضة التركية التي طالما انتقدت أردوغان على دعمه المعارضة السورية لنظام بشار الأسد. وزادت المشاعر المعادية للاجئين منذ الصيف الماضي، مع تدفق آلاف اللاجئين الأفغان بعد انهيار الحكومة التي دعمها الغرب في كابول. وتظهر استطلاعات الرأي التركية وبشكل دائم، أن المهاجرين هم السبب الأول أو الثاني للمشاكل التي تواجه البلد. وسمع تركي هذا الشهر وهو يصرخ في ترام مليء بالسياح في منطقة السلطان أحمد: “نحن مثل الكلاب في بلدنا”.
ويستغل السياسي اليميني المتطرف أوميت أوزداغ، كل جدل ويكبّره بل ويخلق جدلا جديدا وهو يتجول في أنحاء تركيا مروجا لحزبه المعارض للمهاجرين. ويتذكر سكان ألتن داغ ظهور أوزداغ بعد اندلاع العنف، حيث نشر تغريدة على تويتر: “حان الوقت للمغادرة”. وقال أبو حذيفة الناشط السوري، إن آلاف الرسائل التي تلقاها في ليلة الهجوم على الحي ملأته بالخوف المماثل الذي شعر فيه بمدينة إدلب أثناء الحرب. وأخبره ساكن غاضب إنه سيشعل أنبوبة الغاز لو تعرض بيته للهجوم، وقالت امرأة إنها بالت على نفسها من الخوف. واقترح آخرون تشكيل مجموعات حراسة محلية للانتقام.
وقال أبو حذيفة: “لم أتوقع رؤية هذا.. في كل بناية هناك أتراك وسوريون، فنحن جيران”. وامتلأ الحي اليوم بالأنقاض في خطوة من الحكومة لتحسين الحي، فيما يرى المهاجرون أنها محاولة لإخراجهم من المنطقة التي أُطلق عليها “حلب الثانية”. وغادر في العام الماضي حوالي 60.000 لاجئ سوري كانوا في الحي. وقال أحمد، اللاجئ السوري من حلب: “كل واحد يحب وطنه. بصراحة أريد العودة”، وذلك في معرض حوار مع تركي في محل بقالة كاد أن يتحول إلى شجار. وقال التركي: “إن شاء الله ستتغير الحكومة ويتغير كل شيء”.
وينتقد أوزداغ سياسات أردوغان وهو يروج لحزبه “النصر” وكذا المهاجرين، مستخدما كلمات مثل “الغزو” لوصف وجودهم في البلد. وقال في مقابلة سابقة إن المهاجرين خلقوا “أزمة وجودية عميقة للمجتمع التركي والدولة التركية”. ويزعم أن حزبه هو المخرج الوحيد قبل السقوط في الهاوية. ويحفل حسابه على تويتر بالتغريدات الغاضبة والتي تسجل هجمات المهاجرين والامتيازات التي يتمتع بها الأجانب مثل أسماء المحلات التجارية بالعربية. وقال: “لا نستطيع دمج 5 ملايين عربي في تركيا”، وعندما سئل إن كان يثير المشاعر التي تهدد المهاجرين، رد بأنها مستشرية ولا حاجة له كي يثيرها: “هناك غضب في الشوارع”.
وقال شان سلجوقي، مدير مركز استطلاعات رابورو، إن الانتخابات الأخيرة في تركيا أظهرت زيادة في المشاعر القومية وعداء المهاجرين. وتجنبت الأحزاب الرئيسية إثارة المشاعر المعادية للمهاجرين في وقت تمر البلاد بأزمة اقتصادية حادة. وارتفع معدل التضخم إلى 80%، ويجاهد الأتراك للحصول على المواد الأساسية.
وأضاف سلجوقي أن أوزداغ انقض وبعبارات شعبوية وأمسك بالغضب الشعبي “فالموضوع موجود ولكنه جعله يغلي. ويظل أوزداغ سياسيا ثانويا بنسبة متدنية من الدعم، لكن لديه أنصار في المناطق التي يسكن فيها المهاجرون ومن الذين سيصوتون للمرة الأولى”. ويرى هاوارد إيزنستات من جامعة سانت لورنس، أن خطاب أوزداع المعادي للسوريين ليس مفاجئا، ذلك أن المشاعر القومية متجذرة في الوطنية بالهوية التركية. ولا مكان في هذه الرؤية للعرب، وعندما يفكر الأتراك بالمشاعر الأخوية، فهم يفكرون بالمسلمين في روسيا والبلقان، ولا يفكرون بالمسلمين في الشرق الأوسط أثناء الدولة العثمانية.
وحمّلت يلدز أونين من منبر “كلنا لاجئون” الحكومة التركية بأنها لم تقم باللازم لمواجهة حملة التضليل في تركيا والتي استهدفت المهاجرين. وقالت إن الناس المعادين للمهاجرين والذين تصفهم بالعنصريين أصبحوا أقوياء ويعملون على تنظيم أنفسهم. وأشارت أيدنطشباش من المجلس الأوروبي، إلى أن الأتراك رحبوا وتضامنوا مع السوريين بداية الحرب وفتحوا بيوتهم لهم، في وقت دفعت أوروبا مليارات اليوروهات لتركيا كي تمنع المهاجرين من الوصول إلى أراضيها.
ومثلما تعرض الأتراك في أوروبا للعنصرية، فهم يستخدمون نفس الشعارات لوصف المهاجرين العرب ووسمهم بالقذارة والتحرش بالنساء التركيات، كما في فيديو انتشر قبل أسابيع. ويرى مصطفى مناوى، أستاذ التاريخ بجامعة كورنيل ومؤلف كتاب سيصدر حديثا عن العرب في إسطنبول نهاية القرن التاسع عشر، أن المشكلة الحالية قد تكون سياسية واقتصادية؛ لكن الأساليب فيها هي الهوية الثقافية.
فوصف العرب بالخونة ربما كان إشارة للثورة العربية ضد الدولة العثمانية أثناء الحرب العالمية الأولى. ولكن التعبيرات العنصرية الأخرى متجذرة في خطاب اليمين المتطرف الأوروبي، وتركيا ليست محصنة عن هذا.
عندما يعترف الاتراك بان اصولهم مغولية وليست اوروبيه. علما ان المغولي والأوروبي يشتركان بنفس الاصول المغولية. عندها لكل حادث حديث
وطني لو شغلت بالخلد عنه / نازعتني إليه في الخلد نفسي
لاجئ فلسطيني
كل شخص يهاجر بلده سوف يجد نفس المعامله من البلد المضيف لا تعتقد أنك سوف تجد نفسك مكرم ومحترم هذه هي تجربتي وأنا أعيش في بريطانيا واني لم أكن طالب لجؤ