واشنطن بوست: بعد 10 أعوام على مقتل بن لادن… التشدد الإسلامي ليس الخطر بل اليمين المتطرف

إبراهيم درويش
حجم الخط
4

لندن ــ “القدس العربي”:

قال المعلق فريد زكريا إن الإرهاب الإسلامي وبعد 10 أعوام على مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن لم يعد تهديدا كما كان، بل ويواجه الغرب تهديدا أشد من جماعات اليمين المتطرف.

وجاء في مقاله الذي نشرته صحيفة “واشنطن بوست”: “في نهاية هذا الأسبوع، ستحل الذكرى العاشرة على العملية التي حملت اسم “نيبتون سبير” التي قتلت أسامة بن لادن، وهي فرصة للتفكير في حالة الإرهاب الإسلامي والتشدد الإسلامي بشكل عام. والتحليل المبدئي واضح: الحركة في وضع سيئ”. وأضاف أن الوفيات على مستوى العالم وبسبب الإرهاب انخفضت بنسبة 59% منذ ذروتها في 2014. و”التهديد الحالي في الغرب نابع أقل من العنف الإسلامي مما يمثله إرهاب اليمين المتطرف والذي زاد بنسبة 250% وفي نفس الفترة. ويمثل الآن 46% من الهجمات و82% من القتلى”.

ومعظم الإرهاب الإسلامي بات محليا اليوم – حركة طالبان في أفغانستان وبوكو حرام في نيجيريا والشباب في القرن الأفريقي. ويعتبر هذا تراجعا كبيرا عن الأيام المجيدة للقاعدة التي أصر قادتها على عدم التركيز على “العدو القريب” (الأنظمة المحلية) بل وعلى “العدو البعيد” (الولايات المتحدة والغرب بشكل عام).

 وتشرذمت القاعدة إلى حفنة من الميليشيات الباحثة بيأس عن مكان وبدون قيادة مركزية أو أيديولوجية. وربما فعل تنظيم الدولة الإسلامية، من ناحية الثروة المالية، أحسن من القاعدة لكنه يبحث أيضا عن مناطق غير مستقرة وخارجة عن الحكم مثل موزامبيق للعمل منها.

التركيز على النزاعات المحلية يعمل على تآكل الجاذبية الدولية لهذه الحركات

ومن هنا فالتركيز على النزاعات المحلية يعمل على تآكل الجاذبية الدولية لهذه الحركات، ذلك أن المسلمين في العالم لا يركزون على النزاعات المحلية في موزامبيق أو الصومال. وبدأت حركات التشدد الإسلامي بالازدهار في عقد السبعينات من القرن الماضي، حيث تجذرت في فشل الأنظمة الملكية والديكتاتورية في العالم العربي لتطوير مجتمعاتها. وحث الإسلاميون أبناء مجتمعاتهم على التخلي عن الحداثة الغربية التي قادت إلى الفقر والطغيان وتبني فكرة الإسلام السياسي التي تقود في النهاية للدولة الإسلامية. وحول أسامة بن لادن وشريكه أيمن الظواهري الإسلام السياسي إلى الإسلام المتشدد حيث جادلا أنه الطريقة الوحيدة للإطاحة بالديكتاتوريات في العالم العربي وخارجه. ودعيا للإرهاب ضد هذه الأنظمة والقوى التي تدعمها، وبخاصة الولايات المتحدة.

وأشار الكاتب إلى مقال نشره نادر هاشمي بمجلة الأديان ناقش فيه أن جاذبية الإسلام السياسي نبعت من حركات المعارضة غير المجربة والبديل الروحي للواقع الرديء الموجود في العالم الإسلامي. وفي العقود القليلة الماضية دخلت الأحزاب الإسلامية العملية السياسية في العراق والسودان وتونس ومصر وغزة والأردن ومناطق أخرى. ويقول هاشمي “النقطة العامة التي تظهر” هي أن “المكانة المتميزة للإسلام السياسي تشوهت عبر تجربة السلطة”. وقد شاهد ملايين المسلمين الإسلام السياسي في الممارسة ولم يعجبهم. وهربوا من جماعات من تنظيم الدولة الإسلامية واحتجوا ضد الإخوان المسلمين في مصر. وراقبوا الأحزاب الشيعية في العراق وقد تحولت إلى عمليات محسوبية فاسدة. وفي إيران شعروا بالخيبة من الحكومة الدينية. فقد نضب أوكسجين الإسلام السياسي الذي غذى القرف من الأنظمة الحالية والإعجاب الأعمى بوعود القادة الدينيين. وما تبقى هي مشاكل محلية وسخط محلي ليس جزءا من حركة دولية، وهذا يصدق على الغرب. فرغم حدوث هجمات متفرقة كما في فرنسا إلا أن منفذيها أفراد لم يكونوا تحت رقابة الشرطة أو أعضاء في جماعات جهادية. وقاموا بتعليم أنفسهم التشدد من غرف بيوتهم. ومن هنا فالهجمات الإسلامية في أوروبا لديها عامل مشترك مع هجمات اليمين المتطرف في الولايات المتحدة: أفراد مهمشون، علموا أنفسهم التشدد عبر الإنترنت وبحثوا عن الأيديولوجيات التي حولت خوفهم وغضبهم إلى سلاح. وفي هذه الأيام، لدى أمريكا الكثير من البيض الذين يشعرون بالاغتراب من المسلمين، مما أدى لتغيير الإرهاب على التراب الأمريكي. ويقول إن الدروس عن الإسلام والإرهاب الإسلامي ومنظور الديمقراطية في الدول الإسلامية معقدة ومتعددة.

و2021 هو أيضا الذكرى العاشرة للربيع العربي عندما حاول الملايين تغيير أنظمتهم بطريقة سلمية والمطالبة بالحرية وحقوق الإنسان. وهي نفس الحركة التي ظهرت مرة أخرى في السودان والجزائر والعراق ولبنان. ورغم محدودية النجاح إلا أنها تعطي صورة أن العرب والمسلمين يريدون الحرية والديمقراطية أكثر من الخلافة. وبالنسبة لأمريكا، فالدرس الكبير هو: التزم بالهدوء، ففي مرحلة ما بعد 9/11 أصبنا بالفزع وضحينا بالحريات في الداخل وقمنا بشن حروب في الخارج. وخفنا من هزيمتنا على يد هذا العدو. وهذا جزء مثير للقلق من تقاليد الأمريكيين في المبالغة بالتهديدات التي نواجهها من الاتحاد السوفييتي إلى صدام حسين. ويختم “في الوقت الذي نطوف فيه العالم بحثا عن أعداء جدد علينا التعرف على حجم أعدائنا من اليمين المتطرف والبحث عن طريق للهروب سريعا ولكن بدون خوف”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول A. Z:

    الإرهاب الصهيوني و إرهاب الدولة العميقة أخطر على البشريه جمعاء. د؟!! ما يسمى بالإرهاب الإسلامي ليس إلا صنيعة اعلاميه محدودة التأثير و جغرافيا معرفه التقدير.

  2. يقول مصطفى - فرنسا:

    فعلا يشبه اليوم امس، يشبه اليوم في القرن ٢١ الوضع في عشرينيات القرن ٢٠ من صعود القومية وما نتج عنها من سيطرة الفاشية ثم النازية التي انتهت بحرب كونية قضت على النازية أما الفاشية فظلت في اوربا حتى السبعينيات في اسبانيا، البرتغال واليونان أما اسيا وأفريقيا وامريكا اللاتينية فمازالت الفاشية قائمة…
    أما الإرهاب المرتبط بالإسلام السياسي فيمكن ربطه بفكر يشبه الفاشية أو اليمين المتطرف العنيف…

  3. يقول بيبرس:

    الاسلام دين تسامح وسلام
    فقد فتح المسلمين بلاد كثيره
    كالهند لم يجبر سكانها على اعتناق الإسلام بل ترك لهم حرية العباده
    أما أوروبا فى العصور الوسطى كانت الهمجيه والقتل سائده فى المجتمع
    حتى وقت قريب (الحرب العالمية الأولى والثانيه) حصدت أرواح 200 مليون إنسان ولازالت تشن حروب ضد دول على غرار الحملات الصليبية.

  4. يقول احمد المصري:

    لا احد يثق في الغرب فقد استخدموا اسامة بن لادن في تدمير الاتحاد السوفيتي ثم استخدموه في تدمير بلاد المسلمين بعد أن اتهموه بتدمير البرجين ربما هذه موعظه لمن يتعامل مع الغرب و يعتقد انهم اصدقاء يثق بهم و ينتظر خيرا منهم هذا خطأ انت بالنسبة لهم اداة

إشترك في قائمتنا البريدية