لندن- “القدس العربي”:
تحت عنوان “ولي العهد السعودي يستعد لمعركة قانونية وسط تغير في واشنطن بسبب اتهامات حقوق الإنسان”.. نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا أعده سبنسر هسو، قال فيه إن محامين أمريكيين يدافعون عن السعودية في قضايا رفعتها عائلات ضحايا 9/11 سيمثّلون أيضا محمد بن سلمان في اتهامات تتعلق باستهدافه المسؤول الأمني السابق سعد الجبري ومحاولة اغتياله حتى لا يكشف عن أسرار صعوده إلى السلطة.
ويأتي التحرك القانوني في الأسابيع الماضية في الوقت الذي تحاول فيه السعودية الدفاع عن مصالحها من النقاد في قضيتين رُفعتا ضد ولي العهد منذ آب/أغسطس. وفي الوقت نفسه تحضر نفسها لتغيّر محتمل في البيت الأبيض بعد الانتخابات الأمريكية اليوم الثلاثاء. والقضية الأولى المتعلقة بسعد الجبري مختلفة عن القضية التي تتهم محمد بن سلمان بإصدار الأمر لقتل وتقطيع جثة الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر 2018. إلا أن الحالتين تتهمان ولي العهد بخرق صارخ لحقوق الإنسان وتعذيب قامت به حكومة متحالفة مع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. ورفع القضية الأولى ديفيد بريسمان عن الجبري، وكيث إم هاربر عن خطيبة جمال خاشقجي، خديجة جنكيز وجماعة حقوق إنسان أنشأها أصدقاء للصحافي القتيل.
والمحاميان كانا مبعوثين لإدارة باراك أوباما إلى منظمات حقوقية تابعة للأمم المتحدة ويخططان للإعلان عن شركة قانونية جديدة تعمل بناء على استراتيجية دولية وحقوق إنسان تابعة لشركة جينر أند بلوك. ويقول المحللون إن الحالتين تأتيان في وقت حساس للعلاقات الأمريكية- السعودية وتهددان بالكشف عن حكم بن سلمان الديكتاتوري، في وقت شجب الكثير من المشرعين الديمقراطيين وبعض الجمهوريين الكارثة الإنسانية التي تسبب بها الدعم السعودي للحرب الأهلية في اليمن.
ونقلت الصحيفة عن المحلل السابق في “سي آي إيه” بروس ريدل قوله إن السعوديين اكتشفوا متأخرا إمكانية عدم انتخاب الرئيس ترامب مرة ثانية، ولهذا “سيواجهون واشنطن أكثر عداء مما كانت عليه قبل أربعة أعوام وربما واشنطن أكثر عداء مما تعودوا في الماضي”.
وصوّت الكونغرس لوقف مبيعات السلاح بمليارات الدولارات للسعودية، ولكن القرار أجهضه فيتو الرئيس ترامب. وقال ريدل الذي عمل مع جيل من القادة السعوديين قبل انضمامه لـ”سي آي إي” في 1977: “الرهانات عالية في الحقيقة للسعودية” و”هذه القضايا القانونية ستذكر الناس فقط بالجهود السعودية لاستفزاز إن لم يكن قتل النقاد للنظام” و”من الصعب التفكير في شيء يمكنهم عمله لإرضاء النقاد في الولايات المتحدة، ولو ذهب ترامب، سيخسرون المدافع عنهم”.
وفي التطورات الأخيرة بقضية الجبري أخبر في الشهر الماضي المحامي مايكل كي كيلوغ المحكمة أنه سيدافع عن محمد بن سلمان أو “م ب س”. وأرسل المدعون رسائل بالبريد إلى الديوان الملكي في قصر العوجا بالرياض ومن خلال رسائل مشفرة عبر واتساب. وفي بيان يوم الخميس أعلن فيه نجل الجبري، خالد عن إبلاغ ولي العهد السعودي جاء فيه: “نأمل بأن يكون م ب س قادرا على التوضيح للقاضي الفدرالي الأمريكي السبب الذي دعاه لكي يستهدف والدي بالاغتيال، بعد فترة قصيرة من قتل جمال خاشقجي، ولماذا يواصل حملة الإرهاب ضد عائلتي؟”.
وأضاف خالد الجبري (36 عاما) والذي كان يعمل أخصائي قلب في بوسطن، وانضم إلى والده بالمنفى في تورنتو، أن والده لديه رسائل واتساب مع محمد بن سلمان والمدعى عليهم، وتحدثوا عن الخدمات الخاصة التي يمكن لولي العهد الحصول عليها بما في ذلك القادة الأجانب. وزاد صهر ومستشار الرئيس جارد كوشنر القلق في شهادة عام 2018 أمام الكونغرس حول الأمن الإلكتروني، وأنه استخدم خدمات مشفرة غير رسمية للقيام بعمله في البيت الأبيض بما في ذلك التواصل مع محمد بن سلمان ومسؤولين أجانب آخرين، كما كشفت شبكة “سي أن أن” أولا.
وكشف تحقيق للأمم المتحدة في كانون الثاني/ يناير أن هاتف صاحب ومؤسس شركة أمازون جيف بيزوس تعرض للقرصنة عام 2018 بعدما وصلته رسالة واتساب من حساب زعم أنه يعود إلى محمد بن سلمان. ورفض كيلوغ التعليق، قائلا إن الإجراءات القانونية جارية حيث ستعقد المحكمة أولى جلساتها في السابع من كانون الأول/ ديسمبر. لكن شركته مليئة بالمحامين النجوم الذي تولوا قضايا على رأسها الآن ولي العهد، وعدد من السعوديين المدعى عليهم في قضايا تتعلق بدعاوى قضائية قدمتها عائلات ضحايا 9/11.
ويضم هؤلاء ويليام دبليو تيلور الثالث، الذي مثّل مؤسسة ولي العهد وحصل على براءة لها في تشرين الثاني/ نوفمبر. وهناك مستشار البيت الأبيض القانوني أثناء باراك أوباما، غريغوري بي كريغ، وباري جي بولاك، وهذان مثّلا عددا من المدعى عليهم السعوديين، ودافعا أيضا عن مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج. وكذا ميتشل بيرغر التي دافعت عن بنك سعودي والحكومة الفلسطينية في قضايا هجمات إرهابية.
ولم يبلغ فريق الدفاع في قضية خاشقجي المحكمة التي قدمت في تشرين الأول/ أكتوبر. وقال جيمس بي كريندلر، المحامي في نيويورك والذي مثّل عائلات ضحايا 9/11 إن كيلوغ “محام ذكي ومحام جيد جدا” ودافع عن المملكة لأكثر من عقدين.
واتهمت العائلات المملكة بعلاقة مع تنظيم القاعدة حتى هجمات 9/11 وطالبت بتعويضات بمليارات الدولارات عن الضرر من المصارف والجمعيات الخيرية والأفراد. لكن كريندلر يقول إن المدعى عليهم من السعودية لديهم تمثيل قانوني جيد وجيوب مليئة بالمال.
وقال: “لست على علم بأي من المتهمين منذ 20 عاما بهجمات 9/11 وليس لديه محام جيد”. ويقول إن مايكل كيلوغ يقوم “بعرض كل دفاع ورمي العراقيل في طريقهم”، وذلك في تعليق على قضية الجبري، بدءا من اختصاص القاضي الأمريكي النظر في مؤامرة للسلطات السعودية تتعلق بمحاولة اغتيال مسؤول سعودي بارز يقيم في كندا، وإن كان المسؤولون الأجانب لديهم حصانة من المحاكمة في الولايات المتحدة.
ورفض بيرسمان، السفير الأمريكي السابق في مجلس الأمن التعليق، ولكنه قال هو وهاربر، السفير الأمريكي السابق في مجلس حقوق الإنسان، إنهما انضما إلى شركة جينر أند بلوك من أجل تحمل مسؤولياتهم، وهي أن المتقاضين الخاصين والمحامين، عليهم التصدي للسلوك الفظيع التي تمارسه الأنظمة الديكتاتورية.
وتقول الصحيفة إن الشركة الجديدة ستقوم بمتابعة التحقيق المستقل والرد على الأزمات والمفاوضات والتجارة الدولية وكذلك حالات تقاضٍ خاصة. وفي بداية هذا العام، أضافت الشركة دبلوماسيا سابقا آخر وهو “لي أس ولوسكاي” والمحامي دوغلاس ميتشل، اللذان عملا بنجاح على تجميد ملياري دولار في أرصدة إيرانية في قضايا لمنفعة ضحايا الإرهاب.
وقال ولوسكاي إن “دوغ من أهم المحامين في قضايا فرض أحكام الإرهاب في الخارج وله تجربة في التقاضي ضد البنوك بناء على قانون مكافحة الإرهاب”. و”فوق كل هذا فهو محام مجرب وذكي في المحاكم”.
وقال بريسمان: “عليك الاستعداد لمعاملة انتهاكات حقوق الإنسان الصارخة وبالاهتمام الذي تستحقه وتستخدم الأدوات في هذا البلد التي شرعت لحماية حقوقنا وديمقراطيتنا وقيمنا” و”هذا ليس مهمة الناشطين في حقوق الإنسان فقط، ولكن الشركات التي تدير تجارة حول العالم والتي تتعترف على الانتهاكات”.
وأكد الجبري في الدعوى التي قدمها في 6 آب/ أغسطس، أن الزعيم السعودي نظم مؤامرة تهدف لقتله والتي جاءت بالتوازي مع جريمة قتل خاشقجي، المعارض السعودي وكاتب العمود في صحيفة “واشنطن بوست”. وقيّمت “سي آي إيه” أن هناك احتمالا أن محمد بن سلمان أمر بالقتل، كما ذكرت الصحيفة سابقا.
وحسب الدعوى، فقد قامت السلطات السعودية، منذ آذار/ مارس باعتقال ابن الجبري، عمر (22 عاما) وابنته سارة (20 عاما) وشقيق الجبري وأقارب آخرين، وعُذبوا في السعودية وخارجها. و”كل هذا من أجل جر (الجبري) إلى السعودية لقتله”.
وفي نفس السياق، قالت خطيبة خاشقجي ومنظمة الديمقراطية للعالم العربي، في الدعوى القضائية، إنه تم جر خاشقجي الذي ذهب إلى القنصلية السعودية للحصول على وثائق تتعلق بزواجه من جنكيز خان ومحاولة “إسكاته للأبد” ومنعه من الدعوة للإصلاح في العالم العربي.
وأكد المسؤولون السعوديون أن مقتل خاشقجي كان حادثا مؤسفا، وقام به عملاء مارقون لم ينفذوا الأوامر بإقناع خاشقجي بالعودة إلى المملكة. وحاكمت السعودية أشخاصا قالت إنهم شاركوا في الجريمة، إلا أن منظمات حقوق الإنسان أشارت إلى سرية المحاكمة، وعدم الكشف عن الأسماء واستبعاد المسؤولين البارزين عنها.
ملفات وقضايا امريكا شريكه فيها سواء قتل خاسقجى او حرب اليمن او حى سجن الدعاه .. امريكا واوروبا لايهمها حقوق الانسان العربى او المسلم
لذلك هى تدعم الطغاه والقتله والسفاحين والانقلابين من الانظمه لا تريد ديمقراطيه فى الدول العربيه لان الشعوب ساتنتخب حكام لا يقبلون بالوصايه الامروصهيونيه .