واشنطن بوست: دعم الشركات الغربية للأولمبياد الشتوية في الصين هو دعم لإبادة المسلمين الإيغور

إبراهيم درويش
حجم الخط
0

لندن ـ “القدس العربي”:

 تساءل فريد هيات في صحيفة “واشنطن بوست” إن كانت الشركات الغربية ستدعم إبادة أوليمبية، في إشارة لدورة الألعاب الأوليمبية الشتوية في بيجين في العام المقبل.

وقال إن مدير شركة كوكا- كولا جيمس كوينسي هاجم ولاية جورجيا على قانون الانتخابات الجديد قائلا: “من الواجب علينا حماية حق كل واحد للتصويت وسنواصل الدفاع عما هو صواب في جورجيا والولايات المتحدة”. ولكن ليس أبعد منها، ففي الوقت الذي تحضر فيه الشركات الغربية للترحيب بدورة العاب الأوليمبية الشتوية في الصين المقرر عقدها بشباط/فبراير المقبل، قدم رئيس المجلس التجاري الصيني- البريطاني عرضا شاملا برر فيه التعامل مع الحزب الشيوعي الذي يقوم بعملية إبادة على 1.600 ميلا من مكان ملاعب التزلج. وقال شيرارد كوبر- كولز لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأسبوع الماضي، أن الشركات خارج الدول الإسكندنافية وبعض الدول الأخرى مثل نيوزلندا واستراليا وكندا قد تضطر للعمل مناطق “حقوق الإنسان فيها ليست مثالية”. ويشي كلام المسؤول أن العالم هو مكان بغيض ومن نحن حتى نشترط التمام فيه.

وكما حدث فقد نشرت وزارة الخارجية الأمريكية، الأسبوع الماضي تقريرا عن حقوق الإنسان حول العالم. وفي الصين وجدت الوزارة أن موضوعات حقوق إنسان مثيرة للانتباه، فالحكومة تقوم باعتقالات تعسفية وقتل غير شرعي وتغييب قسري وتعذيب وتهديد بالسجن وظروف اعتقال قاسية واعتقالات سياسية وانتقام بدوافع سياسية ضد من يعيشون خارج البلد، وتدخل عشوائي في الخصوصية الفردية ورقابة تكنولوجية مستشرية. وهناك قيود خطيرة على حرية التعبير والإنترنت والصحافة وهجمات ومحاكمات للمحامين والكتاب والمدونين والمعارضين والمشتكين وعائلاتهم ورقابة وحجب مواقع وقيود مشددة على الحرية الدينية وحرية الحركة بما في ذلك عمال الإغاثة أو الانضمام لاتحادات عمالية وإجبار الأطفال على العمالة القسرية. وبعبارات أخرى فقد ازداد وضع حقوق الإنسان سوءا منذ دورة الألعاب الأوليمبية في عام 2008، وهناك حملة إبادة المسلمين الإيغور والأقليات العرقية الأخرى في شمال- غرب الصين. وتشمل الجرائم ضد الإنسانية هناك: ” الاعتقال التعسفي وغير ذلك من أشكال الحرمان الجسدي لأكثر من مليون مدني، التعقيم الإجباري، والإجبار على الإجهاض والعمالة القسرية والاغتصاب، وفرض قيود تعسفية على حرية الدين والاعتقاد وحرية التعبير والحركة”.

وتساءل الكاتب إن كانت شركات راعية للمناسبة مثل كوكا- كولا، جنرال إلكرتيك وعدد آخر من الشركات المتعددة الجنسيات ستحتفل بالألعاب الأوليمبية العام المقبل وكأن شيئا لم يحدث؟ وقال إن موقع الألعاب الأوليمبية يحتفظ بتصريحات مدراء هذه الشركات وهم يهنئون أنفسهم على دعم المساواة بين الجنسين والقيم الأوليمبية وحقوق الإنسان أيضا. وفي 24 آذار/مارس نشر الموقع مقابلة مع مارك برتشارد، مدير ماركة “بي أند جي” و “الذي ساعد الشركات العالميين لاستخدام قوة الدعاية لمواجهة التحيز الجنسي”. وقال “يجب أن تكون هناك مساواة في كل ما نعمل” و “يجب أن يمتد هذا إلى كل نقاط التقاطع والتي ضم العرق والإثنية والاختيار الجنسي والهوية الجنسية والقدرة والدين وحتى العمر.

وتغذي المساواة الأمور الإيجابية وتحسن المساواة في المجتمع وتدفع للنمو”. و “لو كانت شركة بي أند جي تؤمن بالمساواة بين الأديان، فهل سيصفق مدراءها لافتتاح الألعاب الأوليمبية في وقت يتم فيه هدم مساجد ومقابر المسلمين ويسجن أئمتها ويعذبون؟  ويتم إجبار الأطفال على مغادرة بيوت أهلهم المسلمين؟ في وقت سجن فيه مليون مسلم في معسكرات “إعادة التعليم” ويرسل رجال الهان للعيش في بيوت المسلمين. وجاء في تقرير وزارة الخارجية الأمريكية “هناك تقارير عن نوم المسؤولين الصينيين في نفس سرير النوم مع نساء الرجال الذين وضعوا في معسكرات الاعتقال وكجزء من برنامج التزاوج وتكوين عائلة” ولاحظ التقرير أنهم يحضرون الخمر ولحم الخنزير لتناوله أثناء فترة إقامتهم.

 ويقول الكاتب “هل تريد منا هذه الشركات التعامل معها بجدية عندما يهنئ مدراءها أنفسهم حول المساواة بين الجنسين ونساء الإيغور تغتصب وتعقم ويجبرن على الدعارة؟”.

وهناك عشرة أشهر باقية على دورة بيجين. ويمكن للشركات الطلب من الصين تحرير المعسكرات وترك الإيغور العيش بسلام والسماح للمراقبين من الخارج مراقبة ماذا تفعل السلطات في مناطقهم وبعدها لتبدأ الألعاب. وإلا فيجب على كوكا- كولا وبي أند جي وإنتل وداو وتويوتا وسامسونغ وبقية الداعمين الـ 15 للجنة الدولية للألعاب الأوليمبية والمهمة لها طرح هذا السؤال: هل دعم ابادة أوليمبية متناسق مع قيمنا؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية