لندن- “القدس العربي”: طالبت صحيفة “واشنطن بوست” الحكومةَ الأمريكية باتخاذ موقف قوي من تصاعد الإسلاموفوبيا في الهند.
وجاء في افتتاحية الصحيفة أن علاقة الهند مع الدول ذات الغالبية المسلمة توترت هذا الشهر، بعد إطلاق مسؤولين في حزب رئيس الوزراء ناريندرا مودي، بهارتيا جاناتا (بي جي بي) تصريحات مسيئة للرسول محمد.
وقررت المتاجر في دول مثل الكويت مقاطعة البضائع المنتجة في الهند. وشجبت عدة دول مسلمة إلى جانب منظمة التعاون الإسلامي التعليقات الهندية. وهي تحركات جيدة، كما تقول الصحيفة؛ لأن التعصب الديني في ظل مودي استمر بدون أي تحد أو معارضة.
وتعلق أيضا أن ردة الفعل السلبية لم تؤد إلا إلى نتائج متواضعة، حيث علق “بي جي بي” عضوية المتحدثة باسمه نبور شارما، وطرد المتحدث باسمه نافين جيندال. وأصدر الحزب بيانا في 5 حزيران/ يونيو شجب فيه “أية أيديولوجية تهين أو تقلل من قيمة طائفة أو دين” وأن الحزب “يحترم كل الأديان”.
وترد الصحيفة قائلة: “ليست بهذه الطريقة حكم مودي الهند”، فقد نشأ البلد كدولة علمانية رغم أن نسبة 70% من سكانه هم من الهندوس، و15% مسلمون، ولكنه انزلق نحو القومية الهندوسية في ظل حكم “بي جي بي”. وقامت الجرافات بهدم بيوت في الأحياء ذات الغالبية المسلمة بمبررات واهية، بل وتباهى المسؤولون بعمليات الهدم. ومنع حاكم ولاية كارنتاكا، التي يحكمها حزب “بي جي بي” الحجاب في المدارس، وهو تحرك أقرّته المحكمة في الولاية في آذار/ مارس.
وأضافت الصحيفة أن جرائم الكراهية ضد المسلمين وبقية الأقليات العرقية أصبحت بالمئات كل عام، في وقت يشارك مسؤولو الحزب الحاكم بالتحريض عليها. ووسط كل هذا، ظل مودي وحزبه صامتين. وفي ضوء هذا التاريخ، لا يبدو أن البيان الذي يبدو جيدا من “بي جي بي” يعكس اهتماما مفاجئا بالتسامح الديني. بل على العكس، قُتل اثنان وجرح العشرات أثناء تفريق الشرطة المحتجين يوم الجمعة.
ورأت الصحيفة أن تحرك الحزب لشجب التعصب الديني كان بالضرورة تعبيرا عن مخاوف من عدم إغضاب دول الشرق الأوسط، التي تعتمد الهند عليها بشكل كبير في مجال الغاز الطبيعي والتعاون الاقتصادي ومشاريع البنى التحتية ومكافحة الإرهاب والتشارك في المعلومات الاستخباراتية. كما يعمل ملايين الهنود في دول الخليج، حيث يرسلون تحويلات مالية.
وعلقت الصحيفة أن مودي يرغب بجعل بلاده لاعبا على المسرح الدولي، مع أن ردة الفعل الأخيرة تظهر أنه وحزبه يتحركان عندما تعترض الدول على المشاعر المستشرية ضد المسلمين الهنود، وهي المشاعر التي يتم التسامح معها وتشجيعها من قبل الحزب الحاكم.
ورأت الصحيفة أن من واجب الولايات المتحدة زيادة الضغط على مودي وحكومته. مشيرة إلى أن وزير الخارجية أنطوني بلينكن أكد في نيسان/ أبريل أن إدارة بايدن ترصد انتهاكات حقوق الإنسان في الهند والتي وصفها في هذا الشهر ببلد تتدهور فيه الحرية الدينية.
ولكن البيت الأبيض التزم الصمت في معظم الوقت مع تكشف الجدل الحالي. وربما تحولت الهند إلى ديمقراطية تشاركية أو بلد تعرفه القومية غير المتسامحة والمظلمة. وعلى الولايات المتحدة العمل من أجل تأكيد الأولى.
يجب على جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي وبمساندة اعضاءهما عرض موضوع الابادة التي يتعرض لها المسلمين في الهند على الامم المتحدة وخاصة مجلس الامن والجمعية العامة للامم المتحدة. ويجب القيام بحملة مقاطعة ضد البضائع الهنديه في كل البلاد العربية والاسلامية.