لندن- “القدس العربي”- من إبراهيم درويش:
يعول دونالد ترامب بعد إعادة فرض العقوبات من جديد على إيران يوم الإثنين، والتي وصفها بأنها الأشد منذ خروجه من الإتفاقية النووية الموقعة عام 2015، على تغيير النظام في طهران.
وترى “واشنطن بوست” في افتتاحيتها أن العقوبات قد تكون مبررة، إلا أن حظها من النجاح في إحداث تغيير في بنية النظام الحاكم قليل.
فمنذ توقيع الإتفاقية النووية شددت إيران من حملتها العدوانية، حيث قدمت للمتمردين الحوثيين في اليمن الصواريخ لكي يضربوا بها السعودية، وهرّبتها إلى لبنان عبر سوريا كي تستخدم في وقت لاحق ضد إسرائيل. واتهمت مرتين في الأشهر الأربع الأخيرة بأنها تحاول قتل المعارضين في أوروبا.
وتعلق الصحيفة قائلة إن “آمال باراك أوباما بتغيير النظام الإيراني واعتدال مواقفه كانت مجرد وهم”. وبعدما خرح ترامب من الاتفاقية، وكان قراره “غير حكيم” حسب الصحيفة فإنه يعتقد أن إعادة فرض العقوبات المشددة سيؤدي إلى تركيع نظام آية الله علي خامنئي. وتشكك الصحيفة بقدرة ترامب على تحقيق هذا الهدف.
واشنطن بوست: المسؤولون البارزون في إدارة ترامب يأملون أن تؤدي العقوبات الاقتصادية الجديدة لإحداث تغيير النظام. لكن الولايات المتحدة تنتظر عبثا حدوث الثورة المضادة منذ عام 1979.
وتضيف أن الإجراءات الجديدة ستؤدي إلى تخفيض النفط الإيراني إلى الثلث من ذروة الإنتاج الحالي وهي 2.8 مليون برميل نفط في اليوم، وهو ما سيؤثر على ميزانية إيران، ويقود إلى الركود الإقتصادي، إلا أن الحصار الجديد لن يكون فعالاً كذلك الذي جلب إيران إلى طاولة المفاوضات.
وستواصل روسيا والصين والهند وتركيا شراء النفط الإيراني. وقد تواجه إيران صعوبات في العثور على المليارات لكي تنفقها على ميليشياتها الشيعية في الشرق الأوسط. لكن الحرس الثوري الإيراني لن ينسحب من العراق والمشرق حتى لو كان الثمن معاناة جديدة وشعباً قلقاً.
وتمضي الصحيفة للقول إن المسؤولين البارزين في إدارة ترامب يأملون أن تؤدي العقوبات الإقتصادية الجديدة لإحداث تغيير النظام. لكن الولايات المتحدة تنتظر عبثا حدوث الثورة المضادة منذ عام 1979.
وتعتقد الصحيفة أن أي مكافآت تأتي من الضغط على الجمهورية الإسلامية لن تكون بدون ثمن. فقد تستأنف إيران الهجمات على القوات الأمريكية في العراق وسوريا، أو قد تقوم بتحدي الأسطول الأمريكي الذي يتناقص في منطقة الخليج. وربما عادت واستأنفت مشروعها النووي، هو ما سيترك الولايات المتحدة أمام خيارات قليلة. ولو كانت النتيجة هذه، سيأتي قرار ترامب الخروج من الاتفاقية التي يقول المفتشون الدوليون إن إيران التزمت بها، بمردود عكسي.
ويقول ترامب إنه يريد التفاوض مع الملالي حول اتفاقية جديدة تغطي موضوعات أبعد من البرنامج النووي. ولو كان جادا في هذا، فعليه تغيير مدخله. ولن ترضى إيران التخلي عن مكاسبها في العراق أو أي مكان آخر في الشرق الأوسط. ومن هنا، فإن المفتاح للصفقة الكبرى سيكون الموازاة العقلانية لمصالح الولايات المتحدة ومصالح السعودية وحلفائها السنة. وهذا يقتضي من إدارة ترامب التراجع عن تبنيها الكامل لنظام الرياض والذي يحتاج مثل إيران للحد من عدوانيته.