واشنطن بوست: قتل الخبير الأمني هشام الهاشمي رسالة للكاظمي من حلفاء إيران في العراق

حجم الخط
2

لندن- “القدس العربي”:

نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا لمراسليها لويزا لافلاك ومصطفى سالم، حول مقتل الباحث العراقي هاشم الهاشمي بداية الشهر الحالي، والذي كشف عن مخاطر المواجهة مع المليشيات العراقية المدعومة من إيران. وقالا إن “مقتل باحث معروف في بغداد أرسل هزات داخل الحكومة العراقية وأكد الرهانات العالية للمواجهة مع المليشيات التي تدعمها إيران ومحدودية جهود رئيس الوزراء لمواجهتها”.

وقالت الصحيفة إن مستشاري رئيس الوزراء، فوجئوا من وصول العنف إلى الدائرة المقربة من مصطفى الكاظمي، وكان الهاشمي الذي تخصص في الشؤون الأمنية مقربا منهم.

وكان مقتله في 6 تموز/ يوليو، رسالة أن هناك قلة في العراق “لا يمكن المساس بهم”. ورغم عدد تحديد هوية القتلة، إلا أن المسؤولين العراقيين ربطوا الاغتيال بالمليشيات الشيعية التي قام الكاظمي بمواجهتها منذ وصوله إلى السلطة في أيار/ مايو.

مقتل باحث معروف في بغداد أرسل هزات داخل الحكومة العراقية وأكد الرهانات العالية للمواجهة مع المليشيات التي تدعمها إيران ومحدودية جهود رئيس الوزراء لمواجهتها

وتعهد الكاظمي بالأخذ على يد المليشيات التي تعمل خارج القانون، وهي جهود تدفع بها الولايات المتحدة التي يتم استهدافها في العراق. ولكن ليس من الواضح كيف سيتجرأ الكاظمي على المضي في الاقتصاص من قتلة الهاشمي.

وفي الوقت الذي يتم فيه إجراء تحقيق بقيادة نائب وزير الداخلية للقبض على المتورطين، إلا أن تحديد الجهة التي أمرت بالعملية سيكون بمثابة قنبلة سياسية.

وقال مساعد له: “يريد تحقيق العدالة ولكنّ يداه مكبلتين” وأضاف: “فتح تحقيق كامل حول ما حدث، سيكون خطيرا لأي رئيس وزراء”.

وكشفت لقطات من كاميرات مراقبة مقتل الهاشمي وتم تداولها بشكل واسع في العراق. وكانت اللقطات تذكيرا بالأيام الحالكة عندما حكمت فيها المليشيات الشارع. ويقوم القاتل في الفيديو بقتل الباحث البالغ من العمر 47 عاما وهو جالس في مقعد سيارته قبل أن ينسل هاربا تحت جنح الظلام.

وفي بغداد بدأ المقربون من الكاظمي يتساءلون عمن سيكون التالي في قائمة الاغتيالات، فيما اختفى بعضهم من موجات الأثير وغادر آخرون العاصمة.

وقال مساعد آخر لرئيس الوزراء: “كان مقتل الهاشمي رسالة وعلم بها الجميع” مضيفا: “الرسالة تظهر أن المليشيات تستطيع الوصول إليك مهما كانت علاقاتك”.

الكاظمي يريد تحقيق العدالة ولكنّ يداه مكبلتين. وفتح تحقيق كامل حول ما حدث، سيكون خطيرا لأي رئيس وزراء.

وأصبح الهاشمي ضحية التصعيد الذي قام به رئيس الوزراء مع المليشيات كجزء من التنافس على التأثير في العراق بين الولايات المتحدة وإيران. وكان الهاشمي باحثا حول تنظيم “الدولة” وعمل مع المليشيات المقربة من إيران، ويمكن تفسير مقتله كما يقول رمزي مارديني، الزميل في معهد بيرسون بجامعة شيكاغو:  “كضربة وقائية لإضعاف تقدم الكاظمي”. وأضاف: “هناك كل الأسباب التي تدعو للاعتقاد أن كتائب حزب الله تتوقع نزاعا مع الحكومة”. في إشارة للمليشيا التي واجهها الكاظمي.

وتضم الميليشيات عددا الجماعات المسلحة المرتبطة بإيران وساعدت الجيش العراقي والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم “الدولة” مما أدى لهزيمته عام 2017، وهو ما أعطى المليشيات التابعة للحشد الشعبي دورا في السياسة العراقية، وحصل أفرادها على رواتب من الجيش العراقي.

ولكن بعض الجماعات المتهمة، تواصل العمل خارج القانون. وتقوم بالحصول على المال من خلال الابتزاز والتهريب وتدير سجونا سرية. وتقوم الجماعات المسلحة بهجمات صاروخية على القواعد العسكرية الأمريكية في محاولة لإجبارها على الخروج من العراق.

وتعهد رئيس الوزراء بمواجهة المليشيات والتحقيق في الهجمات الصاروخية، وعيّن حلفاء له في الجهاز الأمني العراقي بمواجهة خلايا التهريب التي تدر المال على المليشيات.

وفي مظهر من مظاهر القوة، أمر الكاظمي باعتقال 14 شخصا من كتائب حزب الله في 26 حزيران/ يونيو، واتهمهم بتنفيذ هجوم صاروخي على المنطقة الخضراء، لكن تم إطلاق سراحهم سريعا.

ويقول الخبراء إن العملية ضد المليشيا جرّأتها بدلا من تأديبها، ودعت قادتها للتصعيد ورفض السيطرة الحكومية قبل أن يصبح الكاظمي قويا. وبالنسبة للمليشيات، فتحرك الكاظمي العنيف “يضيف إلى قدرة الهجوم لدى رئيس الوزراء”.

وبعد فترة من الصمت، عادت الهجمات الصاروخية التي أعلنت جماعة مغمورة المسؤولية عنها. ويرى المسؤولون الأمريكيون أنها واجهة لجماعات مسلحة معروفة.

وكان آخر هجوم ذلك الذي وقع قريبا من السفارة الأمريكية، وأثناء زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للعاصمة بغداد. ثم تبعه اختطاف ألمانية جامعة للفن اسمها هيلا مويس، حيث اختطفها رجال  مسلحون من الشارع.

وقال مسؤول رفض الكشف عن اسمه، إن الخاطفين لهم علاقة بمليشيا مرتبطة بإيران، وتم الإفراج عنها يوم الجمعة.

وما يزيد من مصاعب الكاظمي هو الاقتصاد المحطم وانتشار وباء كورونا. وفي الأشهر الأخيرة بات الهاشمي واضحا في نقده للجماعات التي تتصرف بحصانة في العراق. وفي مقاله الأخير الذي نشره قبل أيام من مقتله، ناقش الهاشمي أن هناك إمكانية لتركيعها من أجل تجنب معركة كسر عظم.

وكان الهاشمي على علاقة مع الرموز البارزة في المليشيات حتى كانون الثاني/ يناير الماضي، عندما قتلت طائرة أمريكية مسيرة قاسم سليماني قائد فيلق القدس وأبو مهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي.

وقد فككت عملية القتل مشهد المليشيات وغيرت الطريقة التي تدار فيها وتعمل من خلالها. وعندما بدأ الهاشمي بتلقي التهديدات من عناصر المليشيات لم يعرف الطريقة التي سيرد عليها.

وقال رناد منصور، الزميل في تشاتام هاوس بلندن، وزميل الهاشمي: “في الماضي كان يتصل بالمهندس لفهم وربما تخفيف التهديدات التي يواجهها، إلا أن هذا الخيار لم يعد موجودا”. و”اختفت كل القيادات البارزة بالحشد الشعبي ولم تعد قادرة على التحكم بالعناصر المارقة”.

يقول الخبراء إن خليفة قاسم سليماني، إسماعيل قاآني، لا يقوم بالسيطرة الكاملة على المليشيات ولكنه يصدر توجيهات عامة ولا علاقة له بالعمليات اليومية.

ويقول الخبراء إن مقتل سليماني والمهندس جعل من الصعوبة بمكان السيطرة أو الحديث نيابة عن جماعات متشرذمة. ويقول الخبراء إن خليفة قاسم سليماني، إسماعيل قاآني لا يقوم بالسيطرة الكاملة ولكنه يصدر توجيهات عامة ولا علاقة له بالعمليات اليومية.

ويقول علي الفونة، الزميل في معهد دول الخليج العربية في واشنطن: “قاآني ذكي بما فيه الكفاية ولا يريد تقليد قيادة سليماني وهذا يعني تفويضا كبيرا للقادة الميدانيين”. كما أن خليفة المهندس، أبو فدك المحمدي، الذي عُيّن بعد مشاورات استمرت أشهرا، ليست لديه القدرة على جمع المليشيات العراقية على موقف مشترك.

و”من هنا أصبح الوضع صعبا للجميع” كما يقول مسؤول أمريكي، و”نشاهد الأثر الآن”. يظهر ذلك من خلال الهجمات الصاروخية أو الكمائن التي تحدث وتعلن جماعات غير معروفة المسؤولية عنها.

ولا يعرف إن كانت هذه جماعات منشقة أم أن الجماعات المسلحة تستخدم أسماء وهمية. ويقول المقربون السياسيون من الكاظمي ومراقبو حقوق الإنسان، إنهم يشكون في التحقيق حول مقتل الهاشمي. وكل ما يتوقعه حلفاء رئيس الوزراء، محاكمة للمسلح بدون الغوص عميقا في من دفعه لتنفيذ العملية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول احمد الشمري:

    منصب رئيس الوزراء الوهمي هو منصب تابع للسفير الإيراني ومؤسسة إيران اولا التي تمثلها الاحزاب الإسلامية وإرهاب إيران وربط موارد العراق بشكل كامل بايران فالطرطور الكاظمية ذهب ليتسول خامنئي بعقود كهرباء حتى يتم تأمين ملايين لحرس إيران الثوري واحتياجات على عقوبات أمريكا وكان انتاج محطة بالعراق هو مليون مستحيل

  2. يقول Al NASHASHIBI:

    هذه اصبع استعماري صهيوامركانبيريطنوفرنسيروسي إجرامي من أجل الحفاظ علي وجود قواعدهم في الوطن…
    كفانا نفاق…
    نحن ابنا اسره واحده الأسره الإسلامية والعربيه
    وكل المرتزقة احضروا من أوروبا وامريكا

إشترك في قائمتنا البريدية