لندن- “القدس العربي”:
اعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” أن ما ورد في مكالمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره الأوكراني فولديمير زيلينسكي، إدانة مدمرة للرئيس ترامب.
وقالت إن المذكرة التي قدمت ما ورد في المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس في 25 تموز/ يوليو، تشير إلى الضغط الذي مارسه ترامب على الرئيس المبتدئ لكي يتعاون مع محاميه الخاص ووزير العدل الأمريكي للتحقيق في منافس سياسي محتمل له في انتخابات عام 2020، جوزيف بايدن.
وجاء كلامه بعد حديثه عن المساعدة الضخمة التي تقدمها الولايات المتحدة لأوكرانيا وأنها لا تتعاون بطريقة مناسبة. وتشير الصحيفة إلى إن أتباع ترامب الذين يبصمون على كل ما يقول زعموا يوم الأربعاء أن لا عرض مبادلة حصل.
إلا أن المعلومات التي يمكن جمعها من المكالمة تشير إلى العكس. فقد جاء طلب ترامب لإجراء تحقيق سياسي بعدما رد على طلب من زيلينسكي أن بلاده تريد شراء أسلحة وقال: “أريدك منك خدمة” و”لأن بلدنا مر بالكثير وأوكرانيا تعرف عنها”.
وكانت المقايضة واضحة عندما انتقل النقاش إلى رغبة الرئيس الأوكراني مقابلة ترامب في البيت الأبيض. فقد كان زيلينسكي راغبا بالتزام أمريكي بدعوته للبيت الأبيض لكي يظهر لبلاده وروسيا أن أوكرانيا لا تزال تحظى بدعم أمريكي واسع، إلا أن ترامب ظل يتجنب تحديد موعد الزيارة.
وفي نهاية المكالمة عاد زيلينسكي وطرح موضوع الزيارة مكررا قوله: “أريد التأكد من جديتك حول الموضوع وأننا سنعمل معا في التحقيق” فردّ ترامب قائلا: “جيد، سأخبر رودي (جولياني) ووزير العدل (ويليام بي) بار للاتصال بك. شكرا. وفي أي وقت ترغب فيه بالقدوم إلى البيت الأبيض لا تتردد بالاتصال”.
ومن هنا فالمقايضة واضحة جدا. ولم يزر زيلينسكي البيت الأبيض حتى هذا الوقت، مع أنه التقى ترامب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، يوم الأربعاء. ولم يفِ ترامب بوعده، وأبقى الزعيم الأوكراني معلقا وحجب 400 مليون دولار في المساعدة الأمريكية في قضايا الأمن التي خصصها الكونغرس لأوكرانيا، فيما ظل جولياني يضغط على مساعدي زيلينسكي للقيام بتحقيق بشأن بايدن وكذا أصل الاتهامات الموجهة لمدير حملته في انتخابات عام 2016.
وتعلق الصحيفة أن اعتقاد ترامب ببراءته فيما يرى أنها مكالمة هاتفية تبادل فيها الحديث مع زعيم آخر، أمر مدهش، وأن يقوم أعضاء في الكونغرس، من الجمهوريين أو الديمقراطيين كما قال السناتور الجمهوري ليندزي غراهام “لا شيء فيها” يكشف عن المدى الذي انحطت فيه الأعراف السياسية في عهد ترامب. وهناك الكثير من الخيوط التي يجب على الكونغرس ملاحقتها.
وكان تصويت مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون بالإجماع يوم الثلاثاء لتسليم الشكوى التي قدمها شخص من داخل الإدارة الى لجنة الاستخبارات في مجلس الأمن، وهي تحتوي بالتأكيد على أكثر مما ورد في “مذكرة” البيت الأبيض. ويجب على الجمهوريين التعاون مع زملائهم الديمقراطيين للحصول على شهادة مشفوعة بالقسم من جولياني وبار ومسؤولي الخارجية توضح ما دار بينهم مع الأوكرانيين قبل وبعد المكالمة.
وفي النهاية أكد ترامب، على الأقل في الحد الأدنى، أنه ضغط على زعيم أجنبي للتدخل في انتخابات 2020 وطلب مساعدة سياسية، وعلق مساعدات أقرها الكونغرس. ومن هنا فنزاهة الديمقراطية الأمريكية تعتمد على الطريقة التي سيرد فيها الكونغرس والشعب.