واشنطن بوست: هل ستشارك الديمقراطيات العالمية في دورة ألعاب بيجين الشتوية وسط حملة إبادة المسلمين؟

إبراهيم درويش
حجم الخط
1

لندن ـ “القدس العربي”:

تساءلت صحيفة “واشنطن بوست” في افتتاحيتها إن كانت الديمقراطيات العالمية ستشارك في دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية المزمع عقدها في بيجين في وقت تتواصل فيه حملات الإبادة للمسلمين الإيغور.

وقالت: “بعد عام تقريبا من الآن، سيجتمع الرياضيون من كل أنحاء العالم في الدورة الأوليمبية الشتوية الرابعة والعشرين في بلد تعتبره الولايات المتحدة رسميا يقوم بحملة إبادة، فهذا البلد هو الصين المتهم بحملة منظمة ضد 12 مليون مسلم من الإيغور، وتشمل اعتقالات مرفقة عادة بالأعمال الشاقة والتعذيب والتي طالت خلال السنوات الأربعة الماضية مليون مسلم”.

وتشمل انتهاكات الصين أيضا قمع المعارضة في هونغ كونغ بالإضافة لاعتقال وسجين كنديين بناء على تهم واهية، فيما يبدو أنها عملية انتقامية للتعاون الكندي في محاكمة الولايات المتحدة لمسؤولة كبيرة في شركة الاتصالات الصينية المعروفة، هواوي. وتؤكد الصحيفة أنه ليس من الباكر الحديث عن الطريقة التي ستتصرف فيها الولايات المتحدة وبقية الديمقراطيات التي شجبت انتهاكات الصين وبدون الحديث عن الإبادة، مع هذا الوضع.

 ويدعونا التاريخ للحذر أو عدم تسييس الألعاب وعدم ترك اللاعبين الذين حضروا لهذه المناسبة لسنين عالقين. لكن التاريخ يقدم لنا دليلا شهيرا آخر وهي الألعاب الأوليمبية التي نظمها هتلر في 1936 وعلمتنا دروسا عن مخاطر التصرف باعتيادية مع الأنظمة الشمولية.

ولم تتخذ إدارة جوزيف بايدن بعد موقفا بشأن دعوة الجمهوريين مقاطعة الدورة أو عن اقتراحات أخرى تدعو لنقل المباريات إلى مكان آخر، وهذا لأن إدارة بايدن تقوم بمراجعة قرار إدارة دونالد ترامب في يوم عملها الأخير وتوصلت فيه إلى أن الصين متهمة بجريمة الإبادة. والمراجعة مناسبة حتى في ظل تصريحات وزير الخارجية الجديد أنتوني بلينكن أنه شخصيا متفق مع قرار الإدارة السابقة. ونظرا لأن موقف وزارة الخارجية في عهد ترامب لم يكن محلا للاحترام الدولي فإن قرارها الأخير لم يكن له وزن مقارنة مع قرار جديد يتخذه فريق بلينكن. كما قال المتحدث باسم الخارجية نيد برايس يوم الخميس إن الإدارة تحتاج لكي تتشاور مع حلفائها والتوصل لأفضل نهج.

وتأمل الصحيفة أن تتوصل الإدارة في مشاوراتها العاجلة لقرار يتناسب مع أخطاء الصين وبإبداع يطابق ما فعلته هذه. وبالنسبة لدول أوروبا فالألعاب الأوليمبية الشتوية بألعاب التزلج أهم من دورة الألعاب الصيفية، وربما تردد سكانها بالانضمام لدعوات المقاطعة لها. وهذا مفهوم، إلا أن الديمقراطيات تفهم طبيعة الألعاب الشتوية وأنها عن المال والفخر القومي، وسيكون لديها ورقة ضغط من خلال التهديد بحرمان الصين منها. وبالنسبة للصين فالهدف الأعلى من استضافة ألعاب 2022 كما هو الحال من استضافتها ألعاب 2008 الصيفية هو الحصول على الشرعية في عين العالم. وستمتد هذه الشرعية لحملة الإبادة التي تقوم بها ضد الإيغور إلا حالة مواجهتها. ولو قررت الدول هذه المشاركة فعلى الولايات المتحدة فعل هذا من خلال التأكيد على رفضها لسجل الصين في حقوق الإنسان. ومن السهل الحديث عن أهداف بدلا من تصميم الطرق لتحقيقها. وعلى الولايات المتحدة البدء من الآن والتحضير قبل أن يأتي العالم للرقص على جليد الصيد ويتزحلق من على تلالها وكأن كل شيء على ما يرام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عصام:

    امتحان عسير للديمقراطيات والشعوبيات الغربية !

إشترك في قائمتنا البريدية