واشنطن بوست: هل يعزل ترامب مديرة المخابرات المركزية بسبب التحقيق في التدخل الروسي؟

إبراهيم درويش
حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”:

كشف المعلق في صحيفة “واشنطن بوست” ديفيد إغناطيوس، أن معركةً شرسة تجري وراء الأبواب المغلقة لمواجهة تهديد الرئيس دونالد ترامب على الأمن القومي الأمريكي.

وقال إغناطيوس إن المسؤولين العسكريين والأمنيين لترامب حذروه من الكشف عن معلومات سرية تتعلق بالتحقيق في التدخل الروسي بعد انتخابه عام 2016. وقالوا إن الكشف عن معلومات مهمة مضرّ ويغضب الحلفاء.

وأكد الكاتب أن المعركة الحامية بشأن هذا الموضوع اندلعت داخل الإدارة الأمريكية قبل أيام من انتخابات الرئاسة، حيث كان ترامب يريد الكشف عن معلومات يعتقد أنها تنفي تدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في انتخابات 2016.

وربما كانت القصة قديمة وعفا عليها الزمن، إلا أنها تظل بالنسبة لترامب ساحة معركة لم تنته، بل هي النقطة التي بدأت منها مشاكله السياسية. ودعت مديرة المخابرات المركزية (سي آي إيه) جينا هاسبل وبقوة في لقاء بالبيت الأبيض لعدم الكشف عن المعلومات لأنها كما قالت ستخرق تعهدها بحماية المصادر والأساليب، كما قال مصدر في الكونغرس. وقال إغناطيوس إن عددا من الديمقراطيين والجمهوريين يحاولون حماية هاسبل، لكن البعض يعتقد أن ترامب قد يعزلها من منصبها.

وانتشرت شائعات هذا الأسبوع حول نهاية فترة هاسبل، لكن المصدر المطلع على موقفها، قال إن مستشار الأمن القومي روبرت سي أوبراين، ورئيس طاقم البيت الأبيض مارك ميدوز “أكدأ لها أنها في وضع جيد”، مما يعني أنها لن تعزل.

والتقت هاسبل شخصيا مع زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل يوم الثلاثاء. وتلتقي به بشكل منتظم كجزء من “عصابة الثمانية” المكونة من مسؤولي الكونغرس البارزين.

وكانت زيارة الثلاثاء هي إشارة أخرى عن دعم الحزب الجمهوري لها. وكان من أهم الداعمين غير المحتملين لها هو النائب العام ويليام بار الذي عارض الكشف عن ملفات سرية قبل الانتخابات.

وفي جلسة عاصفة في البيت الأبيض، عارض بار الكشف عن المعلومات السرية.  وعارض الجنرال بول ناكاسون، قائد القيادة المركزية السايبرية وبقوة الكشف عن الملفات، حسب مسؤول دفاعي ومصدر في الكونغرس.

ومثل هاسبل، فقد عارض ناكاسون جهود البيت الأبيض للكشف عن المعلومات الاستخباراتية خوفا من الضرر الذي قد تتسبب به. وربما كان الموضوع سببا في عزل ترامب لوزير الدفاع مارك إسبر يوم الإثنين.

وبحسب مسؤول دفاعي، فقد كتب إسبر الشهر الماضي رسالة إلى جون رادكليف، مدير الاستخبارات القومية دعم فيها بقوة موقف ناكاسون، و”حث على عدم الكشف عن المعلومات نظرا للضرر الذي قد تتسبب به للأمن القومي وخاصة على الجيش” كما قال المسؤول الدفاعي.

ويعلق الكاتب أن محاولات ترامب المستمرة للكشف عن المعلومات وإثبات زيف التحقيق الروسي، قد تكون سببا في تحركاته التي لا يمكن تفسيرها.

وتم تعيين كريستوفر ميلر، المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي والمعين منذ آذار/ مارس لإدارة مركز مكافحة الإرهاب، لكي يكون قائما بأعمال وزارة الدفاع. وكان سبب تعيينه في مركزه هو أن ترامب عزل مدير مركز مكافحة الإرهاب السابق راسل ترافيس الذي كان قريبا من جوزيف ماغواير، مدير الاستخبارات القومية الذي عُزل في شباط/ فبراير؛ لأنه سمح لمسؤولي الاستخبارات تقديم شهادات للكونغرس عن الجهود الروسية لمساعدة ترامب في حملة 2020.

وعين ترامب فريقا في وكالة الأمن القومي مكونا من مايكل إليس والنائب ديفيد نيونز ممن دعموا نقاش ترامب حول التحقيق الروسي.

وكمحام رئيسي للوكالة، يمكن أن يساعد إليس رادكليف في جهود الكشف عن المعلومات السرية. وربما حاول بعض الجمهوريين وقف حملة الانتقام لترامب في مرحلة ما بعد الانتخابات، خاصة أنهم سيواجهون توترا بين مطالب ترامب ومصالح البلد.

ووصف المصدر في الكونغرس الأمر كالتالي: “كم من المدة التي ستظل فيها صامتا خلال فترة نوبات الغضب؟ وما هو الضرر الذي ستتركه على الأمن القومي؟ هذا هو النقاش الحقيقي الدائر الآن”. وسيغادر ترامب البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/ يناير، إلا في حالة حدثت معجزة قانونية. والسؤال هو عن الضرر الذي سيجلبه على الأمن القومي الأمريكي قبل رحيله؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية