واشنطن- “القدس العربي”: تضغط إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على قادة تونس لعكس الخطوات التي تضعف الديمقراطية في البلاد، التي كان يُنظر إليها في السابق على أنها الواعدة من ثورات الربيع العربي، وفقا لصحيفة “واشنطن بوست”.
إدارة بايدن تبنت موقفاً أكثر انتقاداً من الحلفاء في أوروبا ضد سعيد، وظهرت في واشنطن اقتراحات لخفض المساعدات لتونس
وتحدث المسؤولون الأمريكيون عن الجهود المبذولة لحث تونس على تبني مسار سياسي مختلف حيث يواصل الرئيس قيس سعيد تعزيز سلطته بعد أكثر من عقد من الانتفاضة التونسية ضد زعيمهم القوي آنذاك والتي ساعدت في إشعال الثورات في بلدان من سوريا إلى مصر، وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية إن المسؤولين الأمريكيين أعربوا عن قلقهم بشأن الأحداث، بما في ذلك الاستفتاء الدستوري الأخير الذي عزز بشكل كبير سلطات سعيد، والذي، بدوره، اتخذ خطوات واسعة النطاق لإضعاف الضوابط المؤسسية وتهميش المعارضين السياسيين في عام 2021، وهي الخطوات التي وصفها النقاد بـ “الانقلاب”.
وتشمل التحركات الأمريكية محادثات بين سعيد وباربرا ليف، كبير مسؤولي وزارة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، خلال زيارة إلى تونس، الشهر الماضي، حيث نقلت ليف مخاوف بشأن إطار دستوري جديد “يضعف الديمقراطية التونسية ومدى أهمية المضي قدما في عملية إصلاح شاملة وشفافة لاستعادة ثقة الشعب التونسي”، بحسب ما ورد في “واشنطن بوست”.
ولاحظ التقرير أن الانتقادات العلنية قد أدت إلى زعزعة العلاقات الأمريكية التونسية، وأشار التقرير إلى رد حكومة سعيد الغاضب في يوليو/ تموز على بيان لوزير الخارجية أنتوني بلينكن أثار تساؤلات حول التصويت على الاستفتاء الدستوري الذي اتسم بانخفاض إقبال الناخبين.
واشنطن نقلت مخاوف بشأن إطار دستوري جديد “يضعف الديمقراطية التونسية ومدى أهمية المضي قدما في عملية إصلاح شاملة وشفافة لاستعادة ثقة الشعب التونسي”
وقال بلينكين: “شهدت تونس تآكلًا مقلقًا للمعايير الديمقراطية خلال العام الماضي وقلبت العديد من المكاسب التي حققها الشعب التونسي بشق الأنفس منذ عام 2011”.
ورفضت حكومة سعيّد ما وصفته بـ “التدخل غير المقبول في الشؤون الداخلية الوطنية ” بعد بيان بلينكن واستدعت المسؤول الكبير في السفارة الأمريكية في تونس.
وقال مكتب سعيد إن الزعيم التونسي رفض المزاعم التي طرحتها ليف في اجتماعهما و “دعا السلطات الأمريكية إلى الاستماع إلى نظرائها التونسيين لمعرفة حقيقة الوضع”.
وسعى المسؤولون الأمريكيون إلى دفع تونس بقوة مع تجنب القطيعة الكاملة مع دولة يُنظر إلى تعاونها في مكافحة الإرهاب على أنه عنصر حاسم في استراتيجية الولايات المتحدة في شمال إفريقيا.
انتقادات واشنطن العلنية أدت إلى زعزعة العلاقات الأمريكية- التونسية وردود فعل غاضبة من حكومة سعيد
وأشارت الصحيفة إلى أن تونس، التي يبلغ عدد سكانها قرابة 12 مليون نسمة، تقدر من جانبها الدعم العسكري الأمريكي وتحتاج إلى دعم أمريكا في سعيها لإبرام صفقة مع صندوق النقد الدولي.
وقالت سارة يرك، المسؤولة السابقة في وزارة الخارجية والتي تعمل الآن باحثة في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، إن سلسلة الزيارات الأمريكية إلى تونس والتصريحات العامة حول عمليتها السياسية كانت “فعالة لأنها سمحت لسعيد بمعرفة أن طرفاً ما يراقب ما يحدث”.
وأضافت “هذا النوع من قرع الطبول المستمر … يمنعه من دفع تونس إلى طريق أبعد” ، مشيرة إلى إمكانية أن يتخذ سعيد خطوات إضافية لتركيز السلطة في الرئاسة التونسية.
وتبنت إدارة بايدن موقفًا أكثر انتقادًا من حلفائها الأوروبيين ، الذين يركز الكثير منهم على ردع الهجرة عبر شمال إفريقيا. واقترحت إدارة بايدن، خفضًا كبيرًا للمساعدات العسكرية والاقتصادية الأمريكية لتونس.
سارة يرك: هناك مخاوف من إمكانية سعيد في اتخاذ خطوات إضافية لتركيز السلطة في الرئاسة التونسية
وقال المسؤول الكبير إن الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة التونسيين على صياغة ديمقراطية خاضعة للمساءلة بما في ذلك النقاش الحر والحريات و “إقامة ضوابط وتوازنات ضرورية لصحة جميع الديمقراطيات”.
ورفض وصف رد سعيد على رسالة ليف لكنه قال: “يجب أن يكون الأصدقاء قادرين على التحدث مباشرة مع بعضهم البعض”.
ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن ضغطهم قد يكون له تأثير في تجنب خطوات أكثر إشكالية، مثل حملة قمع أكثر دراماتيكية على وسائل الإعلام ومجموعات المجتمع المدني.
ونشرت الحكومة التونسية مشروع قانون انتخابي جديد، يقلص حجم البرلمان ودور الأحزاب السياسية. لكنها لم تتخذ ، كما كان يخشى بعض المسؤولين الأمريكيين ، خطوات أكثر إثارة للقلق مثل منع المرشحين المنتمين إلى أحزاب من المشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة، كما تخطط بعض جماعات المعارضة لمقاطعة التصويت.
وقال المسؤول الكبير إن إدارة بايدن رحبت بالقانون كخطوة نحو تمكين مشاركة واسعة في الانتخابات.
وقال المسؤول “إن عملية الإصلاح الشاملة والشفافة ضرورية للغاية للمضي قدما”.
شيئا فشيئا حتى عادت الديكتاتورية الي تونس وكأنه انقلاب عسكري بلا عسكر لكن ربما هذا هو نصيبنا الديكتاتورية وما هو أصعب هو أنها ستبقي جاثمة علينا الي أجل غير مسمى خاصة وأننا نحب كرسي الحكم ان لم يسحبه ملك الموت سيبقي حتي تبقي صورته .
لا فرق بين قيس سعيد والقدافي. الفرق الوحيد بينهما هو ان القدافي دخل الحكم في عز شبابه وسعيد دخل الحكم وهو شخص هرم.
يعني واشنطن تحب الحرية والخير للتوانسة او لان قيس لم يسير على ارادة امريكا ورفضه التطبيع المهم امريكا تسير نحو الاندثار
وهل تظن واشنطن انها لا زالت تخدع الشعوب لاكن الذي عرفه العالم انها هي من تصنع الدكتورية في أنحاء العالم عامة وفي بلاد المسلمين خاصة لأنها القوي ومع ذالك تكذب وتنافق وتراوغ على انها تحمي الديمقراطية وعلى أي مقراطية تتحدث ديمقراطية السيسي او ابن زيد او بن سلمان ومنهم قيس والكثير ممن تعلموا وتتلمدوا في واشنطن هذه هي الحقيقة ولا كن الذي لا يجب عليها ان تنساه واشنطن هو ما جرى لفرعون وابره وقوم عاد وثمود وغيرهم وما عند الله ببعيد
اقول لقيس سعيد ان ثورة الياسمين هربت بن علي الي السعودية وان البيع العربي لازال مشتعلا سيضعك في السجن والايام بيننا
” واشنطن “تقرع الطبول” و تونس ” تقرع العقول ” و تتعافى من العشرية السوداء اللتي تريد أغلب بلدان العالم إرجاعها لها …… تونس اليوم أفضل ديمقراطية من واشنطن و عدالتها أكثر إستقلال في العالم و أكثر بلد في حرية التعبير على الأرض
متى كانت أمريكا مهتمة بالشأن العربي أو التونسي ؟ تصريحاتها في واد وأفعالها في واد !!!
رغم الانتقاد الذي يبدو حادا لسياسة الرئيس التونسي قيس سعيد من طرف هذه المسؤولة والتي في العمق هي مع هذه السياسة ومع الديكتاتورية وهي من أجل ذر الرماد في العيون لانه في الاخير وكموافقة ضمنية من الإدارة الأمريكية على خطوات سعيد وتغوله تختتم المسؤولة كلامها ب:
“إن عملية الإصلاح الشاملة والشفافة ضرورية للغاية للمضي قدما”.
ماذا يعني هذا الكلام؟؟؟
اضن ان امريكا وراء ما حدث لتونس ، وتراجعها عن الديمقراطية ، أمريكا طلبت من الجمهورية الجزائرية ان تطلب من قيس سعيد إستقبال إبراهيم غالي المجرم ، لتضرب عصفورين بحجر واحد ، وهي تلعب على الخشبة السياسية بوجهين الصديق والعدو في نفس الوقت ، ولا ثقة في أعداء الأمة الإسلامية ، مع الاسف الشديد نحن من يهزم معنوياتنا بأنفسنا.
عندما ننظر قليلاً إلى الوراء نجد أن هناك نوعان من الدكتاتوريات : 1) دكتاتوريات غنيّة تسلب من شعوبها الحرية لكنها تضمن ظروفه المعيشية. القذافي و صدّام والأسد (قبل الحرب) كانوا يجسدون هذا النوع من الديكتاتوريات.
2) وهناك ديكتاتوريات مفلسة ماليّاً واقتصاديّاً وسياسيّاً، يتفرد فيها الحاكم، وليس معه مايمنحه لشعبه غير الأوهام والخطابات الناريّة وصوره الباهتة. تلك هي حال معظم الديكتاتوريات الأفريقية. فالدكتاتور الناجح يشبه الجنّي،في خيال الشعوب، قادر على الخير وقادر على الشرّ. وهذا هو سرّ هيبته. ماذا قدّم قيس سعيّد إلى شعبه؟