نيويورك: تعهدت واشنطن، الإثنين، بمواصلة استعدادها فرض عقوبات هائلة على الاقتصاد الروسي وزيادة المساعدات الدفاعية لأوكرانيا حال تعرض الأخيرة للغزو من قبل موسكو.
جاء ذلك في تصريحات أدلت بها، ليندا توماس غرينفيلد، مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأمم المتحدة بمقر المنظمة الدولية في نيويورك.
وقالت السفيرة الأمريكية: “إذا اختارت روسيا طريق الصراع فإن الولايات المتحدة والشركاء والحلفاء واضحون، نحن مستعدون لفرض عقوبات هائلة على الاقتصاد الروسي وتعزيز تواجد حلف شمال الأطلسي (ناتو) في دول خط المواجهة، وزيادة مساعدتنا الدفاعية لأوكرانيا”.
وأضافت: “نحن نراقب عن كثب حشود القوات الروسية على الحدود الأوكرانية.. وسوف تتحدد خياراتنا مع الشركاء والحلفاء وفقا للطريق الذي ستختاره روسيا خلال الأسابيع المقبلة”.
واستدركت غرينفيلد قائلة: “يظل هدفنا هو العثور على وسيلة دبلوماسية تدفعنا إلى الأمام وتجنبنا الصراع”، مضيفة “وقد التقيت، الأسبوع الماضي، بعض الأعضاء بمجلس الأمن الدولي، ونبقى على اتصال مكثف مع حلفائنا الأوروبيين”.
واستطردت: “وسوف تواصل الولايات المتحدة بذل قصارى جهدها لمنع التصعيد واعتماد الحوار ..لكن علي روسيا اتخاذ خطوات لإزالة التصعيد”.
وردا علي أسئلة الصحافيين بشأن مدى تصديقها لتصريحات بعض المسؤولين الروس بعدم وجود خطط لمهاجمة أوكرانيا، قالت السفيرة الأمريكية: “أتمني تصديقهم…و أتمنى أن يكون صحيحا أنه ليس لديهم خطط (للغزو).. لكن كل ما رأيناه حتى الآن يشير إلى أنهم يتحركون في هذا الاتجاه”.
وزادت: “إذا قررت موسكو عدم المضي قدما ،فسوف يكون ذلك أمرا جيدا ، لكننا سنواصل الاستعداد والتخطيط للاستجابة إذا قاموا بأي إجراءات ضد أوكرانيا”.
وأكد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرفي ريابكوف، في تصريح أدلى به عقب محادثات استمرت 8 ساعات مع نظيرته الأمريكية وندي شيرمان، في وقت سابق الإثنين، في جنيف أن بلاده “ليس لديها أي خطط لغزو أوكرانيا”.
وأضاف: “أوضحنا للزملاء الأمريكيين أنه لا خطط لدينا على الإطلاق لمهاجمة أوكرانيا ولا يمكن أن تكون هناك، وكل الإجراءات الخاصة بالتدريب القتالي تجري ضمن أراضي دولتنا”.
كندا تعرض المساعدة لخفض تصعيد الأزمة الروسية-الأوكرانية
إلى ذلك، أبلغت كندا، الولايات المتحدة الأمريكية، استعدادها لتقديم المساعدة بخصوص إجراءات الردع الأمريكية المحتملة ضد روسيا، من أجل تخفيف حدة الأزمة في أوكرانيا.
قدمت كندا العرض خلال اجتماع بين وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي ونظيرها الأمريكي أنتوني بلينكين في 31 ديسمبر/كانون أول الماضي، حسبما ذكرت شبكة “سي بي سي” الكندية، الإثنين.
وأفادت الشبكة أن بلينكين “استقبل الرسالة بشكل جيد”، وفقاً لمصدر مطلع.
كما تعمل واشنطن مع حلفائها، ومنهم كندا، لردع روسيا عن غزو شامل لأوكرانيا، حيث يتمركز ما يقرب من 100 ألف جندي روسي بالقرب من الحدود الشرقية لأوكرانيا.
وقالت جولي في تغريدة على “تويتر”، الخميس الماضي، إن روسيا ستواجه “عقوبات منسقة” إذا قامت بغزو أوكرانيا.
وتابعت: “كندا وحلفاؤها في(حلف شمال الأطلسي) الناتو متحدون في دعمنا لأوكرانيا وشعبها. يجب على روسيا خفض التصعيد والانخراط في حوار هادف. أي توغل عسكري في أوكرانيا ستكون له عواقب وخيمة، بما في ذلك العقوبات المنسقة”.
بدورها ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن الولايات المتحدة وحلفاؤها يستعدون لفرض عقوبات جديدة على روسيا، في محاولة لتهدئة الموقف، مشيرة إلى إمكانية فرض العقوبات “في غضون ساعات” من غزو روسيا لأوكرانيا.
وأفادت الصحيفة أن العقوبات قد تشمل عزل أكبر المؤسسات المالية الروسية عن المعاملات العالمية، وفرض حظر على بعض عمليات نقل التكنولوجيا الأمريكية، وتسليح المدافعين عن أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم دائرة الشؤون الدولية الكندية (GAC) جيسون كونغ، إن كندا فرضت بالفعل مجموعة واسعة من العقوبات الاقتصادية على أكثر من 430 فرداً وكياناً روسياً وأوكرانياً ممن سهّلوا انتهاك سيادة أوكرانيا، أو عرقلوا عمل المنظمات الدولية في أوكرانيا.
وأضاف كونغ، في بيان، إن كندا تواصل العمل مع الحلفاء والشركاء الدوليين بشأن إجراءات إضافية حول هذه المسألة.
وأكد أن جولي وكبار المسؤولين الحكوميين “ما زالوا على اتصال نشط مع شركاء الولايات المتحدة وأوروبا، كجزء من الجهود المنسقة لردع المزيد من العدوان الروسي ضد أوكرانيا ولتشجيع وقف التصعيد”.
ولفت أن كندا “حكيمة في نهجها بشأن متى تختار فرض العقوبات”، مضيفاً أن العقوبات “ليست سوى أداة دبلوماسية واحدة”.
وتركز كندا عملها مع دول أخرى على ممارسة الضغط الاقتصادي والدبلوماسي لمنع الحرب، كما يتواجد حوالي 200 جندي من أفراد القوات المسلحة الكندية في أوكرانيا، كجزء من مهمة تدريب دولية للمساعدة في تحسين المهارات القتالية للجنود الأوكرانيين.
ومؤخرا، وجهت الدول الغربية اتهامات إلى روسيا بشأن حشد قواتها بالقرب من الحدود الأوكرانية، وهددت واشنطن بفرض عقوبات على روسيا حال “شنها هجوما” على أوكرانيا.
من جهتها، رفضت روسيا الاتهامات بشأن تحركات قواتها داخل أراضيها، ونفت وجود أي خطط “عدوانية” لديها تجاه أوكرانيا.
(الأناضول)