بيروت ـ «القدس العربي» : تستمر أجواء الحذر في لبنان بعد التفجير الانتحاري الاخير الذي وقع على حاجز لقوى الامن الداخلي في ضهر البيدر في وقت تتواصل التحقيقات الامنية مع المشتبَه في انتمائهم الى جماعات إرهابية وعددهم أربعة بينهم فرنسيّ مُتحدّر من جزر القمر في ظل معلومات بأن السيارة التي انفجرت في ضهر البيدر هي واحدة من ثلاث سيارات مفخّخة يُعمل على كشفِها، فضلاً عن أنّ هناك تفتيشاً حثيثاً عن شاحنة محمّلة بثلاثة أطنان من المتفجّرات.
في غضون ذلك، سُجل دخول امريكا على الخط بعد التسريبات بأن مداهمة فندق نابوليون في الحمرا تمت بناء على معلومات امريكية، وأكد السفير الامريكي في لبنان دايفيد هيل «أنّ العمليات الامنية والانفجار يوم الجمعة وسقوط ضابط من قوى الأمن الداخلي وإصابة آخرين، يعيد تعزيز التزام الولايات المتحدة الامريكية بلبنان».
وأشار بعد لقائه رئيس الحكومة تمام سلام حيث ناقشا مواضيع عدة كدعم الولايات المتحدة للبنان وادارة انعكاسات الحرب في سوريا، إلى أنّ «المؤسسات الحكومية والأمنية في لبنان تعمل بجد وبفاعلية لمكافحة الإرهاب والحفاظ على الاستقرار»، مؤكدًا «الوقوف إلى جانبها والاستعداد لتقديم كل الدعم والمساعدة».
وأوضح هيل أن «هذا الوقت هو للعمل على إغلاق الثغرات لكي يُفسَحَ المجال لتعزيز أمن لبنان واستقراره»، لافتاً الى أنّ «التمسك بإعلان بعبدا واعتماد سياسة حقيقية بالنأي بالنفس عن الصراع في سوريا هما أمران ضروريان»، وشدّد « على وجوب ألا تُخاض معارك المنطقة في لبنان، وهذا يعني أنه ينبغي على اللبنانيين عدم الانجرار نحو المعارك التي تخاض من قِبَل الآخرين».
ورأى «أنّ هناك تحدياً آخر على اللبنانيين هو انتخاب رئيس»، موضحاً أنه «لكي تكون المساعدات الدولية فاعلة، يحتاج لبنان الى حكم يعمل بشكل كامل في الرئاسة والبرلمان والحكومة»، موضحاً «أنّ القرار يعود الى اللبنانيين، ولكن ثمن اللا قرار سيشعر به جميع من لهم مصلحة في استقرار لبنان وازدهاره».
تزامناً، شدّد رئيس المجلس النيابي نبيه بري على أن «على لبنان أن يحمي نفسه من «تحت إلى فوق»، داعياً « إلى العمل على انتخاب رئيس للجمهورية وعدم تعطيل المؤسسات والسير بنهج النكايات».
وإعتبر «أن ما يجري في المنطقة هو تقسيم حدود»، لافتاً الى «أن لبنان عصّي على الاعاصير التي تعصف بنا وفي المنطقة». وأوضح أنه «رغم الازمات والمشاكل التي نواجهها لا يفكرنّ أحد ان يبلع هذا البلد».
وشدد خلال لقائه في عين التينة وفد رؤساء روابط المخاتير في لبنان على وحدة اللبنانيين في وجه كل ما يجري، مؤكداً في الوقت نفسه ان «لبنان عائلة واحدة، وان طائفتنا هي طوائفنا جميعاً».
واذ اشار الى ما يحصل من فتنة مذهبية وطائفية، رأى أن «ما يجري اليوم في المنطقة هو ترسيم حدود اين منها سايكس بيكو».
وفي موقف متناغم مع الرئيس بري، قال رئيس الحزب «التقدمي الإشتراكي» النائب وليد جنبلاط « أما وان المنطقة العربية والشرق الأوسط قد سقطتا في أتون الحروب والفوضى العارمة، وأما ان معظم الحدود العربية واﻻقليمية قد زالت في المساحة التي كانت مسماة الهلال الخصيب، فإنه بات من الملح والضروري أكثر من أي وقت مضى أن نتجاوز على المستوى اللبناني جانباً من الخلافات السياسية الحادة ونسعى لتوحيد الرؤيا في مواجهة التطورات الخطيرة والمتسارعة اﻵتية علنا نحافظ على لبنان الجنرال غورو قبل أن نندم ويكون قد فات اﻷوان».
وفي موقفه الأسبوعي لجريدة «اﻷنباء» اﻻلكترونية قال جنبلاط إن: «المتغيرات الكبرى والمنعطفات التاريخية التي تشهدها المنطقة العربية هي بمثابة تحوﻻت غير مسبوقة ﻻ سيما مع إرتداء النزاعات المشتعلة الطابع المذهبي ما يحتم على اللبنانيين بناء مقاربات جديدة أقله لتنظيم الخلاف السياسي بين مختلف الفرقاء واﻻسراع في إنتخاب رئيس جديد للجمهورية تلافيا ﻻطالة أمد الشغور الرئاسي والتعثر المؤسساتي في مرحلة حساسة ﻻ تحتمل ممارسة الترف السياسي!».
سعد الياس