واشنطن تدعم إسرائيل وتدعي إغاثة غزة.. “ميناء بايدن ليس كافياً وسيأخذ شهرين لإنجازه بينما يبلغ الجوع مستويات كارثية”

حجم الخط
0

لندن ـ “القدس العربي”:

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” مقالا لكاتب العمود فيها، نيكولاس كريستوف، بعنوان “ميناء بايدن في غزة ليس كافياً”، قال فيه إن خطط الرئيس جو بايدن وأمره القوات الأمريكية ببناء ميناء مؤقت لتوصيل المساعدات إلى غزة عن طريق البحر فكرة مرحب بها، ولكن أكد أنها غير كافية على الإطلاق.

واعتبر الكاتب أنها “مثل عمليات إسقاط المواد الغذائية جوا التي أعلن عنها بايدن سابقا، تبدو له أنها أشبه بالتقاط الصور الفوتوغرافية أكثر من كونها جهدا شاملا لمعالجة الأزمة الإنسانية التي ساعدت الولايات المتحدة في خلقها”.

وشدد الكاتب على أن “بايدن أيد بقوة ما اعترف بأنها حرب “مبالغ فيها” تشنها إسرائيل في غزة، حيث تزود الولايات المتحدة إسرائيل بالأسلحة وتحميها دبلوماسيا في الأمم المتحدة.. لذا، فنحن نؤيد الحرب، ولكننا أيضا نقوم الآن ببذل جهود إغاثة لتخفيف عواقبها”.

مثل عمليات إسقاط المواد الغذائية جوا التي أعلن عنها بايدن سابقا، تبدو فكرة الميناء أشبه بالتقاط الصور الفوتوغرافية أكثر من كونها جهدا شاملا لمعالجة الأزمة الإنسانية التي ساعدت الولايات المتحدة في خلقها

وقال كرسيتوف إن الميناء أو المنفذ البحري “يمكن أن يكون مفيدا بالفعل، لكن صحيفة “نيويورك تايمز” نقلت عن مسؤولين قولهم إن إعداده قد يستغرق أكثر من شهر أو شهرين. وقد توفي 20 شخصا في غزة بالفعل بسبب سوء التغذية والجفاف، مع وصول الجوع إلى “مستويات كارثية”، وفقا للأمم المتحدة”.

وأكد الكاتب على أنه عندما يعاني الأطفال من سوء التغذية الحاد، يمكن أن تتسارع الوفيات بسرعة، وقد يأتي الميناء بعد فوات الأوان بالنسبة للعديد منهم. وبالمثل، فإن عمليات الإنزال الجوي أفضل من لا شيء، لكنها صغيرة. وشملت عملية الإنزال الجوي الأولى 38,000 وجبة، أو وجبة واحدة لأقل من 2% من سكان غزة”.

ولفت إلى أن ميزة الإغاثة البحرية “تتمثل في أن السفن يمكنها تقديم مساعدات أكثر بكثير من عمليات الإنزال الجوي. لكن عمال الإغاثة يقولون إن المشكلة الحقيقية هي أن إسرائيل تفرض عملية تفتيش تعيق توصيل المساعدات إلى غزة بالشاحنات ثم تستهدف ضباط الشرطة المدنية (لأنهم ينتمون إلى حماس)، لذا فهم غير راغبين في حماية شحنات المساعدات”.

وذكر أن تقارير الأمم المتحدة تشير إلى أن إسرائيل هاجمت في بعض الأحيان قوافل المساعدات التابعة لها ومنعتها، حتى لو كانت قد حصلت مسبقا على موافقة السلطات الإسرائيلية لإيصال المساعدات.

واعتبر أن الإنزال الجوي والميناء البحري لا يحلان مشاكل التوزيع هذه. وأكد “أنه ليس من الواضح تماما كيف سيتم نقل المساعدات الواردة إلى الميناء عبر غزة إلى الأماكن التي يكون فيها الجوع على أشده، أو من سيحمي القوافل، أو كيف ستتم إدارة التوزيع النهائي. ومن الواضح أن إسرائيل ستواصل فحص المساعدات القادمة عن طريق البحر، الأمر الذي لا يبعث على الثقة”.

وزعم “صحيح أن حماس قامت بتخزين المواد الغذائية التي يمكنها تقاسمها وأن حماس يمكن أن تنهي الحرب بالاستسلام. لكن الولايات المتحدة ليس لها تأثير على حماس. ولديها نفوذ على إسرائيل، باعتبارها مورد الأسلحة والحامي الدبلوماسي لها”.

وتساءل الكاتب: هل سيكون بايدن على استعداد لاستخدام نفوذه للضغط على إسرائيل لتسريع المساعدات الغذائية إلى غزة؟ وأكد أن “هذا يعني التوقف عن استخدام حق الفيتو ضد قرارات الأمم المتحدة الخاصة بإسرائيل، وإبطاء المساعدات العسكرية، والتحدث مباشرة إلى الشعب الإسرائيلي. وهذا هو أفضل أمل لتجنب المجاعة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية