واشنطن: قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير اليوم الخميس إن الولايات المتحدة تتوقع إدخال وقود ومساعدات أخرى إلى قطاع غزة عبر الرصيف العائم خلال الأيام المقبلة.
وأضافت أن البيت الأبيض لا يزال قلقا إزاء إدخال المساعدات إلى غزة عبر عمليات إغاثة محدودة.
وفي وقت سابق الخميس، قالت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) في بيان “قام أفراد القيادة المركزية الأمريكية الذين يدعمون المهمة الإنسانية لتوصيل مساعدات إنسانية إضافية إلى المدنيين الفلسطينيين المحتاجين، بتثبيت رصيف مؤقت على الشاطئ في غزة”.
وقال قائد القوات البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط الأدميرال براد كوبر لصحافيين في واشنطن “أعتقد أن حوالي 500 طن (من المساعدات) ستصل في اليومين المقبلين”.
وأضاف “إنها كمية كبيرة جدا، وهي موزّعة الآن على العديد من السفن”.
وأكد جيش الاحتلال الإسرائيلي بدوره إنجاز أعمال تثبيت الميناء العائم، مؤكدا أنه “خلال الأيام المقبلة، سيبدأ دخول الشاحنات” من المنصة البحرية إلى القطاع الفلسطيني المحاصر.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن في آذار/مارس إنشاء هذا الميناء بكلفة لا تقل عن 320 مليون دولار، في إطار الجهود الدولية للالتفاف على القيود التي تقول المنظمات الدولية إن إسرائيل تفرضها على إدخال المساعدات براً الى القطاع.
وعادة ما يكون الإجراء الأمريكي من هذا القبيل للتعامل مع أزمة إنسانية تسببت بها نشاطات دولة معادية للولايات المتحدة، وليس أحد أوثق حلفائها، كما هو الواقع مع إسرائيل.
ويجري تفتيش سفن المساعدات في قبرص قبل انطلاقها. ثم يتم تحميل المساعدات على متن شاحنات بعيد وصولها إلى الميناء. وأكد كوبر أنه بمجرد وصولها إلى اليابسة سيتم تفريغها ونقلها إلى القطاع في غضون ساعات.
وأوضح “هناك آلاف الأطنان من المساعدات الآتية. نحن نرى تدفق كميات كبيرة من المساعدات إلى قبرص لتوزيعها”.
وأشار كوبر الى أن “حوالي ألف جندي وبحار أمريكي مشاركون في العملية، لكنهم معنيون فقط بالرصيف وليس بعملية التسليم التي ستتولاها الأمم المتحدة”، مضيفا “لن تكون هناك قوات عسكرية أمريكية على الأرض في غزة”.
90 شاحنة يومياً
وحذّرت الأمم المتحدة من مجاعة تلوح في الأفق في غزة حيث تقول إن الغالبية العظمى من سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة نزحوا منذ بداية الحرب قبل سبعة أشهر.
وتؤكد الأمم المتحدة والمنظمات الدولية أن إيصال المساعدات عن طريق البحر أو إلقاءها من الجو لا يعوّض عن فتح المعابر البرية والسماح بدخول المزيد من شاحنات المساعدات إلى غزة.
ويبقى معبر رفح الحدودي مع مصر، وهو نقطة العبور الأساسية للمساعدات عن طريق البرّ، مغلقا منذ سيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلي عليه في السابع من أيار/مايو.
وأتى التوغل الإسرائيلي في مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة، بعد أسابيع من التهديد بمهاجمتها، على رغم تحذيرات الولايات المتحدة وأطراف دولية أخرى بشأن مصير نحو 1,4 مليون فلسطيني كانوا موجودين فيها، نزحت غالبيتهم من مناطق أخرى بسبب الحرب.
وأتى الإعلان عن إنجاز الميناء الخميس غداة تأكيد الحكومة القبرصية أن السفينة الأمريكية جيمس أ. لوكس غادرت الجزيرة المتوسطية وهي تحمل على متنها مساعدات إنسانية و”معدات فنية لتفريغ ونقل المساعدات إلى الرصيف”.
وقال المتحدث باسم الحكومة القبرصية كونستانتينوس ليتيمبيوتيس “من المتوقع مغادرة حمولات جديدة لنقل المساعدات الإنسانية بما في ذلك المواد الغذائية والإمدادات الطبية ومواد للنظافة ومآو مؤقتة”، مشيرا إلى أن “الأمم المتحدة ستتسلم المساعدات وتتولى توصيلها”.
وأعلنت بريطانيا الأربعاء مغادرة أول شحنة تضم نحو 100 طن من المساعدات الإنسانية المخصصة لغزة.
وأضافت أن هذه الشحنة ستشمل على وجه الخصوص “8400 وحدة” لمآوٍ مؤقتة مصنوعة من الأغطية البلاستيكية.
وأشارت الى أن الميناء سيبدأ العمل بتسهيل إيصال حمولة نحو 90 شاحنة من المساعدات يومياً، على أن يتم رفعها الى 150 يومياً بمجرد تشغيله بكامل طاقته، دون تقديم جدول زمني واضح لذلك.
وذكرت لندن أن الممر البحري “ليس بديلا عن المساعدات التي يتم تسليمها عبر الطرق البرية، والتي تظل الطريقة الأسرع والأكثر فعالية لإيصال المساعدات التي تشتد الحاجة إليها إلى غزة”.
(وكالات)