وجه الرئيس

حجم الخط
0

اذا كنا اعتقدنا أن قضية قصاب حضيض لمرة واحدة، واذا كنا أملنا أن تكون ولاية شمعون بيرس قد أعادت الى بيت الرئيس كرامته، فقد جاءت المنافسة الحالية على الرئاسة فأحدثت حضيضا لم يخطر حتى في بالنا، ولا سيما ذاك الذي يمكن أن يتصل باولئك الذين يرون أنفسهم أعلى من الشعب ويستحقون لقب المواطن الاول لدولة اسرائيل.
إن القضية الجديدة، التي اضطرت مرشح حزب العمل الى ترك المنافسة، تظهر مثل ذراع اخرى لأخطبوط الفساد الذي تحقق فيه شرطة اسرائيل في هذه الايام، والشخصيات الرئيسة فيه معروفة لنا جيدا. فاذا تبين أن كل ذلك صحيح فان الحديث عن درك آخر من فساد الحكم. وفي الظروف التي نشأت فعل فؤاد الفعل المطلوب حينما أعلن اعتزاله دون أن ينتظر نتائج التحقيق.
يصعب أن نصدق مبلغ إهانة مؤسسة الرئاسة التي حدثت هنا في الاشهر الاخيرة. والشعور بالاشمئزاز الذي نجحت المنافسة الحالية في إثارته. ويا لها من خيبة أمل واحتقار بل إهانة يشعر بها الجمهور الاسرائيلي الذي يستيقظ في كل صباح على فضيحة جديدة.
توجد شهوة الى الصراخ دون المس بالبراءة الأصلية للمشتبه فيه الحالي: أيها الفاسدون، ضقنا بكم ذرعا! ويبدو أن هذه الكلمات لم تكن قط جد صحيحة كما هي في هذه الايام حينما يضطر اولئك الذين رأوا أنفسهم مرشحين الى أن يعتزلوا المنافسة واحدا بعد آخر بسبب شبهات جنائية، في مجال الجنايات الجنسية أو في مجال طهارة الاخلاق. ألا يوجد ساسة نظيفو الأيدي؟ وهل يقل بين الساسة اولئك الذين لا يفتح ترشحهم فورا صندوق الأوبئة وينشيء تحقيقا جنائيا؟ وكيف يتجرأ اولئك الاشخاص الذين دُهنت رؤوسهم بالزبدة على الخروج في الشمس أصلا؟ أوليس الحديث عن كسوف اخلاقي لهم، أوليس ذلك إهانة اخلاقية وقيمية للمجتمع الاسرائيلي كله الذين ينبت هؤلاء المرشحين؟ لأنه لا يمكن من غير ذلك أن نُبين ما يحدث هنا في الاشهر الاخيرة، من قضية سلفان شالوم الى قضية فؤاد، ومن يعلم ماذا سيلد هذا اليوم وما الذي ينتظرنا في يوم الانتخابات بعد غد. أو بعبارة اخرى ما هي الفضيحة المتصلة ببعض المرشحين التي ستنفجر في وجوهنا؟.
لا ينقضي أي شيء حتى ينقضي. ويبدو مع كل ذلك أنه مع اعتزال فؤاد للمنافسة زادت احتمالات أن ينتقل مئير شتريت وداليا ايتسيك الى الجولة الثانية إلا اذا فاجأ ريفلين وحصل في الجولة الاولى على ما يكفي من الاصوات ليتم انتخابه. وقد ساء وضع ريفلين في الجولة الثانية خاصة لأنه لو نافس فؤاد لفاز بيقين بأصوات لبيد الذي أعلن أنه لن يؤيد ألبتة فؤاد بسبب قانون التجنيد. ولو كان يوجد برلمان أكثر طبيعية ومرشحون خارجيون أكثر جاذبية فلربما كان النفور العام سيؤثر، لكن كوجه البرلمان وهو لا يبشر بالخير.
واذا كانت هذه هي حال المرشحين فربما كان رئيس الوزراء على حق حينما اقترح – وإن لم يكن ذلك لهذه الاسباب – الغاء مؤسسة الرئاسة كليا. وقد يكون هذا هو السبب ايضا الذي جعلهم في حزب العمل يحتارون أمس هل يؤيدون مبادرة رئيس الكنيست يولي ادلشتاين الى تأجيل الانتخابات اسبوعين في محاولة لايجاد مرشح بديل مناسب يستطيعون الاتحاد حوله.
ومع كل ذلك توجد بقعة ضوء واحدة في الاحداث الحالية كلها لأنه برغم الحيرة والشعور بالعار الذي يثيره انتخاب من سيمثل وجه الدولة الجميل، فانه من الجيد أن تتم هذه الغربلة قبل الانتخابات، ويبدو أن هذا هو الدرس الرئيس الذي تم استخلاصه من قضية قصاب.

يديعوت 8/6/2014

سيما كدمون

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية