الدوحة ـ “القدس العربي” : قال وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن بلاده جاهزة “للدخول في حوار إيجابي عقلاني بناء بشأن الأزمة الخليجية” طالما كانت دول الحصار مستعدة لذلك، مؤكدا أنه “لا توجد أي بوادر لتغير في المواقف، ولا يوجد خطوات تثبت تغيير دول الحصار لمنهجيتها في التعامل مع الأزمة الخليجية، نفس المنهجية ونفس الآلية المتبعة”.
ونفى رئيس الدبلوماسية القطرية، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرغاي لافروف الذي يزور الدوحة حاليا، وجود أية تحركات دبلوماسية جديدة لتسوية الأزمة الخليجية، وأكد أنه “لا يوجد حتى الآن أي تحركات جديدة في إطار الأزمة الخليجية سوى الجهود التي تقوم بها الكويت “، مشيرا إلى أن نظيره الروسي يؤكد على دعم بلاده للوساطة الكويتية لحل الأزمة الخليجية.
وتشهد منطقة الخليج حاليا توترا داخليا بقطع كل من السعودية والإمارات والبحرين بالإضافة إلى مصر، في 5 يونيو/ حزيران 2017، جميع العلاقات الدبلوماسية مع قطر وفرض حصار عليها.
وزيرا خارجية قطر وروسيا يؤكدان على التزامهما بالحل السياسي في سوريا
وتتهم هذه الدول السلطات القطرية بدعم الإرهاب وزعزعة الاستقرار في المنطقة، لكن الدوحة تنفي بشدة هذه الاتهامات، مؤكدة أن هذه الإجراءات غير مبررة وتقوم على مزاعم وادعاءات لا أساس لها من الصحة.
على صعيد الملف السوري، قال وزير الخارجية القطري، إن “موقف بلاده لم يتغير إزاء وأضاف آل ثاني أن موقف بلاده لم يتغير إزاء عودة سوريا إلى حضن الجامعة العربية”، و”إن التوصل لحل سياسي في سوريا هو الخيار الوحيد للبلد الذي مزقته الحرب”. مؤكدا “وجود أسباب لتعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية”، وأردف أن هذه الأسباب “ما زالت قائمة”. كما أوضح وزير الخارجية القطري قائلا “سبب تحفّظ قطر على عودة سوريا للجامعة العربية ذكرناه سابقا وهو إيجاد حل سياسي يرضي الشعب السوري بحيث يكون مقعد سوريا لقيادة سياسية تمثل الشعب السوري كافة”.
من جهته أشاد لافروف بدور المبعوث الأممي إلى سوريا، والاتصالات في إطار رباعية روسيا وتركيا وألمانيا وفرنسا. وقال إنه في “ظل وجود مثل هذه الشبكة المتشعبة من الاتصالات التي يجب ويمكن أن تؤدي إلى إنجاح جهود التسوية السورية، لا داعي لخلق مجموعة أخرى”. موضحا بقوله “لا أرى حاجة لتشكيل أي مجموعات عمل حول سوريا، هناك صيغة أستانا المتعارف عليها من قبل الجميع”.
وقال وزير الخارجية القطري إنه بحث الشأن السوري والليبي والفلسطيني مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وأكد على ضرورة بقاء ليبيا موحدة وجيش ليبي موحد. كما ثمن محمد بن عبد الرحمن الدور الذي لعبته روسيا في الشهر الماضي حيث جمعت الأطراف الفلسطينية لإنهاء الانقسام.
وفي هذا الشأن قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن بلاده مستعدة لاستقبال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في موسكو، لبدء حوار دون شروط مسبقة. وأضاف لا فروف “نحن أكدنا مرارا، موقفنا المطروح عن اهتمام روسيا بتجاوز الطريق المسدود في هذه التسوية بأسرع وقت ممكن”.
على صعيد آخر، قال الوزير القطري إنه لم يتم اتخاذ قرار بعد بخصوص شراء قطر نظام إس-400 الدفاعي الصاروخي الروسي، وهو اتفاق محتمل أفادت تقارير بأنه أثار معارضة من السعودية. وأضاف “هناك مناقشات جارية بشأن شراء عتاد روسي متنوع ولكن ليس هناك تفاهم بعد بخصوص هذا النظام (إس-400) بوجه خاص”. وقال الوزير القطري أن “فريقا فنيا سيقدم توصيات بشأن اتفاق التعاون الدفاعي مع روسيا”.