بيروت ـ «القدس العربي»: حرّكت وزيرة الداخلية الجديدة في لبنان، ريّا الحسن، المياه الراكدة في موضوع الزواج المدني من خلال إعلان تأييدها لهذا الزواج، ما أثار عاصفة من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، معظمها مؤيد وبعضها معارض. فالوزيرة ريّا الحسن أعلنت في مقابلة مع قناة «يورونيوز» أنّها «تحبّذ شخصياً أن يكون هناك إطار للزواج المدني». وقالت «هذا الأمر سأتحدث فيه وسأسعى لفتح الباب لحوار جدي وعميق حول هذه المسألة مع كل المرجعيات الدينية وغيرها، وبدعم من رئيس الحكومة سعد الحريري حتى يصبح هناك اعتراف بالزواج المدني».

معترضون اعتبروها لا تنتمي إلى الإسلام والسنّة… وبولا يعقوبيان: أفتخر بقولها للحق

وعلى الفور، قاد البعض حملة ضد وزيرة الداخلية على مواقع التواصل، داعين الى ما وصفوه بـ»يوم غضب» أمام بلدية طرابلس رفضاً لموقف الحسن ولقرارها بإزالة أكشاك الفقراء. وكتب سليم على حسابه «ريا الحسن لا تنتمي لسنّة لبنان، فالإسلام يحرّم ما يسمى بالزواج المدني… لماذا لم تكن وزيرة عن المجتمع المدني وأخذت مقعداً زوراً من السنّة؟ لماذا الإصرار على تشويه صورة السنّة؟ فبعد رلى الطبش أتى دور ريا الحسن، إذا كان تيار المستقبل علمانياً لماذا الترشح عن مقاعد السنّة؟». وقال أحمد الغر « الزواج المدني سيكون نقطة سوداء في تاريخ سعد الحريري فليتق الله ربه! كفانا مسخرة! «. ورأى خليل الكجك أن «التعريف المبسّط للزواج المدني هو: زنى صريح وعلني ويخالف جميع الأديان السماوية، والشرع الإسلامي».
وتعليقاً على هذه الحملة، غرّدت النائبة بولا يعقوبيان عبر حسابها على «تويتر»، قائلة: « أشعر بالافتخار كمواطنة لبنانية بوزيرة الداخلية ريا الحسن، ليس فقط لنزاهتها واجتهادها بل لجرأتها على قول الحق مهما كانت كلفته. الأبواق التي تنال منها هي مجرد أصوات تخاف على مكتسبات مادية وليست تنتصر لدين! أنتم تكذبون وريّا صادقة، أنتم تعترفون بالزواج المدني وبكل مفاعيله #بكفي». وأضافت يعقوبيان « تمنعون عن الفقير حرية التفكير والاختيار فكل من يمتلك قدرة الوصول إلى قبرص أو تركيا ودفع الرسوم لقبرص وتركيا او تونس وفرنسا يستطيع عقد زواج مدني، ويسجّل زواجه وأولاده هذه الزيجات هي بالآلاف في لبنان #بكفي تدجيل وضحك على شعبكم. #لبنان دولة مدنية وكل الأحرار #ريا_الحسن».
وقالت الإعلامية رابعة الزيات «كمواطنة تؤمن بضرورة فصل الدين عن الدولة وحقوق الإنسان أدعم وأؤيّد موقف #ريا_الحسن في موضوع الزواج المدني». ورأى أدهم حسنية أنه «كل ما طلع مسؤول/ة بلبنان حكولن شوية مواقف تقدمية ولمّحوا انن رح ياخدوا قرارات إصلاحية، بتوقفلن بالمرصاد القوى الظلامية الرجعية التكفيرية. نعم #الزواج_المدني حق وكل التضامن مع الوزيرة #ريا_الحسن بوجه التكفيريين».
وكتبت مرمورة «دعوات من ناشطين على الفيسبوك بيوم الغضب والتظاهر أمام بلدية طرابلس هلأ تأكدت إنو ريا الحسن مبلشة صح». ولاحظت محاسن حلبي أنه «ما إن صرحت وزيرة الداخلية عن وضع الزواج المدني على طاولة النقاش حتى بدأت حملات التحريم. الزواج عبارة عن عقد برضى المتعاقدين، عرض وقبول يعني، يعني عقد مدني لو رجال الدين بيتركوا حرية الاختيار للشباب وبركزوا على قضايا الفقر وما ينتج عنها من تعاطي مخدرات وسرقة بكون أحسن». وكان مجلس الوزراء اللبناني أقرّ بغالبية الثلثين الزواج المدني الاختياري في عهد الرئيس الأسبق الياس الهراوي، إلا أن الرئيس رفيق الحريري رفض التوقيع على المرسوم. ثم سمح وزير الداخلية الاسبق العميد مروان شربل بتسجيل عقود الزواج المدني في وزارة الداخلية في عام 2013 استناداً الى المرسوم 1936 الذي يشير الى الزواج المدني الفرنسي.