الرباط- “القدس العربي”:
اعتبرت وزيرة مغربية أن عقد الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في مراكش من 9 إلى 15 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، يشكّل “لحظة حاسمة” بالنسبة للقارة الإفريقية التي تواجه تحديات متعددة، لاسيما التغير المناخي والأمن الغذائي والصحة والتوترات الجيوسياسية، معربةً عن أملها في أن تسهم الاجتماعات السنوية في المغرب في بلورة “حلول حقيقية” ترقى إلى مستوى التحديات الراهنة.
وعقدت وزيرة الاقتصاد والمالية، نادية فتاح، الأربعاء في واشنطن، اجتماعات مع رئيس مجموعة البنك الدولي، أجاي بانغا، والمديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا غورغييفا، قبيل انعقاد الاجتماعات السنوية لهاتين المؤسستين الدوليتين في مراكش.
Wonderful to meet with 🇲🇦 Minister @FettahNadia today. It was a great opportunity to discuss final preparations for the 2023 @WorldBank-IMF Annual Meetings that kick off in Marrakech in just over a week! pic.twitter.com/Nf7UvHJ8Za
— Kristalina Georgieva (@KGeorgieva) September 27, 2023
كما أجرت الوزير المغربية مباحثات مع مختار ديوب، المدير العام لمؤسسة التمويل الدولية، التي ستعقد اجتماعها السنوي أيضا في مراكش من 12 إلى 14 تشرين الأول/ أكتوبر، موازاة مع الاجتماعات المشار إليها آنفا.
ونقلت عنها وكالة الأنباء المغربية قولها إن سلسلة المباحثات شكلت فرصة لاطلاع مسؤولي تلك المؤسسات المالية الدولية على البرنامج الاستعجالي الذي تم إطلاقه بتعليمات من العاهل المغربي من أجل إعادة إيواء المتضررين والتكفل بالفئات الأكثر تضررا جراء زلزال “الحوز”، والبرنامج الطموح الهادف إلى إعادة إعمار هذه المنطقة بميزانية إجمالية توقعية تقدر بـ120 مليار درهم (حوالي 11 مليار و639 مليون دولار أمريكي) على مدى خمس سنوات. وأضافت الوزيرة المغربية قولها إن السلطات وفرت حلولا فورية للأهالي المتضررين، لتلبية احتياجاتهم الفورية وعلى المدى المتوسط.
The IMF, @worldbank, and Morocco 🇲🇦 are looking forward to welcoming the world to Marrakech in October! See you there! https://t.co/6qXfV7VE6c
— Kristalina Georgieva (@KGeorgieva) September 26, 2023
ولدى حديثها عن الاجتماعات السنوية المقبلة، أكدت الوزيرة نادية فتاح أن المؤسسات المالية الدولية “سعيدة جدا” بعقد لقاءاتها السنوية في مراكش، موضحة أن هذه المدينة “جاهزة لاستضافة الحدث الدولي الكبير في أفضل الظروف”، ومبرزة أن المباحثات التي أجرتها مع كبار مسؤولي صندوق النقد الدولي والبنك الدولي مكنت من الوقوف على المواضيع الرئيسية التي ستتم مناقشتها خلال الاجتماعات المقبلة.
وسيشارك في الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي في مراكش مندوبون عن 190 دولة عضو في هاتين المؤسستين الدوليتين، من بينهم قادة القطاع العام (البنوك المركزية، وزارات المالية والتنمية، والبرلمانيون) والقطاع الخاص، بالإضافة إلى ممثلين عن منظمات المجتمع المدني وخبراء من الأوساط الجامعية. وتعد هذه المرة الأولى التي تنعقد فيها هذه الاجتماعات في القارة الإفريقية، وذلك منذ 50 عاما.
في السياق نفسه، صدر بيان عن رئيس البنك الدولي أجاي بانغا، ومدير عام صندوق النقد الدولي وكريستالينا غورغييفا، ووزيرة الاقتصاد والمالية للمملكة المغربية نادية فتاح العلوي، جاء فيه أنه “منذ وقوع الزلزال المدمر في المغرب بتاريخ 8 سبتمبر/ أيلول، عمل خبراء البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بالتنسيق عن كثب مع السلطات المغربية وفريق من الخبراء على وضع تقييم شامل لقدرة المغرب على استضافة الاجتماعات السنوية لعام 2023. وقد راعى هذا التقييم اعتبارين أساسيين، ألا وهما عدم عرقلة جهود الإغاثة وإعادة الإعمار الحيوية بسبب الاجتماعات، وإمكانية ضمان سلامة المشاركين. وبناء على المراجعة الدقيقة للنتائج، قررت الإدارة العليا لكل من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والسلطات المغربية المضي قدما في عقد الاجتماعات السنوية لعام 2023 في مراكش خلال الفترة 9-15 أكتوبر/ تشرين الأول، مع تعديل محتوى الاجتماعات في ضوء الظروف الراهنة”.
وأضاف البيان أنه “بينما نتطلع إلى الاجتماعات، من الأهمية القصوى ألا يعوق انعقادها جهود الإغاثة الجارية وأن تراعي الضحايا والشعب المغربي. وفي هذه اللحظة بالغة الصعوبة، نؤمن أن الاجتماعات السنوية ستتيح الفرصة كذلك للمجتمع الدولي للوقوف إلى جانب المغرب وشعبه اللذين أثبتا مجددا صلابتهما في مواجهة الفواجع. ولا نزال ملتزمين أيضا بضمان سلامة جميع المشاركين”.
🌍🇲🇦 Marrakech is ready to welcome 14,000 participants to the Annual Meetings of the @IMFNews and @WorldBank, and @RAM_Maroc is ready to make it happen, playing a pivotal role in bringing together participants from every corner of the world. ✈️ pic.twitter.com/mI4pxddT58
— MoroccoAM2023 (@MoroccoAM2023) September 22, 2023
ويضطلع البنك الدولي بدور أساسي في الجهود العالمية الهادفة إلى القضاء على الفقر المدقع وتعزيز الرخاء المشترك. ويعمل في أكثر من 100 بلد عضو لتقديم التمويل والمشورة وحلول أخرى بهدف تمكين البلدان من معالجة تحديات التنمية الأكثر إلحاحاً.
أما صندوق النقد الدولي فيعمل على تحقيق النمو والرخاء على أساس مستدام لجميع بلدانه الأعضاء البالغ عددها 190 بلدا عضوا. ويضطلع بهذه المهمة عن طريق دعم السياسات الاقتصادية التي تعزز الاستقرار المالي والتعاون في المجال النقدي اللذين يمثلان بدورهما ضرورة للإنتاجية وخلق الوظائف والرفاهية الاقتصادية. ويُعهد بإدارة الصندوق ومساءلته إلى بلدانه الأعضاء.