لندن ـ “القدس العربي”:
أثار وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الجمعة، السخرية والاتهامات بأنه هو الجاهل بالتاريخ وليس نائبة رئيس الوزراء الإسباني، التي وصفها بـ”الجاهلة”. وجاء في تغريدة نشرها كاتس على حسابه على “أكس” لتبرير قراره بمنع القنصلية الإسبانية العامة في القدس من تقديم خدماتها للفلسطينيين، بأنه كان “ردا على اعتراف إسبانيا بالدولة الفلسطينية والدعوة المعادية للسامية، التي أطلقتها نائبة رئيس الوزراء الإسباني ليس فقط للاعتراف بالدولة الفلسطينية بل ‘لتحرير فلسطين من النهر إلى البحر’، قررت قطع العلاقة بين التمثيل الإسباني في إسرائيل والفلسطينيين، ومنع القنصلية الإسبانية في القدس من تقديم الخدمات للفلسطينيين من الضفة الغربية”.
وأضاف: “إذا كانت هذه الشخصية الجاهلة (نائبة رئيس الوزراء الإسباني) المليئة بالكراهية تريد أن تفهم ما الذي يسعى إليه الإسلام الراديكالي حقا، فعليها أن تدرس 700 عام من الحكم الإسلامي في الأندلس – إسبانيا اليوم”.
In response to Spain’s recognition of a Palestinian state and the antisemitic call by Spain’s Deputy Prime Minister to not just recognize a Palestinian state but to ‘liberate Palestine from the river to the sea,’ I have decided to sever the connection between Spain’s…
— ישראל כ”ץ Israel Katz (@Israel_katz) May 24, 2024
ويظهر كاتس، الذي يتحدث عن الكراهية ولا يتوقف هو وغيره من المسؤولين الإسرائيليين عن رفع “فزاعة معاداة السامية”، جهلا كبيرا وتناقضا واضحا، على اعتبار أنه خلال حكم المسلمين للأندلس، عاش اليهود في فترة أمان كبيرة، بل وكانت لهم مناصب عليا كوزراء، وبرز حضورهم في جميع مناحي الحياة. في المقابل تعرضوا للاضطهاد والإبادة بعد سقوط حكم المسلمين، ووصول الحكام المسيحيين الكاثوليكيين خاصة خلال ما سميت بحروب الاسترداد، التي أجبر من بقي فيها من المسلمين واليهود في الأندلس على التحول إلى المسيحية أو القتل، والتهجير. وقد تحول عدد من اليهود قسرا للمسيحية، بينما اختار عشرات الآلاف من اليهود – مثل المسلمين – الهروب من إسبانيا، وقد وجدوا ملاذات آمنة لهم في مناطق المسلمين، وخاصة في شمال إفريقيا القريبة، وبشكل خاص المغرب والجزائر وتونس. كما اختار العديد منهم اللجوء إلى مناطق سيطرة الخلافة العثمانية، وبينها العاصمة اسطنبول. وقد لعب المسلمون حتى دورا في إجلائهم من إسبانيا.
وفي عام 2014، مُنح أحفاد اليهود الذين جرى نفيهم من الأندلس الجنسية الإسبانية، دون أن يُطلب منهم الانتقال إلى إسبانيا أو التخلي عن أي جنسية أخرى قد تكون لديهم في ذلك الوقت. واتخذت البرتغال، التي كانت أجزاء منها أيضا تحت حكم المسلمين، القرار نفسه. وكان الموعد النهائي لتقديم الطلبات هو سبتمبر 2019 في ذلك الوقت. وتقول تقديرات إنه كان هناك 130 ألف يهودي قد قدموا طلبًا لذلك الغرض.
It was literally called the Golden Age of Jewish culture in Spain. Maimonides and Solomon ibn Gabirol, Judah Halevi, and Abraham ibn Ezra.
You buffoon pic.twitter.com/Yk1UoHvzrI
— Etan Nechin (@Etanetan23) May 24, 2024
ومن بين الردود على الوزير الإسرائيلي، ما كتبه إيتان نيشان الكاتب والصحافي الإسرائيلي المقيم في نيويورك، والذي يكتب في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن عصر حكم المسلمين لإسبانيا “كان يُطلق عليه حرفيًا العصر الذهبي للثقافة اليهودية في إسبانيا. موسى بن ميمون وسليمان بن غابيرول ويهوذا هاليفي وإبراهيم بن عزرا.. أيها المهرج”.
Oh yes. The rule of the Ummayad Caliphate in Spain was so horrible they called it a Golden Age for Jewish culture for 300 years. pic.twitter.com/dh0S4I7tyh
— Jan Steurs 🇧🇪 (@JanSteurs) May 24, 2024
وكانت نائبة رئيس الوزراء الإسباني يولاندا دياز هتفت أن “فلسطين ستتحرر من النهر إلى البحر” في نهاية مقطع مصور تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، الأربعاء، وأوضحت فيه أن تحرك إسبانيا للاعتراف بالدولة الفلسطينية في 28 مايو/ أيار الجاري، “مجرد بداية”.
وأضافت: “سنواصل الضغط من موقعنا في الحكومة للدفاع عن حقوق الإنسان، ووضع حد للإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني”.
وتابعت دياز، التي تشغل أيضا منصب وزيرة العمل والاقتصاد: “إننا نعيش في لحظة يعتبر فيها القيام بالحد الأدنى أمرًا بطوليًا وغير كاف في آن واحد”.
وأردفت “ستتحرر فلسطين من النهر إلى البحر”، في إشارة إلى نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، الذين تقع بينهما دولة فلسطين.
ويثير هذا الشعار جنون إسرائيل وأنصارها والذين يتهمون من يرفعه بـ”معاداة السامية” وبأنه يريد “مسح إسرائيل من الخارطة”، رغم أن هذا الشعار هو حزب الليكود الصهيوني، الذي يقوده نتنياهو.
El reconocimiento del Estado palestino es una cuestión de derechos humanos y legalidad internacional.
La situación en Palestina nos obliga a no quedarnos aquí. Tenemos que seguir trabajando para acabar con el genocidio y conseguir un alto el fuego. pic.twitter.com/Tk3fKZw5V2
— Yolanda Díaz (@Yolanda_Diaz_) May 22, 2024
وقد أدانت السفارة الإسرائيلية في مدريد تعليقات دياز، وزعمت أن “العبارة تشجع على الكراهية والعنف”.
واعتبرت سفيرة إسرائيل لدى إسبانيا روديكا راديان غوردون، في منشور على حسابها عبر منصة إكس، أنه لا يوجد مجال لما وصفته بـ”التصريحات المعادية للسامية في مجتمع ديمقراطي”.
وتابعت “من غير المقبول على الإطلاق أن تتحدث بها نائبة رئيس الوزراء إسبانيا”، في إشارة إلى عبارة فلسطين ستتحرر من النهر إلى البحر.
وكان هذا أحد التصريحات الرسمية الأخيرة للسفيرة قبل أن تعود إلى إسرائيل.
وتأسفت غوردون لاضطرارها للعودة إلى إسرائيل بسبب ما اعتبرته “القرارات العبثية” التي اتخذتها الحكومة الإسبانية.
وإجراء كاتس بشأن القنصلية الإسبانية، غير مسبوق في العلاقات الدبلوماسية لإسرائيل مع الدول التي لها قنصليات عامة في القدس.
ولم يسبق أن لجأت إسرائيل الى مثل هذا الإجراء بما في ذلك عندما اعترفت السويد بفلسطين في أكتوبر/تشرين أول 2014.
ولدى العديد من الدول قنصليات عامة بالقدس الشرقية المحتلة، بعضها ما قبل العام 1967.
وفي حين إن السفارات الموجودة في تل أبيب تختص بتقديم الخدمات للإسرائيليين فإن القنصليات العامة الموجودة بالقدس الشرقية تختص بتقديم الخدمات للفلسطينيين والعلاقات السياسية.
وسبق أن اعترفت 8 بلدان أعضاء في الاتحاد الأوروبي بدولة فلسطين، وهي: بلغاريا وبولندا وتشيكيا ورومانيا وسلوفاكيا والمجر،و قبرص والسويد.