لندن-“القدس العربي”: رفضت إسبانيا كل الاتهامات التي ساقتها دولة الكيان الإسرائيلي باتهام هذا البلد الأوروبي رفقة بلجيكا بدعم الإرهاب، وذلك بسبب موقف مدريد وبروكسل من تطورات الاعتداءات الهمجية ضد الفلسطينيين، وأساسا قرار إسبانيا الاعتراف عما قريب بالدولة الفلسطينية.
وكان رئيس حكومة إسبانيا بيدرو سانشيز قد حل الخميس من الأسبوع الجاري رفقة نظيره البلجيكي ألكسندر دي كرو بكل من تل أبيب ثم الضفة الغربية ولاحقا انتقل إلى مصر. وكان بيدرو سانشيز قد تأخر في زيارة المنطقة وخاصة إسرائيل مقارنة مع باقي الزعماء الغربيين، رغم أنه يرأس الاتحاد الأوروبي في الدورة الحالية.
ونقلت معظم الصحف الإسبانية ومنها “الباييس” و”إل دياريو” أن لقاء بيدرو سانشيز والمسؤول البلجيكي مع بنيامين نتنياهو كان عاصفا، لأن رئيس الحكومة الإسبانية كان المسؤول الغربي الوحيد الذي قال لنتنياهو صراحة “إن عدد القتلى الفلسطينيين لا يطاق حقا، يجب أن يكون هناك تمييز واضح بين الأهداف العسكرية وحماية المدنيين..العالم كله مصدوم من الصور التي نراها كل يوم في غزة”.
وفي لقاء مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ قال “نحن بحاجة إلى وقف هذه الكارثة الإنسانية. والرد لا يمكن أن يشمل مقتل أشخاص أبرياء، بما في ذلك آلاف الأطفال”. وكان سانشيز من الغربيين القلائل الذين أصروا على ضرورة هدنة وقف إطلاق النار، وساند الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في مواجهة الانتقادات الإسرائيلية.
وفي مؤتمرصحافي في معبر رفح رفقة نظيره البلجيكي اليوم الجمعة، قال سانشيز شدد على رفض المجازر في حق الفلسطينيين بقوله “أكرر حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ولكن ضمن الحدود والقيود التي يفرضها القانون الإنساني الدولي. وهذا ليس هو الحال. إن القتل العشوائي للمدنيين الأبرياء، بما في ذلك آلاف الأطفال، أمر غير مقبول على الإطلاق. والعنف لن يؤدي إلا إلى المزيد من العنف. علينا أن نستبدل العنف بالأمل والسلام”.
وتابع “لقد حان الوقت للمجتمع الدولي، وخاصة الدول الأوروبية، لاتخاذ قرار بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية، من الأجدر القيام بذلك معا، ولكن إذا لم يحدث ذلك، فإن إسبانيا ستتخذ بالطبع قراراتها بنفسها”. ويعني مباشرة اعتراف مدريد بالدولة الفلسطينية. وكانت جريدة “كونفدنسيال” الإسبانية قد نشرت الأربعاء من الأسبوع الجاري هذا السبق المتمثل في قرار حكومة سانشيز الاعتراف بالدولة الفلسطينية مباشرة بعد انتهاء رئاستها للاتحاد الأوروبي. كما أن البرنامج الحكومي الموقع بين الحزب الاشتراكي وحزب سومار اليساري ينص على الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
ويبدو أن إسرائيل قلقة جدا من تصريحات المسؤول الإسباني وكذلك البلجيكي، ولهذا استدعت وزارة خارجية الكيان سفيري البلدين الجمعة من الأسبوع الماضي، واعتبرت أن تصريحات بيدرو سانشيز وألكسندر دي كرو تعد “دعما لإرهاب حركة حماس”. وانخرط بنيامين نتنياهو في الحملة على البلدين معتبرا أن “رئيسا حكومتي إسبانيا وبلجيكا لم يدينا بما فيه الكفاية إرهاب حماس ضد المدنيين الإسرائيليين واستعمال الفلسطينيين دروعا بشرية”، وفق بيان مكتب رئيس حكومة الكيان.
ورفضت دبلوماسية مدريد رد الفعل الإسرائيلي، ونقلت جريدة الباييس عن الوفد المرافق لبيدرو سانشيز أن ما قاله أمام نتنياهو من رفض المجازر كان أقوى من التصريحات التي أدلى بها في رفح.