وزير الخارجية السعودي:ملتزمون بالمبادرة العربية وإسرائيل تعيق فرص السلام

حجم الخط
1

أوضح وزير خارجية السعودية، فيصل بن فرحان، أمس، بأن دولته ملتزمة بالمبادرة العربية التي بحسبها يسبق اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين تطبيع العلاقات معها. وأضاف ابن فرحان في مؤتمر صحافي في برلين، بأن “خطوات إسرائيل أحادية الجانب تعرقل فرص السلام مع الفلسطينيين وتضر بحل الدولتين”، وجاءت هذه الأقوال على خلفية اتفاق التطبيع الآخذ في التبلور بين إسرائيل والإمارات، ولكنه لم يتطرق إليه بشكل مباشر. لم يستبعد جارد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي ترامب، احتمالية قيام السعودية هي أيضاً بعلاقات مع إسرائيل.
 أقيل وزير خارجية عمان، يوسف بن عدوي، من منصبه في هذه الأثناء بعد يوم من حديثه هاتفياً مع وزير الخارجية الإسرائيلي، غابي أشكنازي. وتعدّ إقالة ابن علوي، الذي شغل هذا المنصب مدة 23 سنة، جزءاً من سلسلة تغييرات في تشكيلة الحكومة، بأمر وقع عليه سلطان عمان، هيثم بن طارق.
 وذكرت وسائل إعلام في سلطنة عمان، في تقاريرها عن الإقالات، تلك المحادثة التي جرت بين وزير الخارجية ونظيره الإسرائيلي، ولكن السبب الرئيسي لإقالته -حسب التقدير- هو العلاقات المتعكرة بينه وبين عدد من زعماء دول الخليج. وقد عين مكانه الدبلوماسي بدر البوسعيدي، الذي شغل مناصب رفيعة في وزارة الخارجية، وتوسط في الاتفاق النووي مع إيران. ووزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أثنى على هذا التعيين.
إن الدعم الإيراني واستبدال الوزراء بعد المحادثة مع أشكنازي، يعزز التقدير بأن صراعاً من وراء الكواليس يجري في سلطنة عمان فيما يتعلق بالعلاقات مع إسرائيل. كانت عُمان التي تعتبر نفسها وسيطاً بين إيران ودول الخليج، إحدى الدول التي ذكرتها شخصيات رفيعة في القدس وواشنطن، كمرشحة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل إلى جانب البحرين والسودان. ولكنهم شككوا في ذلك في ضوء قربها من طهران.
من مكتب أشكنازي ورد، بعد المحادثة مع بن علوي، يوم الإثنين، بأن المحادثة تناولت “التطورات الأخيرة في المنطقة، واتفاق التطبيع، والحاجة إلى تعزيز العلاقات بين الدول”. وورد أيضاً أن وزير خارجية عُمان أكد دعم بلاده للسلام الشامل والحاجة إلى استئناف المفاوضات السياسية.
 وصرح بن علوي في السابق في عدة مناسبات بأنه يؤيد الدفع قدماً بشبكة العلاقات مع إسرائيل، بطريقة أعقبها توجيه الانتقاد إليه في عُمان والعالم العربي، إضافة إلى أن علاقته متوترة مع عدد من زعماء المنطقة. وحسب التقديرات، تأتي إقالته جزءاً من محاولة إعادة ترميم شبكة العلاقات مع الدول الجارة وعلى رأسها السعودية. وليس من المستبعد أن ينبع استبداله من رغبة السلطان، الذي تولى منصبه في كانون الثاني الماضي، في تعيين وزراء شباب مخلصين له.
خلال سنوات، تعززت علاقات عبر قنوات مختلفة بين إسرائيل ودول الخليج، بما في ذلك اتحاد الإمارات والبحرين وسلطنة عمان، والسعودية وقطر أيضاً، هذا على خلفية التوترات المشتركة مع إيران. والتقى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مرات عدة زعماء من دول الخليج سراً وعلناً، منها في مؤتمر وارسو في السنة الماضية. في العام 2018 زار نتنياهو سلطنة عمان والتقى الحاكم السابق السلطان قابوس بن سعيد، و كانت هي الزيارة الرسمية الأولى لإسرائيلي إلى عمان منذ العام 1996.
في إحاطة للمراسلين أول أمس بوزارة الخارجية، ورد بأنه وزير الخارجية غابي أشكنازي تحدث مؤخراً، في أعقاب تطبيع العلاقات مع الإمارات، مع ثلاثة وزراء خارجية آخرين في دول عربية، ولم يكشف عن هويتهم. هذا إضافة إلى محادثتين نشرتا، مع الوزراء في الإمارات وسلطنة عمان.
أول أمس التقى رئيس الموساد يوسي كوهين، مستشار الأمن القومي في اتحاد الإمارات. والأحد، بدأت طواقم من إسرائيل والإمارات في بلورة تفاصيل الاتفاق لإقامة علاقات دبلوماسية علنية بين الدولتين قبل المحادثات الرسمية بين الطرفين، التي ستجري في أبو ظبي.
والإثنين نشرت “هآرتس” أن الوفد الإسرائيلي الذي كان من شأنه أن يسافر في وقت سابق إلى الخليج الفارسي لإجراء المحادثات، تأخر بسبب الاختلاف على الصلاحيات بين هيئة الأمن القومي والموساد ووزارة الخارجية. وقد علمت الصحيفة أيضاً بأن ممثلين من وزارة الخارجية يفحصون مباني في أبو ظبي تصلح مكاناً للسفارة الإسرائيلية.

بقلم: جاكي خوري ونوعا لنداو
هآرتس 20/8/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول قطز:

    لابد أن يكون هناك رؤية فلسطينية موحدة يتجاوز من خلالها كل الفلسطينين خلافاتهم وأنقساماتهم بما يخدم قضية فلسطين ربما هناك من يقول الخارج هو من ساهم في هذا الانقسام الرد عليه ببساطة لو لم تكن قابل الأختراق لما حدث هذا الانقسام لابد من توحيد المواقف و قرار شجاع من قبل الشعب الفلسطيني يقول ارسطو الشجاعة أولى سمات البشر فهي التي تجعل بقية السمات ممكنة . عدا ذلك ينطبق كثر الضجيج يفقد السمع كما قال معالي الوزير يوسف ابن علوي ?

إشترك في قائمتنا البريدية