بغداد ـ «القدس العربي»: كشف وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، الاثنين، عن نتائج الزيارة الأخيرة التي أجراها وفد عراقي إلى الولايات المتحدة الأمريكية، والمفاوضات التي ركزت على الجوانب الاقتصادية والمالية، وفيما تحدث عن تطور في العلاقة بين العراق وأمريكا، أفاد بأن العملة العراقية «قوية» كاشفا في الوقت عينه عن أن كمية الغاز المحروق المصاحب لعمليات استخراج النفط، يساوي الكميات المستوردة من إيران.
وخلال مؤتمر صحافي عقده في وزارة الخارجية، قال إن «الهدف من الزيارة، اقتصادي، والمفاصل المختلفة للاقتصاد سواء التجارة أو الطاقة أو الغاز المصاحب والحر، والنفط والكهرباء والطاقة البديلة بالإضافة، إلى البيئة والتحديات المناخية، والتغيرات البيئية».
وأضاف أن «الموضوع الأساسي كان له علاقة بالسياسة النقدية، سياسة البنك المركزي العراقي، والوصول إلى تفاهمات مع البنك الاحتياطي الفيدرالي، بالإضافة إلى تفاهمات مع وزارة الخزانة والقطاعات الأخرى، كانت جزءا من المباحثات، وأيضا التفاهمات في القطاع الزراعي والصحي والتعليمي والسياحي».
ووفقا لرئيس الدبلوماسية العراقية فإن «الجانب الأمريكي، كان يصرح لنا أنه هذه المرة الأولى التي يأتي فيها وفد عراقي، وتتركز المباحثات حول القضايا الاقتصادية والمالية والنفطية والطاقة، لأنه في المباحثات السابقة كنا جزءا من المباحثات عسكرية أمنية سياسية، ولكن هذه المرة التركيز كان على العلاقات الاقتصادية بين البلدين».
وأكد أن «الزيارة تأتي ضمن العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة، فهي علاقات جيدة ومتقدمة، أي أن الزيارة آتت لحماية هذه العلاقات وتطويرها، ولكن دخلنا مفاصل الاقتصاد هذه المرة، حيث كانت هناك قضايا سياسية، لكن النسبة الكبيرة من التفاهمات والنقاشات كانت حول العلاقات الاقتصادية».
والقضايا السياسية التي نوقشت، وفقا لحسين، كانت تتعلق بـ«الحكومة الجديدة وسياستها برئاسة السوداني والسياسة الإصلاحية الاقتصادية، وما هي أدوات السياسة الاقتصادية المتبعة، وكيفية محاربة الفساد، وكيف يتم التعامل مع إرهابيي داعش، وكيف تدار العلاقات الإقليمية» مبينا أن «دور العراق المهم كان دائما يُقيّم من قبل المسؤولين الأمريكيين في مجال العلاقات الإقليمية، والعلاقات الدولية».
وبيّن أن «أعضاء الوفد قاموا بدور مهم، وكان هناك انسجام واضح، وتم تقسيم العمل والواجبات منذ يوم الوصول إلى واشنطن، إضافة إلى اللقاءات السياسية والاقتصادية كان هناك لقاءات مع شركات أمريكية وأيضا مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وكان هناك لقاءان مع البنك المركزي والبنك الاحتياطي الأمريكي، وندوة مع معهد السلام الأمريكي، وأجرينا نحو 20 لقاءً مع القنوات التلفزيونية».
نتائج زيارته لواشنطن… وقال إن الاحتياطي تجاوز الـ100 مليار دولار
وزير الخارجية العراقي أفاد بالقول: «نريد طمأنة الشعب العراقي بأن العملة العراقية قوية لأسباب اقتصادية ومالية وسياسية وليست مسألة فكرية، فالاحتياطي العراقي تجاوز الـ100 مليار دولار، وهناك سيولة أيضا للدولة العراقية، وتصدير النفط مستمر بالإضافة أن أسعار النفط ما زالت مرتفعة، فهذا الغطاء الكبير سواء النفطي أو المالي الاحتياطي يوضح أن العملة العراقية قوية».
وبخصوص أزمة الدولار، قال حسين: «كانت لها علاقة بالنظام التمويلي الالكتروني، قبل تطبيق النظام التمويل الالكتروني الاقتصاد العراقي كان اقتصاد الكاش، لكن مع تنصيب المنصة أو نظام التمويل الالكتروني أدى ذلك إلى ردود الفعل لدى الكثير، وخاصة التجار في كيفية التعامل مع هذه المنصة الالكترونية، فذلك يحتاج إلى الوقت في التعامل والانسجام مع هذا النظام الجديد».
ولفت إلى أنه «من جانب آخر المجتمع العراقي ما زال استهلاكيا أي أنه يستورد المواد الغذائية والطبية، والمواد الصناعية، كل المواد ما عدا النفط يستورد من الدول الأخرى، هذا يعني أنه نحتاج إلى الدولار في السوق لنستورد هذه المواد، فالدولار مهم في السوق العراقي للتبادل التجاري، واستمرارية قوة الدينار العراقي».
ومن الناحية السياسية طرحت بعض الأحاديث في وسائل التواصل الاجتماعي حول فرض شروط معينة على الوفد العراقي من قبل الجانب الأمريكي، سواء مالية أو اقتصادية وأحيانا ذهب البعض بعيدا وتحدث عن شروط سياسية مثل مسألة التطبيع مع إسرائيل. وعن ذلك، قال حسين: «في الواقع لم أسمع مرة واحدة في أي من الاجتماعات التي عقدناها هذه المسائل فلا صحة لها بتاتا».
وجدد موقف القوى السياسية العراقية الرافض للتطبيع مع إسرائيل، نافيا في الوقت عينه الأنباء التي تحدثت عن طرح هذا الملف خلال الزيارة الأخيرة للوفد العراقي إلى واشنطن.
وقال خلال المؤتمر إنه «لم نسمع من الكتل السياسية مسألة التطبيع مع إسرائيل في أي اجتماع، وهذه الأخبار لا صحة لها».
وأضاف: «الكل يعلم أن الوضع السياسي والوضع العام العراقي واضح في هذا الأمر وهكذا مسألة (التطبيع مع إسرائيل) لم تطرح».
التفاهمات التي تم التوصل إليها في واشنطن مع الجانب الأمريكي وفقا لحسين هي أن «الدولار في العلاقة مع الدينار في اتجاه صحيح، وسوف يكون هناك استقرار للعملة، وأنها مسألة وقت. فلو شاهدنا حركة الدولار قبل السفر واتخاذ الإجراءات واللقاء الذي انعقد في اسطنبول بين محافظ البنك المركزي، وممثل الخزانة، وبعد الزيارة إلى واشنطن، سنلاحظ أن الدولار توقف عن الصعود أي أن الإجراءات التي اتخذت واضحة على سعر الدولار وسوف تتجه الأسعار باتجاه الاستقرار».
أما عن مسالة تهريب الدولار للخارج شدد وزير الخارجية على أنها «ليست سببا بل نتيجة، فلم يكن لنا منصة لكن من خلال النظام الالكتروني من الصعب أن لا تتم معرفة من يستلم الدولار، ومن المستفيد الأخير في النهاية لإيقاف التهريب، وساهم ذلك في تقليل التهريب، لكن يجب وضع المنصة في العديد من المصارف التي تتعامل بالدولار وفي المنافذ الحدودية والمطارات».
وأكد حسين أن الغاز المصاحب المحروق في البلاد يساوي كمية استيراده من إيران. وذكر بأن «الغاز المصاحب الذي يتم إحراقه في الآبار النفطية يساوي نفس كمية استيراد الغاز من الجانب الإيراني» موضحا أن «ثلاث محطات رئيسية لإنتاج الطاقة الكهربائية تعتمد على الغاز الإيراني».
وترأس حسين، وفدا رفيع المستوى زار العاصمة الأمريكية واشنطن والتقى بعدد من المسؤولين في البيت الأبيض للتباحث بشأن العديد من الملفات العراقية والإقليمية، وعلى رأسها الملف الاقتصادي ومعالجة أزمة ارتفاع أسعار صرف الدولار مقابل الدينار العراقي.
ممتاز