باريس-“القدس العربي”- آدم جابر :
نفى وزير الخارجية الليبي السابق عبد الرحمن محمد شلقم، أي علاقة له بالتمويل الليبي المزعوم لحملة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، مناقضاً بذلك في عدة نقاط مهمة لتصريحات مسؤولين ليبيين سابقين، وفق ما كشفت عنه أسبوعية “لوجرنال دو ديمانش’’ الفرنسية، جاء ذلك خلال استجواب تم في العاصمة الايطالية روما قبل ستة أشهر، وظل محتواه سرياً.
“لوجرنال دو ديمانش’’، أوضحت أن عبد الرحمن محمد شلقم (69 عاماً) ، أكد، يوم في 23 مارس/آذار الماضي، لقضاة التحقيق في قضية التمويل الليبي المزعوم لحملة ساركوزي، الذين توجهوا إلى إيطاليا لاستجوابه، أنه لم يسمع من الدوائر الليبية الرسمية عن وجود تمويل لحملة ساركوزي، وأن الوثيقة التي نشرها موقع “ميديا-بارت” الفرنسي عام 2012 والتي أثارت القضية كلّها، “مزوّرة“حسب ما قِيل له.
وقد تساءلت الأسبوعية الفرنسية عن عدم طلب القضاة منه تحديد مصدر هذه المعلومة الخطيرة!، مشيرة إلى أن المؤكد هو أن اثنين من المقربين السابقين من معمر القذافي – رئيس الحكومة السابق البغدادي المحمودي و رئيس المخابرات العسكرية السابق عبد الله السنوسي-، سبقَ لهما أن وصفاَ هذه الوثيقة بــ“المزورة’’ – وهي مذكرة محررة باللغة العربية، عام 2006 تشيرُ إلى أمر القذافي بدفع مبلغ 50 مليون يورو لدعم حملة نيكولا ساركوزي – لكن هاتين الشهادتين، لم يتم ضمّهما إلى ملف القضية، وفق ما ذكرته ’’لوجرنال دو ديمانش’’ في تقرير سابق نشرته في 23 مايو/أيار الماضي.
ورداً على سؤال لمحامي نيكولا ساركوزي، تيري هيرزوغ، حول هذا الموضوع، أكد مدّعي عام باريس، في وقت سابق ٍ، أن هذه الوثائق المتعلقة بشهادتي البغدادي المحمودي و عبد الله السنوسي “ناقصة’’، و تعهد بطلب نسخة كاملة من السلطات في طرابلس. إلا أنه لحد اللحظة، لم يتم العثور على هذه الوثائق التي من المرجح أن تدعم أو تعزز الدفاع عن ساركوزي، تشير “لوجرنال دو ديمانش’’.
وإذا كان قضاة التحقيق استجوبوا عبد الرحمن محمد شلقم، فذلك، لأنهم يشتبهون في تورط جهاز الاستخبارات الخارجية الليبي الذي كان يشرف عليه الأخير في التمويل المزعوم لحملة الرئيس الفرنسي الأسبق. كما أن رئيس الحكومة الليبية السابق البغدادي المحمودي، الداعم لأطروحة فساد الدولة، كان قد أكد أن جزءا من الأموال التي تم دفعها لفريف ساركوزي، مصدره وزارة المالية ولكن أيضا وزراة الخارجية.
غير أن شلقم -وهو وزير الخارجية الليبي وقتها (2009-2000) – شدد على أنه “لا يوجد أدنى أثر على أنه ساهم في تمويلات لحملة ساركوزي ، مؤكداً أنه أتيحت له الفرصة لتمويل أنواع مختلفة من المساعدات، وأن كل هذه المساعدات كانت مبررة كما ينبغي’’، وفق الأسبوعية الفرنسية دائما.
وفي مواجهة عناصر قضية التمويل الليبي لحملة نيكولا ساركوز -بما في ذلك التصريحات العلنية لسيف الإسلام القذافي ومذكرات وزير النفط الليبي السابق شكري غانم، التي غذت توجيه الإتهام رسمياً إلى نيكولا ساركوزي في نهاية شهر مارس/آذار الماضي -لم يَستبعد عبد الرحمن محمد شلقم وجود تمويل ليبي خفي لحملة ساركوزي، لكنه أكد أنه “لم يسمع أبداً من محيط معمر القذافي، أن الأخير كان قد دعم حملة ساركوزي’’ التي قادته إلى الإليزيه في شهر مايو/أيار2007.