القاهرة- “القدس العربي”:
قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن الوضع الإنساني في غزة مأساوي ويتطلب سرعة إيصال المساعدات لتلبية احتياجات السكان في القطاع.
وأضاف خلال مؤتمر صحافي عقب المباحثات التي أجراها مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون، أن مدينة العريش مكدسة بمساعدات كبيرة لقطاع غزة، لكن إجراءات التفتيش تستغرق وقتا طويلا لضمان التأكد أنها مساعدات إنسانية ولا علاقة لها بالأسلحة.
وبيّن وزير الخارجية المصري أن على مجلس الأمن تحمل مسؤوليته عن الدمار الذي لحق بالقطاع، معتبرا أن المجموعة الإسلامية العربية تتعامل بمرونة في مجلس الأمن.
ولفت إلى استشهاد ثمانية آلاف طفل فلسطيني في غزة منذ بدء العدوان، قائلا: “لا يمكن للاعتبارات السياسية أن تعلو فوق الاعتبارات الإنسانية”.
وحذر شكري من أن منظمة الأمم المتحدة ستفقد مصداقيتها إذا فقدت الحياد، لافتا إلى تباطؤ وتأخر التعامل في مجلس الأمن مع الوضع في غزة، رغم الوضع الإنساني المأساوي لسكان وأطفال القطاع.
وتحدث عن مشروع القرار الذي قدمته المجموعة العربية والإسلامية أمام مجلس الأمن بشأن غزة، وتم تأجيله 3 مرات، قائلا: “كنا نتصور أن يتم اعتماد القرار بشكل أسرع ليلبي الاحتياجات الإنسانية، لكن نشعر بأن هناك تباطؤا من المجتمع الدولي في تناول الأوضاع المأساوية ووصفها بأوصافها الحقيقية”.
وفيما يتعلق بالملاحة في البحر الحمر، أكد شكري أن مصر تشارك في المبادئ الخاصة بضرورة الحفاظ على حرية الملاحة، وتعمل مع الدول المشاطئة للبحر الأحمر على تأمين الملاحة.
وقال: “نحن نشترك مع بريطانيا في مبادئ خاصة بحرية الملاحة في البحر الأحمر ودوله، ونضطلع بمسؤولية فى إطار تأمينه، ونستمر فى التعاون مع شركائنا لتوفير حرية الملاحة في البحر الأحمر وتيسير النفاذ إلى قناة السويس، ونستمر في التنسيق والحديث في أفضل الوسائل لتوفير حرية الملاحة وضمان السير للمنتجات، ومنع أي تأثيرات سلبية على سلاسل الإمداد”.
من جانبه، رفض كاميرون اتهام بريطانيا بازدواجية المعايير بين الوضع في أوكرانيا وغزة، قائلا: “روسيا شنت عدوان على أوكرانيا التي تعتبر سلة غذاء للعالم، وكل الدول يجب أن تدين ما قامت به موسكو وعليها مساعدة أوكرانيا على الانتصار في صراعها”.
واعتبر أن الصراع القائم الآن بين إسرائيل وغزة بمثابة مأساة، واصفا الهجمات التي تعرضت لها إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بهجمات 11 سبتمبر/ أيلول في الولايات المتحدة، و7 يوليو/ تموز في بريطانيا.
وذكر أن إسرائيل عليها الالتزام بالقوانين الدولية والتقليل من عدد الضحايا خلال حربها على غزة: “أرغب في انتهاء تلك المشكلة وهذا الصراع، وألا تتمكن حماس من إطلاق الصواريخ، والوصول إلى حل دائم يضمن حدوث السلام والاستقرار والأمن”.
ولفت إلى أن لندن تركز الآن على إرسال المساعدات وإطلاق سراح المحتجزين، قائلا إنها تلعب دورا في مجلس الأمن لضمان صدور قرار متعلق بإرسال المزيد من المساعدات الإنسانية لغزة.
وواصل: “ما نواجهه هنا اليوم هو الأزمة الإنسانية الكبيرة في غزة، وهناك الكثير من الأشخاص الذين لديهم أقارب هناك، وقامت بريطانيا بالفعل بتوفير 75 مليون دولار في شكل مساعدات وسنرى كيفية إدخال تلك المساعدات إلى غزة”.
وزاد: “نريد وصول المساعدات من الأردن ومعبر رفح والممرات البحرية ومعبر كرم أبو سالم، مستمرون في فعل ذلك، ونقدم مساهمات إنسانية أكبر، كما نثني على ما قام به المصريون في هذا الشأن”.