الناصرة ـ «القدس العربي»: اقتحم نحو 300 متطرف يهودي في الفترتين الصباحية والمسائية، أمس، باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية شرطة الاحتلال، عشية رأس السنة العبرية، وأدى آلاف المتطرفين الصلوات التلمودية في ساحة حائط البراق المحتل.
وقالت دائرة أوقاف القدس الإسلامية إن نحو 291 متطرفا يهوديا اقتحموا باحات المسجد الأقصى المبارك في الفترتين الصباحية والمسائية، ومن بين المقتحمين يهودا غليك، ووزير الزراعة المستوطن اوري أرئيل، حيث قاموا بتدنيس باحات المسجد الأقصى المبارك.
وأضافت الدائرة «مع فترة الأعياد اليهودية تزداد وتيرة الاقتحامات من قبل المتطرفين اليهود لباحات المسجد الأقصى المبارك. وقام المتطرف يهودا غليك بتقديم شروحات تلموديه للمتطرفين المقتحمين للمسجد الأقصى المبارك، وكان متعمداً إعلاء صوته بهدف استفزاز مشاعر المرابطين الموجودين بالقرب من مصلى باب الرحمة».
اقتحامات مركزية كبيرة
وكان ما يعرف باتحاد منظمات الهيكل قد دعا لاقتحامات مركزية كبيرة خلال أيام عيد رأس السنة العبرية، كما أكدت الدعوات على ضرورة ان تكون الاقتحامات جماعية وعائلية بأعداد كبيرة بدأت منذ ساعات أمس وحتى غد الثلاثاء. وتعهدت الجماعات اليهودية بتأمين وجبات وحلويات للمقتحمين عند باب المغاربة حيث أقيمت خيمة للخدمات عند مدخل جسر باب المغاربه وقد أعدت كل جماعة برامج فرعية أعضائها داخل المسجد الأقصى المبارك خلال اقتحامه في الفترتين الصباحية والمسائية. وشهدت أحياء البلدة القديمة وعلى أبواب المسجد الأقصى المبارك تشديدات شرطية اسرائيلية وتدقيقا في هويات المواطنين على مداخل أبواب البلدة القديمة، منها باب العامود وباب الساهرة.
ومنذ ساعات الصباح تواجد آلاف المتطرفين اليهود في ساحة البراق الاحتلالي لأداء الصلوات التلمودية عشية السنة العبرية. وشددت سلطات الاحتلال إجراءاتها في محيط باب المغاربة لتأمين نقل المتطرفين اليهود، مما أدى لاختناقات في حركة المواصلات لدى المواطنين الفلسطينيين أثناء تنقلهم من أحياء بلدتي رأس حي الثوري وسلوان من والى مدينة القدس.
وأصدر مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، والهيئة الإسلامية العليا، ودار الإفتاء، ودائرة قاضي القضاة، ودائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك، بياناً أدانوا فيه الاقتحامات ودعوات المتطرفين من قبل الجمعيات المتطرفة اليهودية بتنفيذ مخططاتها وبرامجها التهويدية منذ صباح أمس عبر مواقعها الإعلامية، وعلى لسان كبار حاخاماتها وبمشاركة مفضوحة من وزراء وبرلمانيين من أمثال يهودا غليك واوري ارئيل اللذين قادا هذه الاقتحامات المشؤومة. وأكدت الأوقاف استغلال المتطرفين اليهود فترة الأعياد والمناسبات اليهودية كمنصة ورافعة لتحقيق أهدافهم ومآربهم الخبيثة حيث أقرت هذه المجموعات بنواياها المبيتة لهذا العام بتنفيذ صلوات وطقوس تلمودية علنية وصاخبة انطلاقا من ساحات المسجد الأقصى المبارك.
واستنكرت الأوقاف هذه الممارسات التي تقود المنطقة والعالم نحو المجهول، لاسيما تصرفات شرطة الاحتلال غير المسؤولة، فيما جنحت إليه بدايةً من غضها الطرف عن هذه الدعوات التحريضية المقيتة. وتابعت «وليس أقل من هذا خطورة هو توفير كل أسباب الدعم والحماية لهذه المجموعات المتطرفة وتمكينها من تدنيس ساحات المسجد المباركة عبر تحويله الى ثكنة عسكرية تعج بمختلف وحداتها العسكرية والأمنية والاستخباراتية، بالتزامن مع فرض حصارٍ مطبق على كافة مداخل المدينة المقدسة والبلدة القديمة مع تشديد إجراءاتها على أبواب المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف باحتجاز البطاقات الشخصية للمصلين وغيرها من الممارسات التعسفية والقمعية التي لا تعنى سوى بتمرير هذه المخططات الشيطانية.
وأكدت الأوقاف أنه لا يمكن القبول بمثل هذه الإجراءات التعسفية تحت ذرائع المناسبات والأعياد التي لن تصبح حدثاً عابراً في أي وقت من الأيام، فمهما بلغت ممارسات الاحتلال ومن خلفه مجموعات المتطرفين من الصلافة والغطرسة، فهذه المجموعات المقتحمة بقوة السلاح لن تصبح جزءا من المشهد العام في المسجد الأقصى المبارك الذي كان وما زال وسيبقى مسجداً إسلاميا خالصاً للمسلمين وحدهم بكل ساحاته وطرقاته ومصلياته فوق الأرض وتحتها وفي فضائه.
واعتبرت ان هذا التصعيد الممنهج حلقة في سلسلة متصلة من الانتهاكات الهادفة الى زعزعة الوضع التاريخي والقانوني والديني القائم في المسجد الأقصى المبارك منذ أمد بعيد، الأمر الذي يستدعي دق نواقيس الخطر ورص الصفوف على مستوى حكومات وشعوب العالم الإسلامي. وتابعت «وما مناشدتنا اليوم إلا صرخة من الألم على ما ألمّ بالمسجد الأقصى المبارك نخاطب فيها أمتنا وشعوبنا ان المسجد الأقصى أمانة في عنق كل مسلم غيور الى ان يرث الله الأرض وما عليها».
حكومة الاحتلال مسؤولة
وحملت الأوقاف حكومة الاحتلال المسؤولية كاملة عن انجرارها وتماهيها مع دعوات غلاة التطرف لتنفيذ هذه الاقتحامات التي سبقتها عشرات بل مئات المنشورات التحريضية بمستوى تحريض وعنف غير مسبوق طالت كل ما يتعلق بالمسجد الأقصى المبارك التي ولدت من رحم الآلة الإعلامية لمنظومات الاحتلال، وما تطلق على نفسها جماعات جبل الهيكل، الأمر الذي يؤكد خطورة هذه المنشورات ونوايها بإحداث مس حقيقي بالوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك، لتكريس هذه القضية وإظهارها على أنها قضية نزاع قومي سيادي. وأوضحت أنه رغم هذا الحصار وهذه الممارسات سيبقى الفلسطينيون على عهدهم ورباطهم في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس.