وزير المجاهدين الجزائري يؤكد أن ما يجري في فلسطين نقطة تحول في تاريخ الإنسانية.. ومطالب برفع مستوى الدعم

حجم الخط
0

الجزائر- “القدس العربي”:

أكد وزير المجاهدين الجزائري، العيد ربيقة، أن ما يحدث اليوم في فلسطين هو “نقطة تحول في تاريخ الإنسانية”، مبرزا ما تحتله القضية الفلسطينية في الوجدان الرسمي والشعبي للجزائريين، في وقت أكدت جمعيات ناشطة ضرورة رفع مستوى الدعم المادي وعدم الاكتفاء بالمساندة العاطفية.

وجاءت تصريحات الوزير في تظاهرة الذكرى 35 لإعلان قيام دولة فلسطين بالجزائر، والتي نظمت من طرف وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، بالتنسيق مع سفارة دولة فلسطين بالجزائر، تحت شعار “وعقدنا العزم أن تحيا فلسطين”، بقصر الأمم في الجزائر العاصمة، بحضور عدد واسع من منظمات المجتمع المدني ومنظمات الأسرة الثورية في الجزائر (أبناء الشهداء والمجاهدين في الثورة الجزائرية).

وأوضح ربيقة، بعد استعراض الجرائم المروعة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ما يجري بمثابة “نقطة تحول في تاريخ الإنسانية”. وأكد أن مواقف الجزائر الثابتة تجاه القضية الفلسطينية سيشهد عليها التاريخ على مر الأزمان، مبرزا أن إعلان قيام دولة فلسطين من الجزائر له دلالات زمانية ومكانية، “باعتبار ثورة نوفمبر 1954 بمثابة إنجاز ملحمي وسبيل مشرف لكيفية قهر الظلم وتحرير الإنسان والأوطان”.

وذكر الوزير أن “الجزائر تعتبر الشعب الفلسطيني وثورته المتواصلة جزءا لا يتجزأ من مصير أمتنا”، مستشهدا بالمواقف التي عبّر عنها الرئيس عبد المجيد تبون في المحافل الدولية والإقليمية، للتنديد بجرائم الاحتلال الغاشم والمطالبة بوقف العدوان الصهيوني. كما تحدث عن مبادرة الجزائر بجمع مختلف الفصائل الفلسطينية من أجل لم الشمل وتوحيد الصف لتحرير الإنسان والأرض وإعادة الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني.

وفي كلمته بالمناسبة، ندد سفير دولة فلسطين بالجزائر، فايز أبو عيطة، بالعدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، الذي خلف آلاف الشهداء أغلبهم من الأطفال والنساء ودمار في البنى التحتية والمدارس والمستشفيات ومراكز الإيواء.

وعاد السفير الفلسطيني بالذاكرة إلى لحظات إعلان تأسيس دولة فلسطين بقيادة ياسر عرفات، معتبرا الجزائر منطلق الثورة الفلسطينية. وأضاف قائلا: “نعدكم من الجزائر، أن نسير على درب الشهداء وأن نواصل المسيرة حتى التحرير والعودة”.

وفي سياق التظاهرة، استنكر ممثلو جمعيات المجاهدين وأبناء الشهداء وأبناء المجاهدين، العدوان الصهيوني على الضفة الغربية وقطاع غزة لشهرين متواصلين وبشاعة آلة القتل الصهيونية، أمام الصمت الدولي، وناشدوا المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف المجازر الصهيونية، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني ومحاسبة الكيان الصهيوني المحتل.

وفي البيان الختامي للندوة، تم التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية والدعم المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف بما فيها حقه في الحرية وتقرير المصير وتجسيد دولة فلسطين المستقلة، كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف. كما دعا البيان إلى دعم المبادرة الرئاسية الجزائرية لتشكيل لجنة تحقيق دولية في الجرائم الموصوفة، تحيل مجرمي الحرب الصهاينة إلى محكمة الجنايات الدولية. وشدد البيان على ضرورة مواصلة الجهود والمساعي الرامية لحماية فلسطين المحتلة ومقدساتها والدفاع عنها في وجه محاولات الاحتلال المرفوضة والمدانة لتغيير ديمغرافيتها وهويتها العربية الإسلامية والوضع القانوني والتاريخي القائم فيها.

ولتفعيل الموقف الرسمي الجزائري، أكد مشاركون في لقاء حول القضية الفلسطينية والوضع في غزة نظمته جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في عنابة شرق البلاد، على “ضرورة تكثيف الدعم المادي للفلسطينيين بغزة”.

وأبرز المشاركون خلال هذا اللقاء الذي نظم تحت شعار “على خطى نوفمبر.. فلسطين تتحرر” أن “صمود الفلسطينيين البطولي في وجه العدو الإسرائيلي سيكلل بالنصر الذي كان دوما حليف الشعوب التي تنتفض لتثبت وجودها وتستعيد كرامتها”.

وفي تدخله، ركّز رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، عبد الرزاق قسوم، على معاني الصمود في الحرب الجارية، مؤكدا أن “احتضان الفلسطينيين في غزة لقضيتهم في وجه العدوان الإسرائيلي كما احتضن بالأمس الشعب الجزائري الثورة التحريرية” هو “بمثابة عربون نصر لقضية فلسطين العادلة”.

وأشار قسوم إلى أن التضحيات الجسيمة للفلسطينيين بغزة تدعو الضمائر الحية إلى التجند من أجل دعمهم بمبادرات شجاعة، مؤكدا على أن “أوجه الدعم المنتظرة للفلسطينيين لابد أن تتعدى الجانب العاطفي” لتشمل “الدعم المادي والمبادرة بإسهامات لفك الحصار عن غزة إضافة إلى تعزيز دور وسائل الإعلام لنصرة القضية الفلسطينية والبحث عن سبل تمكن من بلوغ المساعدات للفلسطينيين في غزة”.

ووافق المشاركون في اللقاء خلال المناقشات التي تناولت “دور التعليم في تنشئة أجيال تحمي الوطن وتتصدى للعدوان” و”أوجه المساندة التي توجه للفلسطينيين في غزة” إلى جانب “الإعلام والقضية الفلسطينية”، على أهمية الإسهام بفعالية في الدعم المادي للفلسطينيين وتفعيل دور الإغاثة في هذه المحنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية