الجزائر- “القدس العربي”: وجّه وزير الصناعة الجزائري السابق عبد المجيد مناصرة، لوماً لسلطات بلاده على عدم تقديم تعزية رسمية في وفاة الشيخ يوسف القرضاوي، معتبرا أن للرجل فضلا على الجزائر، في إرشاده الشباب ومنعهم من أن ينزلقوا نحو الإرهاب.
وأوضح مناصرة وهو قيادي في حركة مجتمع السلم المحسوبة على التيار الإسلامي، خلال تأبينية أقامها حزبه للشيخ القرضاوي، قائلا: “لمّا توفي الدكتور حسن الترابي رحمه الله، وجدنا رئيس الجمهورية آنذاك عزاه رسميا، واليوم لا نجد تعزية جزائرية رسمية في وفاة الشيخ القرضاوي، وقد كان ضيفا رسميا في السابق على الجزائر تعليما، وترشيدا، وله إخوة وأشقاء وزملاء وتلاميذ كثر، لم نجد من المواقع الرسمية وشبه الرسمية من يقدم له كلمة اعتراف أو كلمة عزاء”.
وأبرز مناصرة الذي يرأس أيضا المنتدى الإسلامي العالمي للبرلمانيين، أن الرجل (القرضاوي) له فضل على الجزائر، فبفضل ثباته، أرشد بعض الشباب ومنعهم من أن ينزلقوا نحو الإرهاب والتقتيل، فكم من شاب حصنه الشيخ القرضاوي بكتبه ومحاضراته وبرامجه التلفزيونية وتصريحاته الإعلامية من الانزلاق نحو الإرهاب ورشد وعيه وقوم سلوكه”.
وتابع يقول: “استحق أن يكون (القرضاوي) عالم الأمة، فلم يكن عالما لطائفة، أو قوم، أو تنظيم، فعالم الأمة هو الذي يرتفع فوق هذه الأشياء فرحمة الله عليه.. ونحن ممن يجب أن يقر بفضله كأفراد، وكجماعات، وكشعب جزائري، وكدولة.. المفروض أن تحتفي به الدولة الجزائرية وتقر بفضله، وقد ذكر الدكتور عمار طالبي (داعية جزائري) كيف كان يتردد الشيخ يوسف القرضاوي على الجزائر وفضله عليها هو والشيخ محمد الغزالي رحمهما الله، طبعا كان ذلك في ظل الحزب الواحد، أما وإننا اليوم في ظل نظام التعددية شكلا وليس مضمونا، نتخلى عن بعض تلك الإيجابيات التي كان يفترض البناء عليها وإصلاح ما أفسدته الأحادية”.
وكان خبر وفاة الشيخ يوسف القرضاوي، قد لقي تفاعلا واسعا في الجزائر، بين من يشيد بمسيرته ويعتبره رائد الوسطية والاعتدال في العالم الإسلامي، وبين من يرى أن فتاويه ومواقفه خاصة في فترة الربيع العربي قد جلبت الدمار لدول مجاورة للجزائر مثل ليبيا. وعرف القرضاوي بعلاقته المتميزة مع الجزائر، فقد انتدب للتدريس في جامعاتها سنوات الثمانينات في فترة الرئيس الشاذلي بن جديد، ثم غادر قبل اندلاع الأزمة الأمنية. وخلال فترة الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة زار الجزائر عدة مرات، وكان يحظى بمقابلة كبار الشخصيات في البلاد.
كان على الوزير الاخواني السابق أن يلوم حلف الناتو على أن يلوم الجزائر