القدس المحتلة- رام الله-غزة: دعا وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إلى إخلاء مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين شمالي الضفة الغربية المحتلة، والتعامل معه بالطريقة نفسها التي تتعامل بها إسرائيل مع قطاع غزة، وفق ما ذكر إعلام عبري.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، الأحد، أن تصريحات كاتس جاءت خلال جلسة مغلقة، الأربعاء جمعته مع قادة مجلس “ييشع” (يشمل جميع المجالس البلدية للمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية)، لبحث الوضع الأمني في الضفة الغربية.
وفي الاجتماع، زعم كاتس الذي ينتمي إلى حزب “الليكود” الحاكم بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إن “مخيمات اللاجئين هي بؤرة الشر، فهي ليست تحت سيطرة السلطة الفلسطينية بل تحت سيطرة إيران”.
وأضاف وزير الخارجية الإسرائيلي: “يجب إخلاء مخيم جنين للاجئين من مواطنيه، ويجب معاملته مثلما نتعامل مع قطاع غزة”، في إشارة إلى قصفه وتدميره وتهجير سكانه.
وأدان رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح “تصريحات وزير خارجية الاحتلال العنصري كاتس، التي دعا فيها إلى إبادة مخيّم جنين وتفريغه من سكّانه والتعامل معه كما التعامل مع قطاع غزة”.
وأضاف أن تلك التصريحات “تدل على برنامج الحكومة الفاشية الاستعماري الذي يخطط له اليمين المتطرف العنصري، الذي يشن حرب الإبادة والتطهير العرقي على شبعنا، والتي تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني”.
واعتبر فتوح “الحرب الصامتة التي يمارسها الاحتلال في الضفة الغربية يوميا، مقدمة لما أعلن عنه الإرهابي كاتس، وما تقوم به حكومة اليمين الفاشية التي يشرف على تنفيذها الإرهابي (وزير المالية بتسلئيل) سموتريتش”.
من جهتها قالت حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” إن “تصريحات وزير خارجيّة الاحتلال المتطرّف يسرائيل كاتس، التي دعا فيها إلى إبادة مخيّم جنين وتفريغه من سكّانه، تعدّ إعلانًا سافرًا لمخططات حكومة الاحتلال الفاشيّة الإباديّة، والتي تمثلت بتصريحات ذات مضامين تطهير عرقي لمسؤولي الاحتلال ووزرائه”.
وأضافت أن هذه “التصريحات الفاشية تكشف طابع الإبادة لحرب الاحتلال على شعبنا منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، والتي استُخدمت فيها كافّة صنوف الإرهاب والقتل والتنكيل والمجازر والتجويع والحرمان من أبسط مقومات الحياة”.
ودعت “فتح” المجتمع الدولي إلى “التعامل الجاد مع هذه التصريحات الفاشيّة، واعتبارها دليلًا دامغًا على مآرب الاحتلال الإباديّة حيالَ شعبنا”.
وطالبت “بمحاسبة قادة الاحتلال ومسؤوليه، وإلزام منظومة الاحتلال بالانصياع للقانون الدولي، ووقف حرب الإبادة الممنهجة على شعبنا بشكل فوريّ”.
حماس: دعوة كاتس لإخلاء مخيم جنين انعكاس لعقلية “الإبادة”
اعتبرت حركة حماس، الأحد، دعوة وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس لإخلاء مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، انعكاسا “لعقلية الإبادة والإجرام”.
وفي وقت سابق الأحد، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن كاتس قوله خلال اجتماع مغلق مع قادة مجلس المستوطنات الأربعاء الماضي، إنه “يجب التعامل مع مخيم جنين كالتعامل مع غزة” .
وزعم كاتس أن “مخيمات اللاجئين هي بؤر للشر لا تخضع لسيطرة السلطة الفلسطينية وإنما تخضع لإيران، ويجب إخلاء مخيم جنين للاجئين من المدنيين، ثم التعامل معه كما التعامل مع قطاع غزة”.
وتعقيبا على ذلك، قالت الحركة في بيان، إن “دعوة الوزير لتدمير مخيم جنين و تهجير سكانه، مثلما يفعل جيش الاحتلال الفاشي في غزة؛ هي تعبيرٌ جلي عن عقلية الإبادة والإجرام لقادة الاحتلال الفاشيين، وعدم تورّعهم عن ارتكاب أبشع الجرائم والانتهاكات بحقّ شعبنا “.
وحذرت الحركة من “المخططات الإجرامية لحكومة المتطرفين الصهاينة تجاه الضفة المحتلة (..) التي تحمل نيّات إجرامية مبيّته تجاه شعبنا”.
ودعت “المجتمع الدولي والأمم المتحدة للوقوف عند مسؤولياتها”، كما دعت “المؤسسات القضائية الدولية لمتابعة هذه المواقف والتصريحات، ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم”.
حماس أكدت أن “الجرائم المستمرة، وعمليات القتل والإرهاب والترويع، والتخريب الممنهج الذي تمارسه حكومة وجيش العدو النازي (الإسرائيلي) في مدن ومخيمات الضفة؛ لن تفلح في ثنيِ شعبنا الحر ومقاومته الباسلة وشبابه الثائر، عن خيار الثبات على هذه الأرض، والمقاومة”.
ومؤخرا تصاعدت التصريحات المتطرفة لمسؤولين إسرائيليين، وسط انتقادات إقليمية حادة، بيتها تصريح لسموتريتش طالب فيه بقتل 2 مليون فلسطيني في غزة باستخدام سلاح التجويع.
وبالتزامن مع حربه المدمرة على غزة، وسع جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته وخاصة شمالي الضفة، كما وسع المستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم، ما خلف 620 شهيدا ونحو 5 آلاف و400 جريح، وفق معطيات رسمية.
وبشكل متكرر يقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي مخيم جنين ومخيمي طولكرم ونور شمس (شمال)، ويقتل ويصيب فلسطينيين ويدمر ويجرف البنية تحتية.
وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر، حربا مدمرة على غزة خلفت قرابة 132 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.
(الأناضول)