وزير خارجية قطر : النزاع الخليجي يعيق قدرة مجلس التعاون على حل النزاعات وتحقيق السلام 

اسماعيل طلاي
حجم الخط
0

الدوحة- “القدس العربي”: قال وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن النزاع الخليجي يعيق قدرة مجلس التعاون في حل النزاعات وتحقيق السلام وفي أن يكون قوة استقرار في المنطقة. ولفت إلى أن بلاده تتبع أسلوبا مختلف في سياستها الخارجية حقق نجاحا كبيرا خلال العقد الماضي.

جاءت هذه التصريحات خلال مشاركة آل ثاني في جلسة بمؤتمر دافوس الاقتصادي عنوانها “السلام والمصالحة في عالم متعدد الأقطاب”.

وقال وزير الخارجية القطري إن المنطقة تعيش حاليا في وضع غاية في التعقيد، مشيرا إلى نجاح قطر في تحقيق السلام في دارفور والتوافق اللبناني والوساطة في أفغانستان. وأكد أن قطر تحظى بهذا الوضع المتميز بسبب حجمها ومقدرتها على الحركة والتحدث إلى جميع أطراف النزاعات.

وأضاف: “نحن حاولنا أن نستخدم هذه القدرات لتحقيق المصلحة العامة والسلام والمصالحة في تلك الدول، ولكن إذا كانت الدول المعنية نفسها لا تشارك في عمليات السلام بنية صادقة فإنك لا تستطيع أن تفرض السلام”.

وأوضح قائلا: “نعمل فقط كوسطاء ومسهلين، لكن تبقى الأطراف الفاعلة هي أطراف النزاع نفسها. ما تحصل عليه من المسهل سواء كان منظمة إقليمية أو شبه إقليمية أو عالمية لا يتعدى كونه دعما وتسهيلا، أما العملية الرئيسية فيجب أن تكون مدفوعة من الداخل، وهذا ما حدث في لبنان”. وأضاف أن النجاح كان بسبب أن العملية كانت مدفوعة من الداخل وجرى تسهيلها بواسطة أصدقاء وحلفاء آخرين والآن عند النظر إلى الأمر من زاوية أخرى ستجد أن لهذه النزاعات أبعاد داخلية أيضا”.

نزاع جيوسياسي يعيق مجلس التعاون

وقال بن عبد الرحمن إن قطر تعاني من نزاع جيوسياسي حاليا مع ثلاث دول خليجية، وهذا النزاع يعيق قدرة مجلس التعاون الخليجي على المساهمة في عمليات تحقيق السلام وفي أن يكون قوة استقرار كما توقع الجميع، وذلك لأن قوة واستقرار مجلس التعاون يتراجع بسبب الحصار.

وأضاف: “إذا عملت كل دولة بشكل منفرد فإنها لا تستطيع أن تؤثر. وبالرغم من أن مجلس التعاون نفسه كمنظمة إقليمية أثبت أنه نموذج ناجح للعمل المشترك في المنطقة العربية، إلا أنه يبدو لسوء الحظ أنه قد فشل في حل مشاكله الخاصة”.

واستطرد قائلا: “نحن نحتاج أيضا إلى أن ننظر إلى تلك الآليات الإقليمية التي من شأنها أن تساعد في دعم السلام والمصالحة في الدول الأخرى، ولكننا يجب أيضا أن نتأكد من أن هذه المناطق تبقى متماسكة وأن يكون لدينا فهم واضح لوسائل التعاون ووسائل حل النزاعات”.

ولفت المسؤول القطري إلى مرور نحو 20 شهرا حالياً منذ فرض الحصار على قطر لم يتحقق خلالها أي تقدم، ولم يحقق مجلس التعاون أي شيء كمنظمة لذلك أصبح الوضع شديد التعقيد وكان يجب التصرف بحسن نية منذ البداية.

ورداً على سؤال حول نموذج التغيير الديمقراطي، شدد آل ثاني على أن بلاده لم تدعم التغيير بالقوة بفرض الديمقراطية أو غيرها.

وقال: “نحن نعزز ما تريده الشعوب في دول المنطقة، وقطر نفسها ليست بلدًا ديمقراطيًا بحسب النموذج الغربي، ولكن لديها ديموقراطية تعنى بإشراك الشعب في السلطة”.

وأشار إلى أن الدوحة اتخذت هذه السياسة منذ البداية وبدأت في عملية إدماج الشعب في القرارات الهامة، إذ شارك الشعب في التصويت على الدستور القطري وفي انتخاب مجلس البلدية، والذي شاركت به النساء منذ أول انتخابات. وأضاف “كما أن لدينا حرية للصحافة وأدوات أخرى للديمقراطية تمارس يوميا في قطر، و ما فعلته قطر في المنطقة هو أنها وقفت ضد القادة الذين يقمعون شعوبهم. فذلك هو ما فعلته قطر أثناء ثورات الربيع العربي حيث ساندت قطر الشعوب، وهي لم تتخذ هذا الموقف إلا بعد أن مارس أولئك القادة المتسلطون العنف ضد شعوبهم”.

واشنطن قادرة على لعب دور الوسيط

وحول وساطة الولايات المتحدة في الأزمة الخليجية، قال وزير الخارجية القطري إن الولايات المتحدة يمكن أن تقوم بدور الوساطة في المنطقة، فهي القوة العظمى والأكبر في العالم، “هذه حقيقة، نعم، ومع غياب آلية الإنفاذ من قبل الأمم المتحدة، هناك قوى عظمى، وتلك القوى العظمى بحاجة إلى استخدام نفوذها من أجل فرض السلام والمصالحة”.

قطر ثابتة في موقفها من الأزمة

وبشأن النزاع الخليجي واتخاذ قطر خطوات نحو الأمام، علق قائلا : “لقد خطت قطر خطوات مضاعفة إلى الأمام منذ بداية الأزمة بينما لا تزال الدول الأخرى غير راغبة في القيام بذلك، وما زالت دولة قطر على موقفها بالرغم من العداء الذي تعرضت له، وتبذل قصارى جُهدها لعزل هذه الأزمة عن الشعوب، لأن لدينا عائلات مترابطة ببعضها البعض، ويمكن السماح لها بالقدوم إلى الدوحة دون إجراءات تصعيبية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية