ميونخ: قال وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إنه لا يوجد حوار بين الدوحة والسعوديين والإماراتيين حالياً.
وأضاف في كلمة له خلال مؤتمر ميونخ للأمن، أن الدوحة ليس لديها أي مانع لبذل أي جهود لحل الأزمة مع الدول الخليجية الثلاث (السعودية والإمارات والبحرين) ومصر.
وأشار إلى أن بلاده طالما نادت هذه الدول للجلوس إلى طاولة الحوار.
وتشهد منطقة الخليج أسوأ أزمة في تاريخها بدأت، في 5 يونيو/ حزيران 2017، حين قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، ثم فرضت عليها “إجراءات عقابية” بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة.
وأضاف آل ثاني أن “القادة السعوديين والاماراتيين عليهم الاهتمام بالمسألة الخليجية؛ ونحن في الاقليم قد وضعنا نموذجاً باهراً عبر مجلس التعاون الخليجي وهو حجر أساس للاستقرار في الإقليم .”
وأوضح أنه “كانت هناك بعض الخلافات في السنوات الأخيرة بين قطر ودول الخليج لكن لم نصل لهذا النوع من الفصل بعضنا البعض؛ وهذا ينم على تغير في مواقف قيادة البلاد”.
وحول مشاركة قطر في القمة الخليجية الأخيرة قال آل ثاني: “دُعينا للمشاركة في القمة الخليجية الأخيرة من الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي وليس القيادة؛ فالُعرف أن الدولة المستضيفة هي من توجه الدعوة لهذا شاركنا بتمثيل مخفض”.
وأكد أن “قطر ليس لديها أي مانع من بذل أي جهود لحل الأزمة”.
وأشار إلى أن “قطر لا تبني تحالفات جديدة كبديل لمجلس التعاون الخليجي”.
وحول العلاقة مع طهران قال: “إيران جيراننا ونتقاسم أكبر حقل غاز منذ قيام دولتنا ولدينا حدود مشتركة وهذه طبيعة الجغرافيا”.
وأضاف: “الأزمة جعلتنا نحتاج أكثر إلى المجال الجوي الايراني، ونحن نقدر لهم ذلك”.
وأكد أن “الاختلاف في الرأي بين الخليج وإيران يجب حله بالحوار وهذا كان موقفاً ليس لقطر فقط بل كل مجلس التعاون”.
وقال أيضاً: “لدينا مع تركيا علاقة متينة جداً وأسسنا علاقة أبعد من الأزمة الخليجية”.
وأضاف أن “قطر لا تتعرض لأي ضغط لعقد أي تحالفات؛ ونحن نتخذ القرار حسب حاجة شعبنا”.
وأكد الوزير القطري أن “أعمال التحقيق المثبتة بينت أن دول الحصار هي التي شرعت بالجريمة ضد وكالتنا الإخبارية وهي التي افتعلت الأزمة”.
الملف السوري
وحول الملف السوري قال آل ثاني: “النظام السوري هزم معظم المعارضة ونرى أنظمة عادت للتطبيع مع نظام دمشق وتدعوه للعودة للجامعة العربية”.
واستطر قائلاً: “هنا طرحنا السؤال؛ ماذا فعل النظام السوري للحصول على مكافأة في شكل تطبيع للعلاقات والعودة إلى جامعة الدول العربية؟ هل الأسباب التي أدت إلى تجميد عضوية سوريا، صحيحة أم لا؟”.
وأضاف: “هذا قلناه لمن حاولوا اقناعنا بعودة النظام السوري للجامعة العربية”.
القضية الفلسطينية
وفيما يخص القضية الفلسطينية أكد وزير خارجية قطر أن “النزاع الفلسطيني يجب أن يُحل لكن بشكل عادل”.
وأضاف أن “جوهر العلاقة بين إسرائيل والدول العربية هي فلسطين فما لم تسوَّ هذه القضية فستبقى المشكلة ماثلة؛ فلا يمكننا أن نتجاوز الفلسطينيين”.
وقال: “نحن مستعدون للعيش بسلام معهم لو استعاد الفلسطينيون حقوقهم ونحن سوف ندعم اي مسعى أمريكي يأتي ضمن السياق المقبول للشعب الفلسطيني فلا يمكن أن نقبل بما لم يقبله الفلسطينيون”.
وتابع: “قطر تعمل على مساعدة أهل غزة؛ ولدينا علاقات مع كافة الفصائل الفلسطينية”.
يجب معالجة إرهاب الحكام
وحول الواقع الدولي والإقليمي قال الوزير القطري: “ما زلنا نعاني من الإرهاب والعنف والحروب والأزمات في الكثير من المواقع بالشرق الاوسط”.
وقال: “سمعنا الكثير عن هزيمة داعش والارهاب؛ لكن لم يهزموا بعد لأن الأيدلوجية ما زالت موجودة والقضية التي ينُادون بها ما زالت سارية”.
مضيفاً: “الأسباب الحقيقية للعنف والأزمات لم يتم معالجتها أبداً؛ فنشهد زيادة في الاستقطاب الإقليمي خاصة في الشرق الاوسط؛ ونشهد تشكيل المحاور التي تتزايد مع الاسف”.
وأشار إلى أن “المجتمع الدولي يعالج فقط الأعراض وليس هناك علاج للداء في حد ذاته”.
وقال: “عندما نتحدث عن الارهاب يجب ان لا نتحدث عن إرهاب المنظمات فقط وإنما تطرف وإرهاب يرتكبه الحكام وهم يستغلون هذه الظاهرة لدعوة أي طرف وشيطنته ويجب أن نحل هذه الأمور”.