بغداد ـ «القدس العربي»: استبعد الوزير العراقي الأسبق، زعيم تحالف “مستقبل العراق”، باقر الزبيدي، إمكانية إقدام الكيان الصهيوني على مهاجمة لبنان و”حزب الله” هناك، وفيما أكد أن سلطات الاحتلال تُدرك إن هذه الخطوة من شأنها أن تدفع بآلاف المقاتلين إلى التدفّق نحو “ساحات القتال”، وصف التلويح الإسرائيلي أنه يندرج ضمن الحرب النفسية والتهديد.
وذكر في بيان صحافي أن “يتصاعد الحديث عن احتمالية اندلاع حرب بين الكيان الغاصب وقوى المقاومة في لبنان والعراق وسوريا واليمن، وتداعياتها على ثلاثة مستويات، الأمنية والاقتصادية والسياسية في المنطقة”، مبيناً أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو “يحاول إشعال حرب كبرى من أجل أن يضمن تدخل أمريكا والدول الأوربية إلى جانبه ليسترد من خلالها كرامته وقوته التي انهارت بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول، وضاع معها حلم الدولة الكبرى من النيل إلى الفرات”.
ووفق الزبيدي فإنه “في التوقيت نفسه قيادات الكيان الغاصب يعلمون أنه إذا تجاوزوا الخطوط الحمراء فإن آلاف المقاتلين سيتدفقون نحو ساحات القتال”، معتبراً أن “الجبهة الأخطر على الكيان الغاصب هي جبهة الجولان الشاسعة والمفتوحة والتي لن ينفع معها التقدم التكنولوجي”.
وأكد أن “جبهة المقاومة اكتسبت خبرة وقوة كبيرة خلال مواجهة الإرهاب وأصبح هناك قوات عسكرية على مستوى عال جاهزة لساعة الصفر”، لافتاً إلى أن “كل هذه المعطيات ستجعل الكيان الغاصب يفكر بشكل كبير قبل الإقدام على الخطوة التي ستؤدي في النهاية إلى زواله، وهو ما يدفعه إلى ممارسة الحرب النفسية والتهديد الذي تعلم حكومة تل أبيب قبل غيرها أنه لن ينقذها من النهاية”.
يتزامن ذلك مع انتقاد العراق للانتهاكات التي تمارسها سلطات الاحتلال تجاه الأطفال الفلسطينيين، وتعريضهم للاعتقال التعسفي بدعوى وجود “ملف أمني سري”.
وألقى القائم بأعمال الممثلية الدائمة لجمهورية العراق لدى الأمم المتحدة في نيويورك، عباس كاظم عبيد، بيان العراق في الجلسة الرسمية التي عقدها مجلس الأمن بشأن الأطفال والنزاع المسلح، سلط خلالها الضوء على “الوضع المتردي للأطفال في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وما يتعرضون له من اعتقال تعسفي من قبل قوات الاحتلال بدعوى وجود ملف أمني سري للطفل المعتقل”.
وأشار الدبلوماسي العراقي، حسب بيان للخارجية العراقية، إلى إن “هؤلاء الأطفال يُحتجزون في سجون تقتل طفولتهم وتسرق حقهم في التعليم والعيش بأمان مع ذويهم في بيئة آمنة وصحية، حيث لا يُعرف شيء عن حالتهم الصحية وظروف حياتهم في سجون الاحتلال”.
وأوضح أن “عدد الأطفال الذين قتلتهم قوات الاحتلال تجاوز 14,500 طفل، مع تدمير أكثر من 32 مستشفى لمنعهم من تلقي الرعاية الصحية، واستخدام حرب التجويع كسلاح لقتل الأطفال، خصوصاً ذوي الإعاقة منهم، في خرق واضح للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان”.
من جهة ثانية، اتخذ اتحاد الصحافيين العرب، بزعامة العراق، قراراً يقضي بتوجيه رسالة شديدة اللهجة للاتحاد الأوروبي إزاء صمته عما يجري من انتهاكات ضد الفلسطينيين. نقيب الصحافيين العراقيين، رئيس اتحاد الصحافيين العرب، مؤيد اللامي، قال في كلمة له خلال الحفل المركزي بمناسبة الذكرى الـ 155 للعيد الوطني للصحافة العراقية، في فندق الرشيد في بغداد أمس، أن “الأمانة العامة للاتحاد اجتمعت يوم (السبت) واتخذت قرارات مهمة وخصوصا ما يخص الشعب الفلسطيني وضحايا الحرب على غزة وتدمير البنى التحتية”.
وأضاف أن “القرارات نوهت بالذهاب إلى المحاكم الدولية، حيث اتفق الحاضرون على إرسال رسالة شديدة اللهجة إلى الاتحاد الأوروبي على سكوتهم تجاه القضية الفلسطينية”. ولفت إلى أن “العراق استقبل عشرات الجرحى من الفلسطينيين وهو أمر واجب”، مشيداً “بدور رئيس الوزراء في فتح حدود العراق أمام فلسطين والجرحى، بالإضافة الى إرسال المساعدات”.
وكان اللامي قد دعا مساء السبت، إلى اتخاذ الاتحاد قرارات فاعلة بشأن وجود مئات الجرحى من الأسر الصحافية الفلسطينية.
وذكر خلال افتتاح اجتماع الامانة العامة لاتحاد الصحافيين العرب، المنعقد في العاصمة بغداد، إنه “يجب الخروج بقرارات حقيقية وفاعلة في ضل وصول عدد الشهداء الصحافيين الفلسطينيين لحد الآن الى 150 شهيداً، مع وجود مئات الجرحى من الاسرة الصحافية الفلسطينية”.
وأشار أيضاً إلى أن “قطر بلد مهم ومتقدم ومؤثر إعلاميا على المستوى العالمي وليس العربي فقط، وهنالك حرص من جميع الأشقاء العرب على انضمامه للاتحاد”، كاشفاً في الوقت عينه عن مناقشة “طلب انضمام عضوية قطر إلى الاتحاد العام للصحافيين العرب”.
في الأثناء، اعتبر رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، تضحيات “شهداء الصحافة في غزّة المقاومة”، سبباً في فضح العدوان وكشف مجازره.
واستذكر في كلمته بالاحتفالية المركزية التي أقامتها نقابة الصحافيين العراقيين بمناسبة عيد الصحافة العراقية الـ 155، “شهداء الصحافة العراقية، الذين تم إعدامهم من قبل النظام الديكتاتوري، أو ممن ارتقوا شهداء بسبب الإرهاب وخلال معارك التحرير ضد عصابات داعش الإرهابية، كما استحضر شهداء الصحافة في غزّة المقاومة، الذين من خلال تضحياتهم تم فضح العدوان الغاشم وكشف مجازره بحق شعبنا الفلسطيني الصامد”.
وبين “حرص الحكومة على توفير سبل العيش الكريم للصحافيين”، مؤكداً أنه “وجه قبل أسبوعين بتخصيص قطعة أرض لإنشاء مجمع سكني عمودي لنقابة الصحافيين، ضمن أرض مشروع جوهرة بغداد السكني، في منطقة الزنبرانية في ناحية الرشيد جنوب العاصمة”، كما أشار إلى “موافقة مجلس الوزراء على مشروع قانون حق الحصول على المعلومة”.
وأضاف: “أسهمت الصحافة العراقية في نشر الثقافة، واحتضنت صفحاتها سجالات ثقافية مهمة، أثرت في البنية الثقافية العربية”، معتبراً أن “التأثير الأهمّ للصحافة، يتمثل بدورها في الأوضاع والأحداث السياسية التي شهدها تاريخ العراق”.
ووفق السوداني، فإن الصحافة “أثبتت أنها أقرب لهموم الناس، وعامل حاسم ومؤثر في توعية الرأي العام أمام محاولات تدجينه أو السطو على حريته وتفكيره”، منوهاً أن النظام السابق “أعدم وغيّب واعتقل العديد من الصحافيين، واضطر الكثير منهم للهجرة، ومع تحرر العراق من الدكتاتورية، أصبحت صحافتنا مساهماً أساسياً في بناء العراق الحر التعددي الذي يتمتع فيه الجميع بالحرية والكرامة واحترام حقوق الإنسان”.
وأوضح أن “للصحافة دورا في الدفاع عن العراق الجديد، وفضح الإرهاب، وكذلك دورها خلال المعارك الكبرى التي خاضتها قواتنا الأمنية ضد الإرهاب”، مستدركاً بالقول: “قدمت الصحافة منذ 2003 حتى يومنا هذا قوافل من الشهداء والجرحى الذين استرخصوا أرواحهم من أجل العراق”.
وأكد السوداني حرص حكومته على “توفير جميع إمكانيات النجاح للصحافة الوطنية المهنية، إيماناً منها بقيمة العمل الصحافي، ودورها الوطني، وعملت الحكومة على توفير بيئة آمنة تكفل للصحافيين تأدية دورهم من دون مضايقات أو تعسف”.
وزاد: “مضينا بإصرار لإكمال متطلبات مشروع قانون حق الحصول على المعلومة، بعد أن صوّت عليه مجلس الوزراء، ونفخر اليوم بعدم وجود معتقل أو سجين رأي صحافي”، منوهاً في الوقت ذاته أن “هناك منصات تسيء إلى مهنية الصحافة، وتعمل على تسميم الأجواء وتضليل الرأي العام، مستغلةً فضاء الحرية، ومُلحقةً الضرر بالصحافة الحرّة المسؤولة، قبل ضررها على الدولة ومؤسساتها”.
واعتبر في ختام كلمته قائلاً: “الصحافة المهنية الوطنية شريكنا الأساس في بناء الدولة، نستكشف من خلالها مكامن الخلل والفساد وسوء الإدارة، وتنقل هموم الناس”.