الرباط- “القدس العربي”: ما زالت تداعيات واقعة رفض عميد كلية تسليم شهادة التفوق لطالبة بسبب ارتدائها الكوفية، تواصل حصد المزيد من المواقف الغاضبة في مقابل مواقف أخرى قليلة جدا، تجد عذرا لسلوك للمسؤول الجامعي.
أحدث ما وصلت إليه الحادثة هي قاعة الجلسات العمومية في مجلس المستشارين (الغرفة الثانية للبرلمان المغربي)، حيث وجّه مستشار برلماني عن المجموعة النيابية لحزب “العدالة والتنمية” المعارض، الثلاثاء، سؤالا شفويا لوزير التعليم العالي، عبد اللطيف ميراوي.
الوزير الذي بدا محرجا من السؤال المفاجئ للبرلماني مصطفى الدحماني عن الحزب الإسلامي، أمسك العصا من الوسط، وقال ما يفيد بأن عميد كلية العلوم في جامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء، قد يكون أخطأ، لكنه أدخل “الزلة” في باب “الرأي الشخصي”، كما أن “الإنسان عامة يرتكب أخطاء كثيرة”.
ووفق ما ورد في مقطع الفيديو المتداول بكثرة على منصات التواصل الاجتماعي وعدد من المواقع الإخبارية، فإن الوزير ميراوي قال إنه يظن “أنه رأي شخصي للأستاذ، ولن ندخل في هذا السياق”، وأضاف “ربما أخطأ، وكل إنسان يرتكب الأخطاء”.
ووفق بعض المصادر، فإن الوزير الوصي على قطاع التعليم العالي، نأى بالوزارة عن موقف العميد، حين أكد إمكانية ارتكابه للخطأ أولا، ثم تأكيده على أنه موقف شخصي يعني ليس موقفا رسميا للوزارة أو أي مؤسسة حكومية تدخل في اختصاص هذا القطاع.
وكان البرلماني الدحماني أكد في سؤاله أن “ارتداء الوشاح الفلسطيني فخر وشرف لكل مغربي، ولا يجب أن يكون محل ازدراء أو استخفاف”، وذلك تعليقا على واقعة حفل تخرج نهاية السنة الدراسية في المدرسة العليا للتكنولوجيا التابعة لجامعة الحسن الثاني في مدينة الدار البيضاء.
ونال العميد المذكور الكثير من الهجوم الرقمي في مواقع التواصل الاجتماعي، كما كان مادة رئيسية لعدد من المواقع الإخبارية والصحف الورقية، التي تناولت بالتحليل موقفه، ولم يسلم من تدوينات قاسية، كما كان له نصيب من الدفاع عنه لدى فئة قليلة، أكدت أن له الحق في أن يرفض تسليم الجائزة لطالبة خالفت العرف واللباس العلمي الموحد، وليس بسبب الكوفية رمز النضال الفلسطيني.
وثارت ثائرة المغاربة بسبب موقف هذا العميد الذي لا يتفق والموقف المغربي الرسمي والشعبي المناصر للقضية الفلسطينية، ولم يسبق أن جرى منع مسيرة أو وقفة احتجاجية لنصرة أهل فلسطين والتعبير عن استنكار المجازر الإسرائيلية في غزة والمطالبة بوقف العدوان الغاشم على المدنيين العزل.