وسط انتشار وباء الكوليرا بشكل واسع: دعوات لتحسين أوضاع مخيمات النازحين السوريين في الشمال

هبة محمد
حجم الخط
1

دمشق – «القدس العربي»: ارتفعت أعداد وفيات وباء الكوليرا شمال غربي سوريا إلى 19، بينما ناهز عدد الحالات المشتبه بها 30 ألف إصابة وفقاً لبرنامج الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة، وذلك بالتزامن مع اعتماد مجلس الأمن الدولي قراراً يسمح بإدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود، إلى الشمال السوري الذي يضم يعيش فيه حوالي 1.8 مليون نازح بينهم مليون طفل موزعين على 1633 مخيماً، لمدة ستة أشهر فقط، في وقت يعاني الناس من شتاء قارس ومن تفشي الأوبئة.
وقالت الجهات الطبية، الثلاثاء، إن عدد الحالات المثبتة بمرض الكوليرا ارتفع إلى 552 حالة إيجابية، شمال غرب البلاد، مع استمرار تفشي الوباء في المنطقة، بينما تعمل منظمة الخوذ البيضاء على الاستجابة الطارئة والإصحاح ونقل المصابين والمشتبه بإصابتهم إلى المراكز الصحية المتخصصة.
ودعا الدفاع المدني السوري، الأهالي إلى الالتزام بإجراءات الوقاية و”الانتباه لمصادر مياه الشرب وغليها قبل شربها، إن لم تكن معقمة بالكلور الخاص بتعقيم المياه وبإشراف جهات طبية، وطهي الطعام بشكل جيد، وغسل الخضروات قبل تناولها” خوفاً من انفجار الحالات وعدم قدرة القطاع الصحي على استيعابها، لاسيما في مناطق المخيمات التي تؤوي النازحين شمال سوريا.
وتشهد مخيمات قاح وأطمة ومنطقة حارم ومعرة مصرين وما حولها بالإضافة إلى منطقة عزاز زيادة في أعداد المصابين، حيث تتخوف السلطات الطبية في المنطقة من تطور المرض إلى جائحة تفوق القدرة على استيعاب المراكز الطبية.

مساعدة النازحين

وبالتزامن مع اعتماد مجلس الأمن الدولي القرار S/RES/2672 (2023) القاضي بإدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود لمدة ستة أشهر إضافية، تنتهي في تموز/يوليو القادم، تحث المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة على تحسين أوضاع مخيمات النازحين، وتقديم المساعدات الإنسانية بالحد الأقصى قبل انتهاء التفويض بعد التهديدات الروسية بعدم مناقشة الآلية من جديد عن الانتهاء منها. وتعاني المخيمات التي تضم أكثر من 1.8 مليون نازح بينهم مليون طفل ضمن 1633 مخيماً العديد من القضايا وفق منظمة “منسقو استجابة سوريا” أولها انتشار ظاهرة الصرف الصحي المكشوف الأمر الذي يزيد من معاناة النازحين، لاسيما في المخيمات العشوائية التي لا تحوي هذا النوع من المشاريع. فضلاً عن غياب المياه النظيفة والصالحة للشرب عن 47 بالمئة من مخيمات النازحين، حيث وصلت أعداد المخيمات غير المزودة بالمياه إلى أكثر من 658 مخيماً. وزيادة الأمراض الجلدية ضمن المخيمات نتيجة عوامل مختلفة أبرزها انتشار الحشرات واستخدامات المياه، إضافة إلى تزايد الإصابات المسجلة بفيروس كورونا ومرض الكوليرا نتيجة ضعف توريد المياه النظيفة وارتفاع أسعار صهاريج المياه نتيجة انقطاع المحروقات.
كما تعاني المخيمات من انعدام العيادات المتنقلة والنقاط الطبية، الأمر الذي يزيد من مصاعب انتقال المرضى إلى المشافي المجاورة. وتشكل مشكلة عزل الخيم والأرضيات داخل خيم النازحين مشكلة أيضاً وخاصة مع انتهاء العمر الافتراضي لغالبية المخيمات، مما يزيد من أضرار العوامل الجوية ضمن المخيمات. وانتشار الحرائق ضمن المخيمات نتيجة عوامل مختلفة أبرزها الاعتماد على وسائل التدفئة غير المناسبة وانخفاض درجات الحرارة بشكل كبير، مع توقعات بزيادة الحرائق خلال الفترة القادمة وخاصةً مع الاعتماد على وسائل تدفئة غير صحيحة. وتعاني المخيمات من عدم توفر مراكز تعليمية في أكثر من 988 مخيماً، ويضطر الأطفال فيها إلى قطع مسافات طويلة وسط أحوال جوية صعبة للحصول على التعليم، كما أن واقع الغذاء في مخيمات النازحين يعاني من صعوبات بالغة، إذ يواجه الأهالي أزمة تأمين الغذاء نتيجة ضعف الاستجابة الإنسانية ضمن هذا القطاع، في حين تواجه نسبة 93 بالمئة من المخيمات أزمة الخبز وارتفاع أسعاره ومحدودية المشاريع من المنظمات لتأمين الخبز المدعوم أو المجاني للنازحين.

عمالة الأطفال

كما تشكل عمالة الأطفال الهاجس الأكبر ضمن مخيمات النازحين، حيث يتجاوز عدد الأطفال العاملين ضمن الفئة العمرية (14 – 17 عاماً) نسبة 35 % من إجمالي الأطفال الموجودين في المخيمات، وخاصة مع ارتفاع كلف المعيشة اليومية ولجوء النازحين إلى تشغيل الأطفال لتغطية الاحتياجات اليومية.
في غضون ذلك، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، إن قرار تمديد آلية إيصال المساعدات إلى سوريا، عبر الحدود التركية، لستة أشهر إضافية، يأتي في ظل وصول الاحتياجات الإنسانية إلى أعلى مستوياتها في سوريا، منذ العام 2011. وأوضح غوتيريش أن تمديد الآلية يبقى شريان حياة لا غنى عنه بالنسبة لـ4.1 مليون شخص، في شمال غرب سوريا، في وقت يعاني الناس في سوريا من شتاء قارس وتفشي وباء الكوليرا. وشدد على أهمية توسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية عبر سوريا، بما في ذلك من خلال العمليات عبر الحدود وعبر خطوط الصراع، وتوسيع الأنشطة الإنسانية من خلال الاستثمار في مشروعات الإنعاش المبكر.
وحث أعضاء مجلس الأمن وغيرهم على مواصلة دعم جهود الشركاء في المجال الإنساني، لتقديم المساعدة لمن يحتاجونها في جميع أنحاء سوريا. وأكد الأمين العام التزام الأمم المتحدة باتباع جميع السبل لتقديم المساعدة والحماية، من خلال أكثر الطرق أمانا ومباشرة وفعالية. ويوم الاثنين، أقر مجلس الأمن الدولي تمديد آلية إدخال المساعدات عبر الحدود التركية، إلى مناطق شمال غرب سوريا، مدة 6 أشهر خلال جلسته، ونجح مجلس الأمن بموافقة 15 عضواً على تمديد آلية إدخال المساعدات الأممية عبر تركيا 6 أشهر، قبل انتهاء التفويض السابق. وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، تعمل على تشكيل حلف رباعي، في مواجهة الفيتو الروسي المحتمل إزاء التمديد.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول آدم:

    انتشار الامراض لتدمير الشعوب والدول، ليس عفوي,,, وليس من فعل الطبيعة,,, بل بفعل فاعل,,, لقد كان القوى الاستعمارية والى يومنا هذا تستخدم الاسلحة البيلوجية ، ومنها السموم والامراض المعدية لتدمير الشعوب حتى لا تقوى على المقاومة ولا تقوى على تغيير الواقع!!!! ان كان هناك فعل غير منطقى، فهناك فاعل منطقى دائما له اسبابه القوية في ارتكاب جرم ارهابي على هذا المستوى ,,,,

إشترك في قائمتنا البريدية