وسط صمت وسرية.. انتهاء أشغال منتدى بيلدربيرغ الوصي على استمرار تفوق الغرب

حسين مجدوبي
حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”:

انتهت هذا الأحد في العاصمة مدريد أشغال مؤتمر نادي بيلدربيرغ الذي يعتبر من النوادي السرية وله تأثير بالغ في قضايا العالم وإن كان قد بدأ يتراجع، وتنتهي دون تقديم خلاصات اجتماعه التي عالجت قضايا مثل الذكاء الاصطناعي وحروب أوكرانيا وفلسطين ضمن أخرى، وتبقى الخلاصات مقتصرة على صناع القرار في الغرب أساسا.

وكانت العاصمة البرتغالية لشبونة قد احتضنت السنة الماضية أشغال هذا النادي، وتولت مدريد احتضان الدورة السبعين ما بين الجمعة والأحد، حيث جرت الأشغال في فندق غير بعيد عن القصر الملكي “البرادو”.

وهذا المنتدى يشبه منتدى دافوس السويسري إلا أنه مغلق، ويقبل المشاركون بالتزام السرية وتفادي تقديم تصريحات للصحافة.

ورغم مشاركة كبار صناع القرار الاقتصادي والسياسي والعسكري في الغرب في بيلدربيرغ، إلا أن الصحافة نادرا ما تكتب عنه، وذلك لسببين، الأول رغبة المشاركين في البقاء بعيدين عن الأنظار، والسبب الثاني هو سيطرة المشاركين على عدد من المنابر الإعلامية الدولية، ويمنعونها من التغطية، وإن كانت، فهي لا تتعدى الإخبار.

والمفارقة أن هذا النادي يعقد دوراته منذ سبعين سنة، ومن النادر جدا العثور على أخبار حوله قبل تأسيس المواقع الرقمية المستقلة مع ظهور الإنترنت. والبحث عن أخبار النادي في محركات البحث الخاصة بكبريات الجرائد مثل لوموند ونيويورك تايمز وسي إن إن سيكشف كم هي نادرة الأخبار حوله لاسيما قبل سنة 2000.

وكانت أشغال النادي تجري في سرية مطلقة، حيث لا يتم الكشف لا عن أجندة المواضيع التي يتم بحثها ولا عن هوية المشاركين، إلا أنه خلال السنوات الأخيرة يتم الكشف عن المشاركين وكذلك أجندة الدورة.

ويشارك في هذا النادي صناع القرار السياسي والمالي والعسكري، وبالتالي توجد أسماء عن المفوضية الأوروبية والحلف الأطلسي والبنك الدولي وكبار البنوك وشركات الاستثمار وأحيانا صحافيين لهم تأثير كبير وسط الرأي العام علاوة على حضور ملوك وأمراء. ويقتصر الحضور على الغرب بمفهومه الكلاسيكي بما في ذلك أوروبا الشرقية منذ سقوط برلين، ويتم خلال الدورات الأخيرة استدعاء تركيا للمشاركة. ويتميز النادي خلال أشغاله بغياب البروتوكول والتراتبية، حيث يصبح الجميع متساويا في النقاش.

وكتبت صحيفة ذي غارديان البريطانية السبت الماضي أن القمة السنوية السرية للنادي تحاول أن تتصدى لسمعتها الغامضة، ولكن قائمة ضيوفها لا تزال تبدو وكأنها قائمة من المتآمرين الذين يحكمون العالم. ويبقى غياب التواصل هو الذي يبرر الاتهامات لها بأنها قمة المؤامرات.

وحول الأجندة، كتبت صحيفة دياريو الإسبانية منذ يومين أن هذه الدورة تركز على الحرب في أوكرانيا وقضايا العالم الأخرى من حروب مثل قطاع غزة وصراعات وأوبئة، وتنقل الصحيفة عن أحد المشاركين الإسبان حول أجندة اللقاء “قواعد النادي لا تسمح بالحديث عن النقاشات”. ويبقى اللافت للانتباه هو تخصيص حيز هام للذكاء الاصطناعي لأنه يقتحم جميع المجالات مثل الأدوية والأسلحة.

ورغم الهالة الأسطورية التي تحيط بهذا النادي الذي يزعم الوصاية على الغرب، إلا أنه فقد تأثيره الحقيقي على العالم، فمن جهة، لم يعد الغرب يتحكم في العالم في ظل بزوغ الصين وروسيا واستيقاظ الغرب، ومن جهة أخرى، يجري الحديث عن ظهور نوادي أخرى في الغرب أكثر سرية وهي الاجتماعات غير المعلن عنها لقادة الاستخبارات والقيادات العسكرية وكبار الباحثين في جيوبولتيك بشتى فروعها الذين يقررون ويتخذون القرارات في صمت حول مستقبل الغرب، لاسيما في ظل التسلسل القوي للاستخبارات الصينية والروسية في المؤسسات الأوروبية والأمريكية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية