وصول أول مجموعة من المتمردين الأكراد للعراق وفقا لخطة سلام

حجم الخط
0

هرور (العراق) ـ من إيزابيل كولز ـ (رويترز) – دخلت أول مجموعة من المتمردين الأكراد المنسحبين من تركيا إلى شمال العراق اليوم الثلاثاء بموجب عملية سلام في خطوة ترمز إلى إنهاء تمرد دام ثلاثة عقود.

هبطت المجموعة وقد بدت عليها علامات التعب والإرهاق من جبل على الحدود في ساعة مبكرة اليوم لتجد رفاقا من حزب العمال الكردستاني استقبلوها بالترحاب والعناق.

كان مقاتلو حزب العمال الكردستاني قد بدأوا في ترك مواقعهم بجنوب شرق تركيا الأسبوع الماضي بعد أن أعلن زعيمهم المسجون عبد الله أوجلان وقفا لإطلاق النار في مارس آذار لإنهاء صراع أودى بحياة 40 ألف شخص ودمر اقتصاد المنطقة وأطلق موجة من الاتهامات على تركيا بانتهاك حقوق الإنسان.

وعبرت مجموعة من 13 رجلا وامرأة الحدود ليدخلوا واديا في منطقة هرور بالقرب من جبل متينا حاملين خلف ظهورهم بنادق كلاشنيكوف وحقائب وأغطية ملفوفة.

وقالت إحدى القادمات وتدعى سورخوين وقد بدت قنبلة يدوية من سترتها “ظللنا بالطريق لسبعة أيام وكانت الأحوال فيها في غاية القسوة. كانت السماء تمطر ثلوجا ولم يتوقف المطر وغطى الطين الطريق.”

وتعتبر الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية. وحكم على أوجلان بالإعدام بعد أن قبضت عليه قوات تركية خاصة عام 1999 في كينيا لكن تم تخفيف الحكم للسجن مدى الحياة بعدما تخلت تركيا عن عقوبة الإعدام في إطار إصلاحات تهدف لفتح الباب أمام عضويتها في الاتحاد الأوروبي.

وتعد خطة السلام مغامرة كبرى بالنسبة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان الذي قد يواجه رد فعل معاكسا في الداخل قبل الانتخابات المقررة العام القادم. لكن استطلاعات الرأي تظهر ارتفاع التأييد الجماهيري للعملية التي يمكن أن تحقق قدرا من الاستقرار في منطقة مضطربة على حدود العراق وإيران وسوريا.

وقالت سورخوين بينما التف المتمردون للتدفئة حول نار كان يجري إعداد الشاي عليها “قضيتنا ستحل بالإفراج عن زعيمنا ألبو (أوجلان) من السجن. سيحل كل شيء بعدها.” ورفرفت رايات حزب العمال الكردستاني بألوانها الحمراء والصفراء والخضراء وظهرت في الخلفية لافتة تحمل صورة أوجلان.

ويضم حزب العمال الكردستاني ما بين 3000 و4000 مقاتل منتشرين في جبال شمال العراق ونحو 2000 مقاتل في تركيا حيث ظلوا يستهدفون القوات التركية ويقصفون مدنا. ومن المتوقع أن يستغرق الانسحاب عدة شهور.

وبدأ الحزب تمرده عام 1984 بهدف إقامة دولة كردية في جنوب شرق تركيا لكنه خفف المطلب بعد ذلك لحكم ذاتي للمنطقة الكردية بالجنوب الشرقي.

وخلال المحادثات التي جرت بين أوجلان والمسؤولين الأتراك منذ الخريف الماضي سعى الأكراد لإصلاح دستوري يعترف بحقوقهم الثقافية والسياسية واللغوية وإنهاء التشديد على “الهوية التركية” الذي يطغى على الدستور الحالي.

وقالت سورخوين إن مجموعتها لم تر أي قوات تركية في طريقها لكن ويلات افرين وهو كردي سوري عمره 21 عاما انتمى لحزب العمال الكردستاني منذ سبع سنوات قال إن طائرات استطلاع تركية بدون طيار كانت تحوم فوقهم لمراقبة رحلتهم على ما يبدو.

وكان المتمردون قد اتهموا الجيش بتعريض انسحابهم للخطر من خلال إطلاق طائرات بلا طيار وبسبب تحركات القوات التي حذروا من أنها يمكن أن تثير اشتباكات.

وقال أفرين “الرحلة كانت صعبة لكن مع (أبو) زعيما لنا لن تضعف عزيمتنا.” وأضاف “إذا كان هناك ما يستدعي الحرب فسنقاتل وإذا لم يكن هناك ما يستدعي فسنناضل سياسيا.”

ومضى قائلا إن المتمردين يمكن أن يذهبوا للقتال في سوريا إذا تعرض الأكراد هناك لهجوم خلال الصراع الدائر بالبلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية