وطني
ليس في حاجة إلى الثلوج
ولا إلى الأجراس
الثلوج ما عادت كما كانت
فقد انتهت عبئا ثقيلا
وطني
في حاجة إلى تاريخ جديد
تضمّه مخطوطة واحدة
مكتوبة بحروف أخرى
بخفة، تذهب بها
رياح الحياة
حياة كلّ يوم
عندما شموع النفوس
واحدة تلو أخرى تنطفئ
كمزمور يتلى
بلا كلمات.
لوطني
مغازة لكل شيء
حيث الكلمات الفقيرة والمدهشة فيها
يهديها مجّانا
ساسة غشّاشون ومقامرون
وفتيات ذوات أفخاذ ونهود عارية
كالتفّاح الناضج
وكالعسل الواعد
نمرّحه على خبز لنا أبيض، ساخن
وناضج في فرن بلا نار.
وطني
ليس في حاجة إلى أيّ بستانيّ
عمّال البساتين كالمزارعين
شاخوا وظلّوا يعيشون
على الطماطم المجفّفة
كي لا يموتوا
جوعا وهمّا.
وطني
ليس في حاجة إلى ملائكة
ولا إلى أيقونات وغلال الخريف
تلك التي كانت
في أوركسترا الغجر السّعداء
وطني
لم يعد في حاجة إليّ
لم يعد يحتاجني.. يحتاجكم ويحتاجنا
هو ليس في حاجة إلى الدّموع أو ليقيم عرسا
ليس في حاجة إلى حبّ ولا إلى إله
وإنّما هو يحتاج ذهبا، غازا طبيعيّا ومعادن نفيسة
في الوطن الّذي فيه ولدنا
فقراء
ولكن الآن
ومع تناقص الأطفال الذين كانوا يملؤون الشوارع هرجا وصراخا
لأنّ آباءهم كانوا بصدد عدّ الملاليم القليلة في جيوبهم
والذّكريات الجميلة لعام مضى
وطني
لم يعد لي
ولا لكم
إنّه في حكم آخرين
يبيعونه لأولّ من يشتري.
إيّون ديكوناسكو 1947 شاعر رومانيّ ومترجم .. أصدر إلى حدّ الآن: «جهاز لتصويرالروح 1981، «طين الضّبابة» 1985 « أبديّة اللّحظة» 1986 ، «قناع الصوت» 1987 «قواعد الحظّ» 1991 «برهان الوحدة» 1993 ، «بلاغة المرآة» 1995 ، «صفر ديناميكا» 1995 ، «نجمة الأرق» 1995 ، «حديقة الصّحراء» 1997 ، «جرح العتمة» 1998 ، «حفل الخسران» 2001 ، «أجنحة النور» 2009 ، «هلاك الشاعر» 2011
ترجمة : یوسف رزوقة