«وغازي عينتاب» اشتهرت بصناعة البقلاوة واليوم هي مركز الثورة السورية.. ومقاتلون وساسة وجهاديون وتعليمات للأمريكيين: لا تظهروا علنا… ولا تلبسوا قمصانا بشارات أمريكية

حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي»تقع مدينة غازي عينتاب في جنوب تركيا، وسميت بهذا الإسم لإن الزعيم التاريخي الغازي مصطفى كمال أتاتورك زارها وأضيف غازي لإسمها الأول عينتاب لتصبح غازي عينتاب وتبعد عن الحدود السورية حوالي 40 ميلا ومنذ الثورة السورية في آذار/ مارس 2011 أصبحت في مركز الصراع في الشرق الأوسط.
وأصبحت المكان الذي يتدفق عليه اللاجئون والصحافيون والمقاتلون والجواسيس وعمال الإغاثة والجهاديون وكل واحد من هؤلاء له علاقة بما يجري في سوريا ويجب أن يمر على هذه المدينة.
وفي مقال مطول عن الدور الذي تلعبه المدينة في النزاع السوري كتبته الصحافية الأمريكية بمجلة «نيويوركر» وقالت إنها ساقت سيارتها في أحياء غازي عينتاب الراقية والتقطت صورا لصواريخ باتريوت الأمريكية التي توجه مدافعها صوب سوريا.
فقد تم نصب منظومة الصواريخ العام الماضي لمواجهة صواريخ «سكود» التي يقوم جيش النظام السوري لبشار الأسد بإطلاقها تجاه مناطق المعارضة، ومواجهة القصف المدفعي من حين لآخر والذي يصل الحدود التركية.
وأشارت إلى مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ـ داعش الذين لا يبعدون عن الحدود مع تركيا.
وتعتبر منظومة باتريوت حيوية للدفاعات التركية وحماية أراضيها من آثار الثورة السورية، ففي زيارة للأمين العام لحلف الناتو جين ستلونبيرغ للقوات الأمريكية التي تدير صواريخ باتريوت في شهر تشرين أول/ أكتوبر أخبر الجنود قائلا «عملكم مهم أكثر من أي وقت مضى».

مركز نشاط الثورة

وتقول الصحافية إن مدينة غازي عينتاب بسكانها الـ1.5 مليون كانت تعرف حتى الصيف الماضي بحلواها طيبة المذاق «بقلاوة عينتاب»، واستفادت المدينة من الازدهار الإقتصادي الذي حققته البلاد خلال السنوات الماضية.
وفي العام الماضي افتتح مركز تسوق كبير «فورام مول» والذي يحتوي على كل الماركات الغربية والأمريكية من مطاعم مثل بيرغر كينغ، كي أف سي، وماكدونالدز ومقاه مثل ستارباكس وغيرها.
وعرضت دار السينما فيه فيلم براد بيت «فيوري» عن الحرب العالمية الثانية. وساعد في تعزيز القوة الإقتصادية التركية خاصة مدن الجنوب، العلاقة الجيدة مع النظام السوري قبل 4 أعوام، فقد كانت سياسة تركيا الخارجية تقوم على «صفر مشاكل مع الجيران».
وفي عام 2008 استقبل رئيس الوزراء طيب رجب أردوغان الرئيس السوري وعائلته الذي حضر لقضاء عطلة صيفية في منتجع على بحر إيجة. ولكن العلاقة توترت بعد اندلاع الإنتفاضة حيث انتقد أردوغان الأسد وقال إنه ليس من البطولة في شيء قتل الرئيس لشعبه وطالبه بالتنحي عن السلطة «لمصلحة بلدك ومصلحة المنطقة».
ومنذ ذلك الوقت عملت تركيا كل ما بوسعها لدعم المعارضة السورية والمسلحة ووفرت لها الملجأ، ففي غازي عينتاب تعمل الحكومة الإنتقالية السورية، ويزور المدينة وبشكل منتظم قاد المجلس العسكري الأعلى للثورة السورية وقادة الجيش الحر.
وفي غازي عينتاب تدير الأمم المتحدة بعثة لها وكذا هناك مقرات لعدد من المنظمات الدولية الإغاثية.
وتقول رايت إن غازي عينتاب مهمة للولايات المتحدة خاصة بعد إغلاق سفارتها بدمشق بداية عام 2012. ولهذا فكل العمليات التي تقوم بها الولايات المتحدة لمساعدة المعارضة تمر من جنوب تركيا. وتشمل الجهود الأمريكية حزمة مساعدات إغاثية بقيمة 3 مليارات دولار ليس فقط للاجئين السوريين في تركيا ولكن في داخل البلاد. وتضيف أن الولايات المتحدة أنفقت 200 مليون دولار على كل شيء من سيارات جمع القمامة، والشاحنات وأجهزة الاتصال لتقوية مراكز المعارضة.
وأنفقت الولايات المتحدة الأمريكية 90 مليون دولار لتسليح وتدريب المعارضة السورية بمعدات غير فتاكة وتشمل سيارات عسكرية ووجبات غذائية. ولم تفتح الولايات المتحدة لها قنصلية في غازي عينتاب بسبب المخاطر المحيطة بوجودها.

متطوعون من كل لون

وتقول رايت إن تركيا سمحت قبل عامين للمتطوعين الأجانب والأتراك بالسفر إلى سوريا والقتال إلى جانب المقاتلين السوريين، وكان المتطوعون يصلون إلى مطار المدينة الصغير ومنه يتوجهون نحو الحدود مع سوريا، ومنهم كان المحامون والأطباء والتجار والطلاب. لكن صعود تنظيم الدولة الإسلامية بداية العام الحالي غير الكثير من المواقف حيث بدأت الحكومة التركية بالتشديد على حركة الأجانب وقالت إنها رحلت آلافا منهم ووضعت 60 ألفا آخرين على قائمة الممنوعين من دخول البلاد.
ولم تمنع هذه الإجراءات مئات الرجال والنساء من دخول سوريا. وتشير لتقارير تحدثت عن «اختراق» داعش لمدينة غازي عينتاب.
ففي شهر تشرين أول/ أكتوبر قامت الشرطة التركية بمداهمة عدد من البيوت في المحافظة وصادرت 29 حزاما ناسفا، و330 كيلوغراما من مادة سي-4 الناسفة ومتفجرات وكلاشينكوفات. وتلقى الأمريكيون والغربيون في المدينة تحذيرات من استهداف داعش لهم. ولهذا لا تستمر إقامة الأمريكيين سوى ساعات في المدينة.
وقالت إن مسؤولا بارزا في الخارجية أخبرها أنه في حالة تعرضه لهجوم فخياره الوحيد هو الاختباء تحت سرير غرفته في الفندق.
وقالت إن مسؤولين أمريكيين زاروا غازي عينتاب هذا الخريف وحملوا رسالة واضحة للعاملين من الأمريكيين في منظمات غير حكومية وهي تجنب الظهور بشكل واضح «ولا تتجمعوا معا في أماكن عامة، لا ترتدوا قمصانا أو ملابس تحمل شعارات تشير لجنسية الشخص وابتعدوا عن ستار باكس».
ونقلت عن متعهد أمريكي قوله «غازي عينتاب مدينة للعمل اليومي وليست مدينة كوزموبوليتنية رغم أنها مدينة مزدهرة».

عين العرب ـ كوباني

وتتحدث الكاتبة هنا عن المعركة الدائرة في كوباني حيث يقول السكان المحليون إن اسم البلدة جاء من الألمان الذين بنو خط برلين – بغداد حيث أنشأوا محطة قطار في المنطقة وكان الألمان يعملون في «كومباني/ شركة» أو باهن/ القطار وقد جذبت المنطقة إليها مسيحيين هربوا من الاضطهاد ومن ثم أكرادا حيث نما حول المحطة مجتمع من 40 ألف نسمة، وفي الترتيبات البريطانية – الفرنسية ضمت كوباني إلى سوريا أما المناطق الواقعة شمالها فقد ضمت إلى تركيا. والحدود التي رسمها كل من سايكس وبيكو يحاول داعش إلغاءها، فمن خلال سيطرته على البلدة فإنه سيوسع حدود «خلافته» كي تصل إلى الحدود التركية.
ومن هنا جاءت محاصرة قوات داعش للبلدة المغمورة والغارات التي شنتها الولايات المتحدة على الجهاديين فيها قبل شهرين حولت البلدة من كونها هامشا في الحرب لامتحان لقوة الأمريكيين ضد داعش. ويمكن للاجئين والصحافيين مشاهدة ما يجري في البلدة من الحدود التركية، ويراقب اللاجئون الذين فروا منها بيوتهم كما يفعل حامد مسلم (84 عاما) الذي أشار بعصاه إلى بيته في الحي الغربي منها وقال «أغلقنا الباب وتركنا كل شيء». ويقول مسلم إن الغارات الأمريكية ليست مؤثرة أو منتظمة «لا يبدو أنهم يضربون داعش» ولو ضرب الأمريكيين بقوة لما ظل في البلدة أي مقاتل من تنظيم الدولة الإسلامية.

ثمن الحرب

لكن القيادة المركزية الأمريكية تقول إن عمليتها «الإرادة الصلبة» في سوريا والعراق تعمل على تحجيم تحرك داعش، وتشير الكاتبة إلى كلفة الغارات (290 غارة) فكل صاروخ تومهوك يكلف 1.2 مليون دولار بدون إضافة كلفة الوقود والفريق ونشر بارجتين حربيتين في الخليج، كما رمت الطائرات الأمريكية صواريخ «هيلفاير» حيث تبلغ كلفة الواحد منها مئات الدولارات.
وبالنسبة للطائرات الحربية، فمدمرة بي-1 تكلف 58 ألف دولار في الساعة، وإف-15 إي يتجاوز 30 ألف دولار في الساعة، وأف-22 / رابتور التي تستخدم أول مرة في قتال داعش فتبلغ كلفة تصنيعها 50 مليون دولار وساعة تحليقها تتجاوز 68 ألف دولار.
ومع أن الغارات بدأت قوية في إيلول/ سبتمبر إلا أنها توقفت في تشرين ثان/ نوفمبر فقد قال الجنرال جون ألن الذي يقود الحملة الدبلوسية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لصحيفة «ميليت» التركية إنه تم احتواء الوضع في كوباني، وإن داعش لن ينجح فيها. وتقول رايت إن المقاتلين الأكراد صمدوا داخل المدينة وتكبدت قوات داعش خسائر فادحة. وخلفت المعارك 600 مقاتلا تركت جثثهم تتعفن في الهواء الطلق. وتعطلت اتصالات داعش ودمرت عرباته.
وتوقع مسؤول عسكري أمريكي التخلص من داعش «بسرعة أكثر مما يتوق الكثيرون». وتعلق الكاتبة أن داعش لا يزال يسيطر على مناطق في البلدة لكن حضور المقاتلين الأكراد واضح، وغير التنظيم من استراتيجيته، فحتى يتجنب مراقبة طائرات التجسس له يقوم بحرق عجلات سيارات حيث تتصاعد منها سحب الدخان ويتحرك بسهولة.
وتنقل عن آن باترسون المسؤولة المساعدة لوزير الخارجية بعد عودتها من غازي عينتاب إن «الأزمة السورية عصية على الحلول، ولكن لدينا واجبات تحتمها مصالحنا القومية في المنطقة وواجبات إنسانية تنبع من قيادتنا الدولية تحتم علينا وضع حد للحرب».

سوريا وأوباما

وترى رايت أن موقع سوريا الإستراتيجي بحدود مع تركيا والأردن وإسرائيل والعراق اعطاها فرصة للاستفادة من واستغلال الظروف السياسية لصالحها وبالإضافة لهذا فالتكوين الإثني والطائفي جعلها عرضة للتدخلات الإقليمية والدولية.
وبعد نهاية الحرب فسيكون أثر سوريا على المنطقة أكبر مما تركه التدخل الأمريكي والإطاحة بنظام صدام حسين أو الربيع العربي الذي بدأ من تونس.
ويقول ستيف كوك، من مجلس العلاقات الخارجية إن سوريا ليست مهمة كدولة ولكنها كانت في مركز كل الموضوعات الاستراتيجية من النزاع العربي- الإسرائيلي واستقرار الأردن والعراق ولبنان ونفوذ إيران والوحدة العربية».
ومنذ بداية الحرب أصبحت سوريا كما يقول «دوامة» حيث يحتوي النزاع على كل المكونات- تطرف- مقاتلون أجانب، حروب بالوكالة، صراع قوى عظمى، عنف طائفي والآن يجر كل الدول القريبة منه».
ولهذا السبب تعتبر سوريا من أكثر الموضوعات محل الخلاف في إدارة الرئيس باراك أوباما الذي حاول تجنب الدخول في حروب بالمنطقة وركز على سحب القوات الأمريكية من العراق. ولهذا السبب رفض مقترحا من وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون وعدد من أبرز أركان إدارته لتدريب جيش من المعارضة المعتدلة.وبسبب عمق الخلافات داخل الإدارة فقد استقال اثنان من كبار المتخصصين في الشرق الأوسط. الأول روبرت فورد السفير السابق في سوريا «بالنسبة لي فقد بدا واضحا أن الاستراتيجية ليست ناجحة».
ورغم موافقته على البقاء في منصبه حتى مؤتمر جنيف-2 لكنه كما يقول «لم يكن باستطاعتي الدفاع عن الاستراتيجية، فقد بدأت تلوث نزاهتي الشخصية». أما الثاني فهو فردريك هوف الذي استقال من منصبه كمستشار خاص حول سوريا في عام 2012.
وأخبر المسؤول السابق الكاتبة «نظر أوباما إلى سوريا كمشكلة من الجحيم» و «كان يريد لهذه المشكلة أن تختفي من بريده الإلكتروني».

جهود الإغاثة

ومع ذلك أمر أوباما في ربيع 2012 بتقديم الدعم للمعارضة السورية وأرسل مجموعة من الأمريكيين للعمل مع «فريق الرد والدعم للعملية الانتقالية السورية» حيث يعمل الفريق مباشرة من غازي عينتاب.
وتنقل عن مسؤول في الخارجية عمل في مجال الإغاثة والكوارث الطبيعية إن مهمته الحالية في غازي عينتاب هي الأصعب «ونحاول تقديم المساعدة للسوريين الشجعان كي يديروا مناطقهم، ولكننا لا ندخل إلى سوريا حتى نتأكد من أن العمل يسير بشكل جيد..».
ويواجه السوريون تحديات واسعة خاصة اللاجئين منهم، وتنقل هنا عن راؤول روسيند نائب منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة قوله إن «حجم المأساة الإنسانة يعتبر الأكثر قسوة من أي نزاع يحدث في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية».
واستقبلت تركيا 1.6 مليون لاجئ وهناك أعداد أخرى تجتاز الحدود خاصة بعد هجوم داعش على عين العرب/ كوباني. وهناك 3 ملايين طفل سوري تقريبا بلا مدارس. وتنقل عن فواز محمود من الحكومة الانتقالية «نخشى أن يكون هذا الجيل هو الجيل الضائع، ليس لعدم ذهابهم للمدارس ولكن لاستغلال العصابات لهم وتحويلهم إلى مجرمين».
ويعتبر العمل الإغاثي خاصة للأجانب مهمة خطيرة، وتشير هنا لما حدث لكل من عبدالرحمن/ بيتر كاسينغ وألان هينينغ وديفيد هينز الذين ذبحهم تنظيم الدولة الإسلامية. وتشيرللمشكلة الأخلاقية التي تواجهها الولايات المتحدة في مجال الدعم الإنساني، فمعظم الدعم يذهب محافظات الرقة ودير الزور وحلب وإدلب وهي مناطق صارت تحت سيطرة داعش.
وهو ما أدى لنقاش داخل الإدارة وتساءل مسؤول في الخارجية «السؤال هو هل نقوم بمساعدة داعش؟»، والمشكلة هي أن نسبة 10-15% ممن يعيشون في مناطق داعش يعتمدون على الدعم الدولي، وذلك حسب أورهان محمد، المدير التنفيذي لوحدة المساعدة والتنسيق في غازي عينتاب «هناك مفهوم إنساني وآخر سياسي، فلو أرسلنا مساعدات غذائية لهذه المنطقة فقد تساعد داعش، ولكن إن نظرت إليها من جانب إنساني، فأنت تساعد العائلة على الحياة، إنه خيار الشيطان».
ولكن المشكلة هي ان سيطرة داعش على منطقة شمال- شرقي سوريا أدت لوقف المساعدات الأمريكية للسلطات المحلية خاصة المدارس، ذلك أن داعش نهب كل الشاحنات والعربات التي قدمت لدعم المجالس المحلية.
ويعترف مسؤول في الخارجية بالظرف السيئ في هذه المناطق. وتشير لسيطرة إسلاميين على معدات أمريكية بداية العام قدمت للمجلس العسكري التابعة للجيش الحر حيث أخذت أجهزة تقدر بالملايين من مخازن في بلدة أطمة.
ويشير أورهان محمد إلى أن نسبة 60% من الدعم الدولي تصل للمحتاجين أما الباقي فيضيع بين أمراء الحرب والعصابات الإجرامية وسائقي الشاحنات، رغم محاولة الولايات المتحدة الحصول على أوراق ثبوتية قبل نقله.
ويقول أسعد العشي أحد العاملين في هيئة التنسيق المحلية «الكثير من الدعم يتم بيعه في مناطق النظام أو مناطق المعارضة»، مشيرا أن هذه المواد تباع علنا في شوارع حلب وإدلب. وتقلل آن باترسون من حجم المشكلة لأن هذا يحدث دائما حي يبيع الناس الدعم ولكن الأهم هو قرار إيصال الدعم. ويؤكد مسؤول آخر في الخارجية أن الوضع هو وضع حرب وفي حالة تسرب جزء من الدعم لسوريين آخرين فليس مشكلة. فالمبدأ هو مواصلة الدعم الأمريكي للمعارضة.
ولا يعتقد الأمريكيون أنها ستكون قادرة على الزحف نحو دمشق في الوضع الحالي ولكن تعديل الميزان في الحرب، فكما يقول مسؤول فلا أحد يؤمن بأن الحل سيكون عسكريا للحرب «فنحن لا نريد هزيمة النظام للمعارضة» كما يقول.

معارضة مسلحة وسياسية

وأشارت لاجتماع تم في «فندق الديوان» في غازي عينتاب لعدد من قادة الفصائل الذين جاءوا من حلب لمناقشة التطورات الجديدة بعد دخول داعش لكوباني.
ونقلت عن محمد العبيد من كتيبة لواء التوحيد قوله إن سقوط حلب بيد داعش سيكون أكبر خسارة للثورة، مشيرا إلى أن كوباني ليست إلا منطقة صغيرة من سوريا. وتقول إن الخطر على حلب لا ينبع من داعش فقط بل ومن النظام الذي استغل انشغال العالم بكوباني ليصعد من عملياته في حلب. وفي حالة نجح النظام بمحاصرة مناطق المعارضة وقطع طريق الإمدادات عنها من تركيا، فستجبر المقاومة فيها على الإستسلام كما حدث في مناطق اخرى. وكما قال لوران فابيوس، وزير الخارجية الفرنسي فهذا يعني موت أي حل سياسي، وتصدير العنف السوري للعراق ولبنان والأردن، كما ناقش في مقال نشرته «واشنطن بوست» الشهر الماضي. ويقول الشيخ توفيق شهاب الدين الذي يقود «كتيبة نور الدين زنكي»، وكان حاضرا في اجتماع القادة «الوضع صعب جدا في حلب» وقال «نحن بحاحة لدعم جوي من الأمريكيين» ونريدهم أي الحلفاء «ضرب المواقع الإستراتيجية للنظام وليس فقط داعش» وبدون هذا فستكون جهود الثورة هباء. وتشير الكاتبة لمشكلة الجيش الحر الذي تكون من عدد من الفصائل والكتائب وعاني من الإنقسام الدائم حيث انزلقت فصائله شيئا فشيئا نحو شكل من «أمراء الحرب» وكما يقول العشي «مشكلة فصائل الجيش الحر انها كانت مهتمة بتحرير قراها وأحيائها وعندما حققت ما تريد جلست بدون عمل» وهو ما أدى للتركيز على أهداف محلية.
وتشير أيضا لللإنقسام الذي تواجهه الفصائل السياسية السورية، خاصة الائتلاف الوطني الذي يتخذ من اسطنبول مركزا له وأعضاؤه منقسمون على أنفسهم. ونفس الأمر يقال عن الحكومة الإنتقالية التي يريد كل فصيل فيه قطعة من الحكومة وهو ما أدى لعجزها. ويقول العشي إن المعارضة السورية فشلت مرة بعد الأخرى بتقديم قيادة دائمة.
ويعترف أحمد طعمة، رئيس الحكومة الانتقالية بارتكاب المعارضة أخطاء «ولم نتعلم بعد ثقافة أو مبدأ الديمقراطية» مشيرا إلى أن 50 عاما من الحكم الديكتاتوري أفقدت السوريين روح العمل المشترك.

إعداد إبراهيم درويش:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية