نواكشوط ـ ‘القدس العربي’: أجمعت مصادر إعلامية موريتانية أمس في نواكشوط على تعرض موقع وكالة السجل السكاني والوثائق المؤمنة في موريتانيا لعملية اختراق من قراصنة مجهولين أدت لاستحالة تصفح الموقع واختفاء محتوياته.
ولم تعط الوكالة أي توضيحات عن هذه الحادثة لغاية ظهر أمس الثلاثاء، سوى أن مصدرا في إدارتها أكد لـ’القدس العربي’ أن ‘الوكالة تؤمن محتوياتها في أقراص ضخمة تحسبا لأية كوارث’، مشيرا إلى ‘أن الخلل بسيط وسيتغلب عليه فنيا خلال ساعات’.
ولغاية ظهر أمس يستحيل تصفح هذا الموقع الذي يحوي المعلومات الشخصية لقرابة مليونين و500 ألف مواطن موريتاني ممن قيدوا حتى الآن لدى الوكالة التي أنشئت قبل أربعة أعوام.
واستبدل القراصنة المجهولون واجهة موقع الوكالة بشعارات محررة باللغة الصينية، مع عرض مجموعة من الصور بالأبيض والأسود مصحوبة بموسيقى متقطعة رتيبة.
وهذه هي أكبر قرصنة يتعرض لها موقع حكومي موريتاني بهذا المستوى الكبير من الحساسية.
ولا يستعبد محللون لهذه العملية وجود أهداف سياسية وراءها، بينها غرز العيدان في دواليب النظام أياما قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في حزيران / يونيو القادم، وكذا إظهار عجز مدير هذه الوكالة وهو من أقرباء الرئيس الموريتاني، وتوجه له المعارضة انتقادات شديدة باستمرار بل تشترط عزله عن الوكالة ضمن شروط تضعها للمشاركة في الانتخابات المقبلة.
وتأسست وكالة سجل السكان والوثائق المؤمنة عام 2010، وقد كلفت بإصدار بطاقات التعريف الوطنية، وجوازات السفر، وإفادات الزواج والطلاق والوفيات، وهي وثائق كانت عمليات إصدارها موزعة بين إدارات مختلفة.
وينتظر أن تسند للوكالة منتصف السنة الجارية مهام إضافية بينها إصدار رخص قيادة السيارات ووثائق ملكية القطع الأرضية والبطاقات الرمادية للسيارات.