لندن – رويترز : قالت وكالة الطاقة الدولية أمس الإثنين ان الولايات المتحدة ستقود نمو إمدادات النفط العالمية خلال السنوات الخمس المقبلة، إذ ستضيف أربعة ملايين برميل أخرى يوميا إلى إنتاج البلاد المزدهر بالفعل.
وقالت الوكالة ،التي تتخذ من باريس مقرا، ان إنتاج النفط الأمريكي، بما في ذلك سوائل الغاز الطبيعي وبعض الهيدروكربونات الأخرى، سيقفز إلى 19.6 مليون برميل يوميا بحلول 2024 مقارنة مع 15.5 مليون برميل يوميا العام الماضي. وسيرتفع إجمالي صادرات الخام إلى المثلين مما سيؤدي إلى تعزيز التنافسية خاصة في السوق الآسيوية.
وقالت وكالة الطاقة ان إنتاج النفط في الولايات المتحدة سيرتفع بنحو 2.8 مليون برميل يوميا، ليزيد إلى 13.7 مليون برميل يوميا في 2024 من مستوى يقل قليلا عن 11 مليون برميل يوميا في 2018.
وتشير التوقعات إلى ضغط على حجم طلب الخام من منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» مع توسع الولايات المتحدة ومنافسين آخرين في الإنتاج. لكن الوكالة لا ترى بعد ذروة في الطلب العالمي، وهو ما يدعم المنتجين.
وذكرت وكالة الطاقة، التي تقدم المشورة للولايات المتحدة ودول صناعية أخرى، في توقعاتها لخمس سنوات «تقود الولايات المتحدة بشكل متزايد نمو إمدادات النفط العالمية، مع توقع نمو كبير أيضا لدى منتجين آخرين من خارج أوبك، من بينهم البرازيل والنرويج والمنتج الجديد جيانا».
وشهدت إمدادات الولايات المتحدة من النفط ازدهارا بفعل الخام الصخري، مما كان له أثر معاكس لجهود «أوبك» وشركائها بقيادة روسيا لتقليص المعروض. وبدأ التحالف المعروف باسم «أوبك+» جولة جديدة من خفض إمدادات النفط في 2019 لدعم الأسعار.
وأضافت الوكالة أن صادرات الولايات المتحدة من الخام ستتخطى شحنات روسيا وستلحق تقريبا بالسعودية بحلول 2024، مما يسهم في تنويع الإمدادات العالمية.
وقال فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة، خلال مؤتمر صحافي على هامش قمة للقطاع في هيوستن «الولايات المتحدة تصبح مُصدرا كبيرا للنفط… الموجة الثانية من نمو الإنتاج الصخري مقبلة». ومن المقرر أن يتراجع نمو الطلب العالمي على النفط مع تباطؤ الصين، لكنه سيظل يرتفع بمتوسط سنوي 1.2 مليون برميل يوميا حتى 2024 حين سيبلغ 106.4 مليون برميل يوميا.
وحتى مع ذلك، لا تتوقع الوكالة أن تؤدي عوامل مثل التوسع في استخدام السيارات الكهربائية إلى كبح نمو الطلب بعد. ويقول «غولدمان ساكس» ان الطلب على النفط قد يبلغ ذروته بحلول 2024 في ظروف معينة.
وقالت الوكالة «ما زالت وكالة الطاقة الدولية لا ترى ذروة في الطلب على النفط، إذ تظل البتروكيميائيات ووقود الطائرات المحركين الرئيسيين للنمو، وخاصة في الولايات المتحدة وآسيا، وهو ما يعوض وزيادة التباطؤ في البنزين بسبب تحسن الكفاءة والسيارات الكهربائية».
ومن المنتظر أن يرتفع الطلب على نفط «أوبك»، لكن في ضوء النمو المتوقع من الولايات المتحدة وبقية المنتجين خارج المنظمة، ستضطر السعودية وحلفاؤها على الأرجح إلى مواصلة جهودهم لكبح الإمدادات.
وقال التقرير «من المرجح أن تظل إدارة المنتجين للسوق أمرا ضروريا لبعض الوقت في ضوء آفاق الطلب على نفط أوبك».
وتتوقع «وكالة الطاقة الدولية» انخفاض الطلب على نفط «أوبك» في 2020 ثم ارتفاعه إلى متوسط قدره 31.3 مليون برميل يوميا في 2023. ويزيد الرقم المتوقع في 2023 بمقدار 600 ألف برميل يوميا فقط بالمقارنة مع العام الجاري ويقل عن التقديرات السابقة.
وقالت الوكالة ان العراق سيعزز مكانته بين أكبر المنتجين، ليصبح ثالث أكبر مَصدر للإمدادات الجديدة في العالم ويقود النمو داخل «أوبك».
وأضافت الوكالة «ستعوض الزيادة الخسائر الكبيرة من إيران وفنزويلا، فضلا عن الوضع في ليبيا الذي لا يزال هشا».