لندن/أبوظبي – رويترز: قالت «وكالة الطاقة الدولية» أمس الأربعاء ان من المتوقع أن يتباطأ نمو الطلب العالمي على النفط اعتبارا من 2025، في ظل تحسن كفاءة الوقود، وزيادة استخدام المركبات التي تعمل عن طريق الشحن بالكهرباء، لكن من غير المرجح أن يصل الاستهلاك إلى ذروة في غضون العقدين المقبلين.
وقالت الوكالة، التي مقرها باريس وتقدم المشورة لحكومات غربية بشأن سياسات الطاقة، في تقريرها السنوي لآفاق الطاقة العالمية للفترة حتى 2040، ان نمو الطلب سيواصل الزيادة على الرغم من أنه سيكون هناك تباطؤ ملحوظ في العقد الذي يبدأ في 2030.
وترى الوكالة في تصورها الأساسي، الذي يجمع بين سياسات الطاقة القائمة والأهداف المعلنة، ان الطلب على النفط سيرتفع بنحو مليون برميل يوميا في المتوسط كل عام حتى 2025 من 97 مليون برميل يوميا في 2018. وبعد ذلك، من المتوقع ارتفاع الطلب بمقدار 0.1 مليون برميل يوميا كل عام في المتوسط خلال العقد الذي يبدأ 2030، ليصل إلى 106 ملايين برميل يوميا في 2040.
أمين عام «أوبك»: اتفاق تجارة بين أمريكا والصين سيزيح «غيمة قاتمة» عن السوق
وقالت الوكالة «هناك تباطؤ ملموس بعد .2025 لكن هذا لا يؤدي إلى ذروة مؤكدة في استخدام النفط»، مشيرة إلى زيادة الطلب من الشاحنات وقطاعات الشحن البحري والطيران والبتروكيميائيات.
وهذا العام، غيرت الوكالة عنوان تصورها الأساسي إلى «سياسات مُعلنة» بدلا من «سياسات جديدة»، لتوضيح أنه يعكس سياسات قائمة. وهو واحد من ثلاثة تصورات استُخدمت لإبراز كيف يمكن للطلب على الطاقة أن يتطور خلال العقدين المقبلين.
وتعرضت «وكالة الطاقة الدولية» لانتقادات من جماعات معنية بتغير المناخ، تقول ان التوقعات تقلل من شأن السرعة التي قد يتحول بها العالم للطاقة المتجددة، وتُقَوِّض الجهود الرامية إلى الحفاظ على الزيادات في درجات الحرارة العالمية في نطاق بين 1.5 درجة ودرجتين مئويتين. وقال غويري روغيلج من معهد غرانثام في «كنغز كولِج» في لندن «لم يتغير التصور (الأساسي للوكالة) بشكل جوهري عن العام الماضي.. لا يزال لا يتسق مع (هدف) 1.5 درجة مئوية وعدة جوانب من اتفاقية باريس، ولا يمثل سردا متسقا علميا».
وتتوقع الوكالة أن يكون هناك نحو 330 مليون سيارة كهربائية على الطريق بحلول 2040، ارتفاعا من تقدير في توقعات العام الماضي عند 300 مليون. وسيزيح ذلك نحو أربعة ملايين برميل يوميا من استخدام النفط ،مقارنة مع 3.3 مليون برميل يوميا في توقعات سابقة.
ومن المنتظر أن تكون أكبر زيادة في إنتاج النفط في الولايات المتحدة، أكبر منتج عالمي في الوقت الراهن، إضافة إلى العراق والبرازيل.
ومن المتوقع أن يرتفع إنتاج النفط الخام الأمريكي المحكم إلى 11 مليون برميل يوميا في 2035، من ستة ملايين برميل يوميا في 2018.
ومن المتوقع أن تتراجع حصة أعضاء منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» وروسيا في إنتاج النفط إلى 47 في المئة في الكثير من أوقات العقد المقبل، وهو مستوى لم يُسجل منذ الثمانينيات.
وعن التصور الأساسي للوكالة، جاء في التقرير «يرتفع سعر النفط المطلوب لتحقيق التوازن بين العرض والطلب وفق هذا التصور إلى حوالي تسعين دولارا للبرميل في 2030 و103 دولارات للبرميل في 2040».
على صعيد آخر قال محمد باركيندو، الأمين العام لمنظمة «أوبك»، أمس ان إبرام اتفاق تجارة بين الولايات المتحدة والصين سيدعم الاقتصاد العالمي وسيساعد في إزاحة «غيمة قاتمة» تخيم على سوق النفط.
وقال إيضا أنه من السابق لأوانه مناقشة نتائج محادثات من المقرر عقدها في فيينا في ديسمبر/كانون الأول، عندما تناقش منظمة «أوبك» وحلفاؤها في التحالف المعروف باسم «أوبك+»، سياسة الإنتاج.
ويضغط نزاع تجاري بين واشنطن وبكين على الاقتصاد العالمي، ويُقَوِّض أفق الطلب على النفط. وألمح الطرفان مرارا إلى قرب التوصل إلى صفقة، لكن لم يتم بعد اتمام ذلك.
وقال باركيندو للصحافيين في مؤتمر للطاقة في العاصمة الإماراتية أبوظبي «لم نسمع عكس ذلك، لذا فنحن واثقون من إمكانية التوصل إلى اتفاق وهذا الاتفاق سيكون إيجابيا جدا للاقتصاد العالمي». وأضاف ان الاتفاق «سيزيح تلك الغيمة القاتمة التي تخيم على الاقتصاد العالمي».
وتجتمع أوبك وحلفاؤها يومي الخامس والسادس من ديسمبر/كانون الأول لمناقشة سياسة الإنتاج والتخفيضات البالغة 1.2 مليون برميل يوميا، القائمة منذ يناير/كانون الثاني بهدف دعم أسعار الخام. ويسري أجل الاتفاق حتى مارس/آذار 2020.
وقال باركيندو أنه من المبكر للغاية القول ما إذا كانت هناك حاجة لمزيد من التخفيضات أم لا، مضيفا ان منظمته وحلفاءها في حاجة إلى مواصلة العمل معا للتكيف مع الضبابية في السوق. وقال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي ان العمل الذي تقوم به «أوبك+» منع حدوث تقلبات كبيرة في العرض والطلب في سوق النفط.