لندن/موسكو/نيودلهي – رويترز: قال فاتح بيرول، المدير التنفيذي لـ «وكالة الطاقة الدولية»، أن الطلب العالمي على النفط قد يهبط بنسبة 20 في المئة، ودعا السعودية التي تقود منظمة «أوبك» إلى المساعدة في استقرار أسواق النفط.
وأبلغ مؤتمرا عبر الهاتف لمجلس الأطلسي «أمس، يوجد ثلاثة مليارات شخص في العالم يلزمون منازلهم. ونتيجة لذلك فإننا قد نشهد هبوطا للطلب هذا العام، كما يقول البعض، بحوالي 20 مليون برميل يوميا». وبلغ متوسط الطلب العالمي على النفط 100 مليون برميل يوميا في 2019 .
وقال أيضا أنه على الرغم من تدمير ضخم للطلب فإن المعروض من النفط من المنتظر أن يزيد بمقدار ثلاثة ملايين برميل يوميا أخرى في إطار معركة السعودية مع روسيا على حصة في السوق. وأضاف «كونها رئيس مجموعة العشرين هذا العام، فإن المرء يتوقع أن السعودية ستقدم دعماً بناءٍ لإشاعة الاستقرار في أسواق النفط العالمية، استنادا إلى سجلها في السابق».
وحسب بيرول فإن «وكالة الطاقة الدولية»، التي تنسق سياسات الطاقة للدول الصناعية، ستقدم توقعات وإطارا زمنيا أكثر وضوحا بشأن الطلب العالمي على النفط في غضون أسبوعين عندما تنشر تقريرها الشهري المقبل. وأضاف أن تعافي الطلب لن يكون سهلا أو سريعا.
وقال أيضا انه يتوقع أن ينخفض إنتاج النفط في الولايات المتحدة بشكل كبير، لكنه سيفاجئ السوق بعد ذلك بالتحول إلى الارتفاع عندما يتعافى مع صعود أسعار النفط.
وتأتي تصريحات بيرول في وقت تجد فيه السعودية، أكبر مُصَدِّر للنفط في العالم، صعوبة في إيجاد عملاء لخامها الإضافي مع تراجع الطلب بسبب فيروس «كورونا» وارتفاع أسعار الشحن، وهو ما يقوض مساعيها لاقتناص حصة سوقية من المنافسين من خلال زيادة الإنتاج.
وقالت مصادر مُطَّلعة في سوق النفط أن «رويال داتش شل» وشركات أمريكية لتكرير النفط ستأخذ خاما سعوديا أقل، وأن «نستي» الفنلندية لن تأخذ أيا منه في أبريل/نيسان، في حين تسعى شركات تكرير هندية إلى تأخير تسليم الشحنات. وأضافت أن شركات تكرير بولندية تخفض أيضا المشتريات.
وتخطط السعودية لتعزيز صادراتها بشدة بعد انهيار اتفاق استمر ثلاث سنوات بين منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» ومنتجين آخرين بقيادة روسيا لخفض الإمدادات هذا الشهر.
لكن مع انهيار الطلب أيضا بسبب القيود الحكومية الرامية لاحتواء تفشي فيروس «كورونا»، تخفض شركات النفط معدلات تشغيل المصافي وهي ليست في عجلة لأخذ براميل سعودية إضافية، حسبما ذكرت المصادر.
وقال مصدر تجاري، تحدث بشرط عدم نشر اسمه، ناقش الأمر مع شركات نفط «هناك بالتأكيد خفض في معدلات تشغيل المصافي… لذا فإن من الصعب تخصيص الكثير». وقالت مصادر تجارية أنه إلى جانب تداعيات «كورونا»، فإن ارتفاع تكاليف الشحن له أيضا تأثير سلبي.، حيث أنه من المتوقع أن تؤدي التغييرات في بنود الإمداد إلى إلغاء بعض شحنات أبريل/نيسان كي لا يتحمل المشترون تكاليف النقل بالكامل.
وقال مصدر أن شركات النفط تسعى إلى خفض مشترياتها من الخام السعودي في الشهر المقبل بنسبة تصل إلى 25 في المئة.
وامتنعت «أرامكو السعودية» عن التعقيب. كما امتنعت «شل» عن التعقيب.
وقالت مصادر في القطاع أن «نستي» الفنلندية لن تأخذ خاما سعوديا في أبريل/نيسان، بينما ألغت «لوتوس» البولندية شحنة من مخصصاتها، فيما لن تأخذ «بي.كيه.إن أورلين» أي شيء فوق الحجم المعتاد المحدد في العقد. وامتنعت «لوتوس» عن التعقيب، بينما لم ترد «.كيه.إن» و»نستي» على طلبات للتعقيب.
وقالت السعودية في وقت سابق هذا الشهر أنها وجهت «أرامكو» إلى مواصلة ضخ الخام بمعدل قياسي عند 12.3 مليون برميل يوميا الشهر المقبل وتصدير أكثر من عشرة ملايين برميل يوميا اعتبارا من مايو/أيار. ورغم أنه من المتوقع زيادة الصادرات في أبريل/نيسان، فإنه يبدو الآن من المستبعد أن تكون الزيادة كبيرة.
وقال أحد المصادر أن شركات تكرير في الولايات المتحدة ستأخذ أيضا خاما سعوديا أقل في أبريل/نيسان، لكنه لم يذكر أسماءها.
وأكبر عملاء السعودية في أمريكا هم «إكسون موبيل» و»ماراثون بتروليوم» و»فيليبس66». ويتلقى الساحل الغربي الأمريكي النصف تقريبا من إجمالي واردات الولايات المتحدة من النفط السعودي. وخفضت «فيليبس66» و»ماراثون» عملياتهما في مصافيهما في لوس أنجليس.
وقالت مصادر أن بعض الشركات في الهند، التي تشهد حاليا إغلاقا بسبب فيروس «كورونا» شأنها شأن الكثير من الدول الأخرى حول العالم، تسعى لتأجيل مشتريات.
وأضافت أن شركتي تكرير حكوميتين هنديتين كانتا قد اشتريتا كميات إضافية من السعودية خاطبتا «أرامكو» لتأجيل التسليم، لكن الشركة السعودية لم تعلن موقفها بشأن الطلب. وأكثر من ذلك قالت أربعة مصادر أمس أن «ريلايَنس إندستريز» الهندية تسعى إلى بيع بعض شحنات الخام تحميل الاشهر المقبل في خطوة نادرة، إذ تعتزم خفض معالجة الخام بعد أن أضرت جائحة فيروس «كورونا» بالطلب العالمي على الوقود. وأضافت أن «ريلايَنس»، التي يسيطر عليها الملياردير موكيش أمباني، عرضت درجات مختلفة من الخام الشرق الأوسطي للبيع في السوق الفورية في آسيا، بما في ذلك درجات مثل خام مربان الذي تنتجه أبوظبي وخام الشاهين القطري. وقال مصدر آخر «كل شيء ممكن إذا كنت مهتما».
وتسعى «ريلايَنس» لبيع شحنات هي بالفعل في البحر، إذ أن القوانين في الهند لا تسمح بتصدير النفط الخام. وقال مصدر ثان أن الشركة تأمل من خلال بيع الخام تفادي تكاليف غرامات التأخير، لاسيما في ظل ارتفاع أسعار الشحن. ولم ترد الشركة على طلب للتعقيب.
وتدير «ريلايَنس» أكبر مُجمَّع تكرير في العالم بطاقة معالجة تبلغ 1.4 مليون برميل يوميا من النفط في جامناجار في غرب الهند.
وقال المصدر الثاني «حتى الآن، الخطة هي خفض إنتاج التكرير في أبريل نيسان لأنه لا يوجد طلب». وأضاف أن الشركة تخوض محادثات أيضا مع المنتجين لتأجيل بعض الشحنات.