أنطاكيا – «القدس العربي» : هاجمت «هيئة تحرير الشام» التي تسيطر على إدلب وريفها التقارب بين تركيا والنظام السوري، مسجلةً بذلك موقفاً متقدماً عن موقف الجيش الوطني الذي يسيطر على أرياف حلب، رغم الانتقادات التي وجهت لزعيمها أبو محمد الجولاني. ومقابل الصمت من الجيش الوطني والائتلاف السوري على لقاء موسكو الثلاثي الذي جمع وزراء الدفاع التركي خلوصي أكار، والروسي سيرغي شويغو، والسوري علي عباس، وصف الجولاني تقارب أنقرة مع دمشق بـ»الانحراف الخطير الذي يمس أهداف الثورة».
وفي كلمة مصورة نشرتها وكالة «أمجاد» التابعة لـ»تحرير الشام» الاثنين، دعا الجولاني الجميع للوقوف بجانبه للدفاع عن أهداف الثورة في سوريا، قائلاً: «إن ثمة تحدياً خطيراً يواجه الثورة السورية المباركة ونضالها المستمر ضد النظام وحلفائه»، منتقداً التقارب التركي مع النظام السوري الذي يعد بـ»المكافأة التركية للنظام على جرائمه». وتساءل الجولاني، هل باتت صور أطفال سوريا تزعجكم وتعكر عليكم صفو هدوئكم، وهل بات أنين الأرامل والثكالى يؤرق نومكم، وهل تريدون أن يذبح الناس ويقبروا ويغرقوا بصمت؟
وتابع بدعوة الشارع في الشمال السوري إلى عدم اليأس والحزن «بعد خذلان البعيد والقريب»، في إشارة واضحة إلى تركيا، وقال: إن تحرير الشام «لن تُريح أو تستريح حتى تحط رحالها بقلب دمشق وإعمارها والمباهاة بها العالم بعد إسقاط النظام». مختتماً «أيها النظام المجرم، لا تفرح بما يجري، فإن ما قد مضى أكثر بكثير مما قد بقي، فقد اقتربت ساعتك، والساعة أدهى وأمر، ولتعلمن نبأه بعد حين». ويقول الباحث في الجماعات الإسلامية في مركز «مشارق ومغارب» عباس شريفة، إن هجوم «تحرير الشام» على التقارب التركي مع النظام، يأتي في إطار تأكيد سردية أنها حركة مقاومة تنتمي للثورة السورية وتتمسك بثوابتها. ويضيف لـ»القدس العربي»، أن هناك حالة عدم رضا واضحة من «تحرير الشام» على السياسات التركية، وتحديداً بعد الضغط الذي مارسته تركيا على «تحرير الشام» في سبيل سحب قواتها من عفرين. ويقول: «يبدو أن «تحرير الشام» ترى أن التقارب بين تركيا والنظام السوري سيكون على حساب نفوذها في إدلب». وبذلك وفق شريفة، لا بد لـ»تحرير الشام» من الخروج بمواقف علنية، خاصة أن لديها مساحة استقلالية أكبر من فصائل «الجيش الوطني» المدعوم تركياً.
وشهدت كبرى مدن الشمال السوري الجمعة تظاهرات حاشدة رفضاً للتطبيع بين تركيا والنظام السوري، وسط مطالبات شعبية واسعة لفصائل الجيش الوطني والائتلاف بالإعلان الصريح عن رفض الدخول في المصالحة مع النظام السوري. ويرى الباحث في شؤون الجماعات الجهادية خليل المقداد، أن موقف «تحرير الشام» ينسجم مع موقف الشارع في الشمال السوري، ويقول لـ»القدس العربي»: «أراد الجولاني أن يعزز شرعيته المجتمعية وحضوره في الشمال السوري، وحقيقة لا بد من تسجيل مثل هذا الموقف بمواجهة ما يحاك من مخططات للمصالحة مع النظام المجرم».
وأضاف المقداد، أن «تحرير الشام» أرادت كذلك أن تؤكد أنها لن تقبل بأن تكون على الهامش، في مرحلة ما بعد التسويات السياسية – إن حدثت – وقال: تعتقد «تحرير الشام» أنه لا يمكن تركها جانباً في أي حل، لأنها الطرف الأقوى في مشهد المعارضة». من جانب آخر، اعتبر المقداد، أن «تحرير الشام» بموقفها الواضح والعلني، ضمنت تسجيل نقطة على حساب فصائل «الجيش الوطني» التي التزمت الصمت، وقال: «لقد انتقى الجولاني كلماته بعناية، ولم يتحدث عن جهاد، وإنما عن ثورة». وحسب الباحث، فإن أي تسوية مع النظام السوري، ستكون بمنزلة «التصفية» للثورة السورية، ويقول إن أي تسوية قادمة، تعني حل الفصائل ودمج بعضها بقوات النظام السوري. وبعد لقاء موسكو، من المقرر أن يلتقي وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو بوزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد منتصف كانون الثاني/يناير الحالي، والأرجح أن يكون اللقاء في موسكو.
” «لقد انتقى الجولاني كلماته بعناية، ولم يتحدث عن جهاد، وإنما عن ثورة». ” إهـ
الجولاني مستقل عن الجميع , فهو لا يأخذ شيئاً من تركيا وغيرها !
أصبح الآن يتكلم بوطنية !! ولا حول ولا قوة الا بالله